مؤسسة بنيان التنموية.. قصة نجاح وعطاء سابق الزمن

 

قبل أكثر من ثلاث سنوات احتضن فندق تاج سبأ في العاصمة صنعاء، حفل إشهار مؤسسة بنيان التنموية، ومقارنة بالفترة التي مضت على تأسيس المؤسسة التي انطلقت وفق رؤية يمنية إيمانية أصيلة لا هدف مادي لها، وهدفها الذي تجسد واقعا من خلال العشرات من المشاريع الإنتاجية والتنموية والخيرية لتضع بصمات كبيرة في حياة شرائح واسعة في المجتمع اليمني الذي يواجه عدواناً غاشماً وحصاراً ظالماً منذ ست سنوات ، فالمؤسسة التي ولدت من رحم معاناة اليمنيين قطعت مشواراً طويلاً في طريق التنمية المستدامة فحولت الآلاف من اليمنيين من طاقات مفرغة إلى طاقات إنتاجية فعالة في مختلف القطاعات.

تقرير ـ رشيد الحداد

إن حضور بنيان المؤسسة الوطنية خلال السنوات الماضية وجد في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، وحققت إنجازات سابقت الزمن في المجالات الإنتاجية والزراعية والتوعوية والتأهيل والتدريب بهدف رفع قدرات المجتمع وتأهيل الآلاف من النساء والرجال في أكاديمية بنيان لإكسابهم المزيد من المهارات والخبرات في مجالات عدة، وبعيداً عن أضواء الإعلام وثقافة المن على الآخرين عملت مؤسسة بنيان خلال السنوات الثلاث الماضية على تنفيذ برامج اغاثية طارئة قدمت من خلالها الغذاء والدواء ووسائل الإيواء للآلاف من الأسر النازحة، وعبر برامجها الإنسانية المتعددة كبرنامج “أغنياء من التعفف ” وبرنامج «إطعام» التابع لها والذي تنفذه المؤسسة من خلال مشاريع خيرية دائمة وغير موسمية وإنسانية صرفة كما كان معتاداً من قبل مؤسسات مماثلة تعمل على أسس حزبية وليس إنسانية .
لقد دشنت بنيان مشروع إطعام بعد أشهر معدودة من تأسيسها في صنعاء والحديدة والمحويت وصولاً إلى محافظات أخرى من خلال مشروع الأفران الخيرية التي تنتج أكثر من 350 رغيف خبز يومياً لتطعم اكثر من 36 ألف أسرة فقيرة ومعدمة ومتعففة في العاصمة صنعاء، كما تنتج 10 آلاف رغيف خبز في محافظة المحويت لإطعام أكثر من ألف أسرة فقيرة ومعدمة، وبالمثل تضاعف إنتاج الرغيف في الحديدة ليساهم في الحد من معاناة الآلاف من الفقراء والمعدمين بصورة يومية، وبأسلوب يعكس مبادئ وقيم المؤسسة التي تعتمد آلية توزيع الرغيف إلى منازل الفقراء بطريقة تحمي إنسانية الأسر المستفيدة وتحفظ كرامتهم .
مؤسسة بنيان التنموية التي انطلقت باكورة مشاريعها التنموية من مستوطنات الفقر والفاقة في تهامة قبل تأسيسها بغرفة طوارئ وادي مور الذي مكن المجتمع من إدارة منشآت غرفة تطوير تهامة ومنشآت تطوير الحواجز المائية التي روت عطش الأرض والإنسان لتحول 20 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في وادي مور من أرض قاحلة إلى أرض زراعية مثمرة، وكذلك كان لها إسهام بارز في دعم الصيادين التقليدين في مختلف مناطق تهامة، أحيت روح المبادرة الاجتماعية في صنعاء وحجة والمحويت وعمران وذمار والبيضاء والحديدة وصعدة ، فكان لها الدور البارز في إحياء إشراك المجتمعات المحلية في التنمية من خلال إنشاء العديد من المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية .
فالمؤسسة التي افتتحت بعد عام واحد من ميلادها مشروع الأسر المنتجة في صنعاء، قدمت نموذجاً إيجابياً في طرق وأساليب استنهاض همم المجتمع من الجنسين وتحويله من مجتمع فقير ومعدم يعاني من البطالة السافرة إلى مجتمع منتج ، ليس فقط بتقديم التدريب والتأهيل ، بل امتد اهتمام مؤسسة بنيان إلى تقديم الدراسات والاستشارات لمن تم تدريبهم أو تدريبهن على مهارات مختلفة لضمان جودة مخرجات التدريب وتحقيق الهدف منها ، فمولت مشاريع العشرات إن لم نقل المئات من الأسر المنتجة لتحقق نجاحاً لافتاً في نقل المشاريع الصغيرة والأصغر من الأطر النظرية إلى التطبيقية على الأرض ، فعبر قطاعات مؤسسة بنيان المعنية بالمرأة والشباب ورعاية المبدعين ، تمكن الآلاف من الشباب والنساء من الحصول على فرص التدريب والتأهيل وإنشاء مشاريع مدرة للربح ، وعبر العديد من البرامج التنموية والتوعوية وبناء وتنمية القدرات، كما تمكنت مؤسسة بنيان من إقامة دورات تدريبية للنزلاء والنزيلات في عدد من السجون ، وبادرت في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة بسوق العمل ، وقدمت برامج ودورات لأحفاد بلال الذين عانوا من التهميش والاقصاء والإهمال طيلة عقود ماضية .
الكثير من المشاريع التي نفذتها بنيان في المجالات الزراعية في أودية تهامة من وادي مور وحتى وادي سهام ، شملت استصلاح الأراضي الزراعية ومساندة المزارعين في زراعة محاصيل الذرة الرفيعة والشامية والدخن عن طريق توفير مؤسسة بنيان مدخلات الإنتاج الزراعي ” كالوقود ــ ووسائل الحراثة- والبذور- وأنظمة الري ” وتمكنت من إحياء المئات من الهكتارات من المساحات الزراعية وحولتها إلى جنات مثمرة.
إن اهتمامات المؤسسة الواسعة تدل على الرؤية الصائبة والنهج الذي تمضي عليه ، فخلال الفترة القليلة الماضية نظمت بنيان دورات متعددة في مجالات استخراج خامات أحجار الزينة في محافظتي ذمار وصنعاء ، بهدف التقليل من نسبة الفاقد من محاجر البناء واستغلال أحجار البناء والزينة الاستغلال الامثل، ونظمت دورات للنحالين بهدف اكسابهم مهارات كفيلة برفع العائد السنوي لهم ورفع مستويات الإنتاجية من العسل اليمني بجودة عالية وفي مجالات تصنيع الألبان وتسويقها والتصنيع الغذائي ، وكذلك تبنت دورات تدريبية لعدد من المزارعين في صعدة والحديدة حول طرق استخراج الأسمدة من مواد خام محلية ، وفي المجالات الإدارية والتدريب والتأهيل في مجال المبادرات المجتمعية وغيرها .
إنجازات مؤسسة بنيان التي قلما تتصدر عناوين الصحافة المحلية كانت أكبر من التوقعات، ودورها التنموي والخدمي والإنساني الملموس يضع الجميع أمام قصة نجاح تكبر يوما بعد آخر لتنهي معاناة الآلاف من اليمنيين وتعزز الثقة في نفس كل يمني حر وشريف بأن اليمن ماضٍ في سبيل التحرر من التبعية الاقتصادية ، وأن عجلة التنمية التي أعاقتها الوصاية الخارجية طيلة العقود الماضية بدأت بالدوران على أسس وطنية ووفق رؤى وخطط حكيمة انطلقت في ظل التحديات الكبرى التي أوجدها العدوان والحصار ولن تتوقف إلا بتحقيق التنمية الشاملة التي ترفع شأن اليمنيين وتضع اليمن في قائمة الدول الأكثر نمواً في العالم ، فلدى الشعب اليمني من الفرص والإمكانيات الكثير وتوظيفها التوظيف الأمثل في التنمية يمثل انتصاراً جديداً للجبهة الاقتصادية .

قد يعجبك ايضا