أحزاب مرتهنة للعدوان

 

عبدالله الأحمدي
القائد المؤسس للحزب الاشتراكي اليمني الشهيد عبدالفتاح إسماعيل قال في إحدى محاضراته: (إن الحزب ممكن أن ينتهي في حالتين؛ إذا ترك أعضاءه، أو تخلى عن قضية الوحدة اليمنية).
ولم يكن في وارد تفكيره أن قيادات حزبية وأعضاء في الحزب سيرتمون في أحضان الرجعية السعودية العدو التاريخي لليمن، أو يكونوا مرتزقة لأولاد زايد، مع احترامنا للاشتراكيين ممن يتمسكون بجمر المبادئ والقضية الوطنية.
اليوم يترنح الاشتراكي وكثير مكونات يمنية تحت تأثير الانقسام، وعدم وجود رؤية وموقف واضح من العدوان الإمبريالي الرجعي على البلاد ، فالكثير من القيادات ذهبت للارتزاق وجرت وراءها الكثير من ضعاف النفوس ، ونكوص في المبادئ ، وحدث تمييع في المواقف ، فيما بعض القيادات التي كنا نؤمل عليها في إنقاد الأوضاع سقطت في وحل الارتزاق والعمالة وباعت نفسها بثمن بخس.
إذن فالمسألة محتاجة إلى تقييم للكثير من المواقف والأوضاع في الساحة الوطنية.
بعد ما يقارب الست سنوات من العدوان والحرب والاحتلال وصل الكثير من الناس والمكونات إلى قناعة أن ما حدث ويحدث هو عدوان إمبريالي رجعي همجي على سيادة واستقلال البلاد، لكن هذا التحول في بعض المواقف حدث بعد خراب مالطا -كما يقال – حتى بعض الذين صفقوا للعدوان فاقوا من سكرتهم ، وتبين لهم أن العدوان السعوأمريكي له أطماع في الأرض اليمنية.
وصل الكثير إلى هذا الموقف بعد سنوات وبعد أن سفحوا ماء كرامتهم تحت أقدام العدوان والاحتلال، والآن وقد وصل الكثير إلى هذه القناعات ما الذي يمكنهم عمله ؟
بعد تساقط دول تحالف العدوان ومؤشرات الهزيمة للمعتدي ماذا سيضيف اعتراف المرتزقة بأن ما حدث هو عدوان أجنبي غاشم!!
دول العدوان فضحت الكثير من المرتزقة الذين كانوا يخفون عمالتهم وارتزاقهم ، فقد نشرت وزارة المالية السعودية كشوفات بأسماء من تسلموا أموالا لخيانة بلادهم، وظهرت أسماء كنا نعتبرها في مصاف الملائكة.
هؤلاء الذين فضحهم أسيادهم أعلنوا براءتهم من الارتزاق، لكن لم تفدهم تلك التصريحات ففضيحتهم أضحت بجلاجل يعلمها الكبير والصغير في هذا البلد.
هؤلاء المرتزقة حجزوا مواقع لهم خارج الوطن لأنهم يعلمون ألا عودة لهم، وأن الشعب اليمني لن يقبل بعودة مرتزق خان وطنه وتعامل مع العدوان إلا إذا تاب، لا مساومة على استقلال وسيادة البلاد، وهذا ما درج عليه اليمنيون الأحرار والشرفاء منذ أن وُجِدَ شعب على هذه الأرض الطيبة.
العدوان على اليمن فرز الغث من السمين؛ والشرفاء من اللصوص، فالذين كانوا يخدمون عفاش ومن كانوا لصوصاً في صنعاء قبل العدوان ذهبوا بعد مهنة اللصوصية في كثير عواصم للعدوان، وهم يمارسون حقارتهم، ويبيعون أنفسهم في المزاد برخص التراب.
لا لوم على الإخوان المسلمين والجماعات الوهابية على عمالتهم فهي متأصلة في دمائهم أباً عن جد، وجيلاً بعد جيل، لكن اللوم ينصب على أولئك الأدعياء الذين كانوا يهرفون بالقومية والوطنية والاشتراكية، ثم ذهبوا جماعات يتسولون أمام قصور قاتل الأطفال يدعون استعادة الدولة والديمقراطية كما زعموا.
هم يعلمون أن ذلك البدوي القاتل أبو منشار لا يعرف لهذه المفردات أصلاً، ويزعجه كثيراً ذكرها.
سقطت مزاعم العدوان، وعلم القاصي والداني أن المعتدي له أجندة وأطماع في اليمن يريد تحقيقها تحت تلك المسميات والمزاعم التي يلوكها الإعلام المتصهين ليل نهار.
المهمة التي يقوم بها العدو السعودي إضافة إلى العدوان على اليمن هي تطويع أحزاب المرتزقة لخدمة الأمريكي والصهيوني، فلم يعد هناك عمل سياسي منظم ، فقد تحولت الأحزاب التي ارتهنت، أو باعت نفسها للعدوان إلى مرتزقة ومليشيات تقوم بدور القاتل والناهب ، وقادتها مهرجون وكومبارس يرددون ما يقوله أمراء النفط في عواصم العدوان على اليمن.
الحمد لله أن هذه الأحزاب فقدت دورها الاجتماعي ولم يعد لها وجود في اليمن، فقد تم تجريفها من قبل العدوان نفسه، ولم يبق إلا قتلة ومأجورون ليس لهم قضية يلهثون وراء الريال السعودي.

قد يعجبك ايضا