الكباب وراوح.. روح الرياضة اليمنية

 

د. جابر يحيى البواب

النشاط وروح العمل الشبابي والرياضي في الغالب يقاس بلغة الأرقام وحقائق الإنجازات الأساسية، لذا فمن البديهي أن نتحدث عن إنجازات الوزيرين الدكتور محمد أحمد الكباب والدكتور عبدالوهاب راوح خلال توليهما مهام وزارة الشباب والرياضة، والتي بدأت مع عودة اللحمة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م، ومع انطلاق العهد الجديد لوزارة الشباب والرياضة، ظهرت العديد من الاحتياجات الهامة والملحة، كاستحداث مشاريع ومنشآت شبابية ورياضية، لذلك كان لزاما على قيادة الوزارة تبني إستراتيجية عامة لرعاية النشء والشباب والرياضة، من أهدافها الشروع في البناء التشريعي والقانوني الذي يوفر البيئة التنظيمية لنشاط الوزارة، حيث أصدرت الوزارة العديد من التشريعات، كاللائحة التنظيمية للوزارة، وقانون إنشاء صندوق رعاية النشء والشباب، وقانون إنشاء المعهد العالي للتربية البدنية والرياضية، وقانون إنشاء مركز الطب الرياضي، وقانون إنشاء جائزة رئيس الجمهورية “حاليا جائزة الدولة”، والنظام الأساسي للاتحادات والأندية، والنظام الموحد للأندية.
ومن ثم شرعت الوزارة في التركيز والاهتمام بالبنية التحتية، فقامت بإنشاء العديد من الملاعب والصالات الرياضية، وبيوت الشباب، ومضمار الفروسية بمدينة الحسينية للموروث الشعبي، وبناء الملحقات والمرافق الرياضية والاستثمارية بالأندية، إستاد 22 مايو بعدن، وإستاد اب، وإستاد تعز، وإستاد الحديدة، وإستاد لحج، وإستاد ذمار، وإستاد سيئون “منقول من كتاب حقائق وأرقام”، وصالة 22 مايو الدولية الكبرى، وبناء ما يقارب خمس عشرة صالة رياضية في مختلف المحافظات، والعديد من مقرات الأندية.
الدكتور عبدالوهاب راوح مواليد (1952م) شخصية قيادية وأكاديمية مخضرمة، شغل منصب وزير الشباب والرياضة من عام 1994م حتى عام 2001م، ثم شغل منصب وزير الخدمة المدنية والتأمينات من عام 2001م حتى عام 2003م، ثم شغل منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي من عام 2003 حتى عام 2006م؛ وفي عام 2006م عُيِّن رئيساً لجامعة عدن، وفي نفس العام انتخب رئيساً لنادي التلال في عدن؛ له من القيم والأخلاق ما يوجب علينا أن نسجل الشكر والتقدير والاحترام والعرفان لطيب الذكر البروفيسور عبدالوھاب راوح صاحب الملكية الفكرية في إنشاء صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة حينما كان وزيراً للشباب والرياضة عام 1996م، وهو العام الذي صدر فيه القرار الجمهوري بالقانون رقم (10) بشأن إنشاء صنـدوق رعايـة النشء والشباب والرياضة، كصندوق يتمتع بالشخصية الاعتبارية وتكون له ذمة مالية مستقلة ويخضع لإشراف وزير الشباب والرياضة المباشر، ويهدف إلى دعم رياضة الناشئين، ودعم المنتخبات الوطنية الرياضية، ودعم اتحاد الطب الرياضي، والمساهمة في علاج إصابات الملاعب، ودعم برامج التأهيل والتدريب، ودعم الأنشطة الشبابية، والإسهام في إنشاء المرافق الرياضية والشبابية وصيانتها وتوفير مستلزماتها، ومنح الحوافز والجوائز التشجيعية للمبرزين في المجال الشبابي والرياضي.
ذلك هو الزمن الجميل الذي من خلاله كان للشباب والرياضة روح عالية من العطاء والبناء والتنمية والتطوير، وذلك هو الزمن الرائع الذي سادت فيه روح المحبة والإخلاص والتفاني في العمل الشبابي والرياضي، كانت تلك الفترة والفترات التي قبلها في عهد طيب الذكر الدكتور محمد أحمد الكباب أو في عهد مجلس الشباب والرياضة والذي كان يضم خيرة الكوادر والخبرات الشبابية والرياضية، على سبيل الذكر لا الحصر الأستاذ محمد عبدالوالي والأستاذ حمود الشراعي والأستاذ محمد غالب أحمد رئيس المجلس الأعلى للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية بما كان يسمى الشطر الجنوبي من اليمن الذي أشرف مع الدكتور محمد احمد الكباب وزير الشباب والرياضة الأسبق، على الخطوات العملية التنفيذية لتحقيق الوحدة الرياضية بين الشطرين، والتي كانت في 8 فبراير1990م، أي قبل وحدة 22 مايو بثلاثة أشهر، وجسدت الخطوات العملية للتسريع بدمج الاتحادات والأطر الرياضية والشبابية الأخرى وتشكيل المنتخبات اليمنية الموحدة التي خاض عدد منها لقاءات ودية مع منتخبات شقيقة وصديقة وخاصة كرة القدم التي كانت قد سارت على الدرب الوحدوي مطلع الثمانينيات ببطولات الأندية ومنتخبات المحافظات مع ألعاب أخرى باسم كأس اليمن.
الدكتور الكباب شخصية رياضية بدأ حياته مع الرياضة منذ نعومة أظافره ففي عام 1963م التحق بنادي الصقر لاعبا في كرة القدم وزاول أنشطة رياضية مختلفة، كتنس الميدان والسباحة وكرة الطاولة وأسهم في تأسيس أندية واتحادات منها نادي الصحة واتحاد الفروسية وتنس الميدان ورأس اللجنة الأولمبية اليمنية منذ العام 1990م حتى العام 1994م، “خالص التحية والاحترام والمحبة لروح الشباب والرياضة طيبي الذكر الدكتورين الغاليين الكباب وراوح”.

قد يعجبك ايضا