كيف تم استغلال الحج في عملية التطبيع بين النظام السعودي والكيان الصهيوني ؟

إسرائيل تمتدح الحج هذا العام : »مشهد تاريخي غير مسبوق .. وجميل«

 

 

الثورة /
علقت وزارة الخارجية الإسرائيلية، على موسم الحج في مكة هذا العام ، واصفة الطواف حول الكعبة بتلك الأعداد “في ظل كورونا” ، بالمشهد «التاريخي».
ونشرت صفحة «إسرائيل تتكلم بالعربية» التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، صورة لأول مناسك الحج المتمثل بالطواف حول الكعبة.
وعلقت قائلة «مكة الآن… مشهد تاريخي غير مسبوق وجميل».
وأضافت «حجاج بيت الله الحرام يباشرون أول مناسك الحج المتمثل بالطواف حول الكعبة، محافظين على التباعد الاجتماعي بين بعضهم البعض»، وتابعت «اللهم تقبل منهم يارب العالمين».
وشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هجومًا حادًا على الصفحة، موضحين أن هذا المشهد حزين للغاية، بعد أن كان حشد الحجاج بالملايين من ربوع دول العالم.
فيما أكد آخرون أن الكيان الصهيوني يخشى من تجمع المسلمين، مُتمنين زوال دولة إسرائيل من الوجود على يد المسلمين وعودة الأراضي الفلسطينية إلى أهلها وتحريرها من دنس اليهود.
الدين بوابة للتطبيع
وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية قد كشفت مطلع العام الجاري عن مساع رسمية إسرائيلية لتنظيم رحلات حج مباشرة بين إسرائيل وتل أبيب للراغبين من مواطني 48 في أداء فريضة الحج، وذكرت أن تلك المساعي حققت تقدما.
وجرت العادة أن يصل الحجاج الفلسطينيون داخل الخط الأخضر إلى الأردن ومن هناك يحصلون من وزارة الأوقاف الأردنية على جواز سفر أردني مؤقت يعبرون بواسطته الحدود السعودية لأداء فريضة الحج.
وفي يناير الماضي وقع وزير الداخلية الإسرائيلي آريه درعي لأول مرة مرسوما يسمح بزيارة الإسرائيليين للسعودية بشكل رسمي.
وحسب ما نقلته صحيفة «إسرائيل اليوم» وقتها، سيكون مسموحا للإسرائيليين بما فيهم العرب واليهود السفر إلى السعودية للمشاركة في اجتماعات تجارية أو البحث عن الاستثمارات على ألا تتجاوز مدة الزيارة 9 أيام، إضافة إلى أغراض الحج والعمرة بالنسبة للفلسطينيين في أراضي 48.
وقبل هذا القرار بأيام قليلة قام الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى، بزيارة معسكر «أوشفيتز» النازي في بولندا، للمشاركة في الذكرى الـ 75 لتحرير سجنائه، ورافق العيسى الذي شغل سابقا منصب وزير العدل السعودي وفد، قام معه بأداء الصلاة في المعسكر.
ونشرت الصفحة الرسمية لإسرائيل بالعربية عبر حسابها في تويتر تغريدات قالت فيها: «الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي السعودي محمد العيسى، برفقة وفده يؤدي الصلاة في ذكرى ضحايا المحرقة خلال زيارته لمعسكر الإبادة «اوشفيتس».
وجاءت تلك التطورات في إطار التمهيد لما يعرف بصفقة القرن، وهي خطة سلام أمريكية تقوم على إقامة دولة منزوعة السلاح للفلسطينيين على نحو 70% من مساحة الضفة الغربية، ولا تسيطر هذه الدولة على حدودها أو مجالها الجوي ولا يحق لها عقد اتفاقات دولية، وهو ما يرفضه الفلسطينيون.
حيث بات بمقدور حجاج 48 لأول مرة الطيران من تل أبيب إلى مكة مباشرة عبر عمان بواسطة الخطوط الملكية الأردنية، الأمر الذي حول رحلات الحج والعمرة من «مشقة» إلى متعة حقيقية، خاصة وأنها تترافق مع النزول في فنادق الخمسة نجوم الفاخرة المطلة على الحرم، والمزودة بأحدث شبكات الأغذية الأمريكية.
الكاتب الفلسطيني سليمان أبورشيد في مقال له بموقع “عرب 48″ علق على قرار دخول عرب 48 إلى السعودية بجوازات إسرائيلية ، وقال :« القرار أصلا أريد منه ضرب أكثر من عصفور في حجر واحد، الأول إيجاد الشرعية والمبرر للتعامل مع الجواز الإسرائيلي؛ والثاني معاقبة الفلسطينيين، قيادة وشعبا، لعدم انصياعهم للإرادة الملكية والأميرية السعودية والترامبية الأمريكية في قبول صفقة القرن؛ والثالث هو «تأديب» الملك الأردني الذي لا يصطف بالكامل هو الآخر في التحالف الأمريكي – السعودي – الإسرائيلي”. وأضاف أبو رشيد : « والحال كذلك، فإنه من غير المستغرب أن تكون محاولة تمرير دخول حجاج 48 بجواز سفر إسرائيلي لاستغلالهم كرأس جسر للتطبيع مع الدولة العبرية، هي التي دفعت بالقرار السعودي الأخير بوقف العمل بالجواز الأردني المؤقت الذي يعطى لسكان القدس والضفة الغربية والـ48 (بحجة عدم وجود رقم وطني مسجل في الجواز)، ويتسنى بواسطته للحجاج الفلسطينيين من دخول الأراضي الحجازية لأداء فريضتي الحج والعمرة”.

قد يعجبك ايضا