حكمة بكين حطمت أطماع واشنطن:

“هونج كونج”..عنوان آخر للفشل الأمريكي المتواصل

 

 

الثورة /إدارة الاخبار

لم يكن من قبيل الصدفة أن تتزامن الهجمة الأمريكية الشرسة التي تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد الصين مع تعالي أصوات نشاز دأبت قوى الانفصال الراديكالية في هونج على ترديدها تحت شعارات تطالب بما يسمى “استقلال “هونج كونج دون إعطاء أية اعتبارات للأضرار والمخاطر الجسيمة التي يتعرض لها الأمن القومي للوطن الصيني.
أنشطة المنظمات ذات الممارسات الانفصالية المشبوهة والتي ازدادت أعدادها وتعددت مجالات عملها بشكل كبير في الآونة الأخيرة باتت تعمل جنبا إلى جنب مع غيرها من القوى الانفصالية وبدعم واضح ومتزايد من الخارج المعادي حيث أنتجت هذه العلاقة غير القانونية تصاعدا ملموسا للأنشطة الإرهابية وممارسات العنف في الساحة المحلية لتصبح هذه الأرض الصينية عبر التاريخ ساحة للتدخل ولتصفية الحسابات وإلحاق الأذى بالأمن القومي للصين عبر تغذية ودعم العنف والتوجهات الانفصالية، هذا التدخل المباشر والعميق وغير القانوني من قبل قوى الخارج في شؤون هونج كونج بات كما تراه بكين بمثابة الخطر المتنامي الذي يهدد الأمن القومي للبلاد.
التعامل الحكيم كان السمة الدائمة التي ميزت تعاطي الحكومة الصينية مع مختلف التحديات التي تواجهها البلاد ومنها منطقة هونج كونج، لذلك كان التشريع الخاص بالأمن القومي المتعلق بهونج كونج الذي اقترحه المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والهادف لإقامة وتحسين النظام القانوني وآلية تنفيذ الأمن الوطني لمنطقة هونج كونج الإدارية من أفضل الخطوات والإجراءات الصائبة كما يقول محللون سياسيون ومتابعون للشأن الصيني لمعالجة كثير من القضايا المتعلقة بهونج كونج وسد الثغرات التي تتسبب بها التدخلات الخارجية وتقلق الأمن القومي للوطن، غير أن هذه المنظمات والقوى رأت في هذه المعالجات المنطقية والعملية تهديدات لتوجهاتها ومصالحها الضيقة لتذهب بعيدا في الاستعانة بالخارج على حساب المصالح العليا للبلاد وأمنها القومي.
غرقت هونج كونج على مدى السنوات القليلة الماضية بسبب هذه الممارسات الانفصالية الفوضوية في بحر الاضطرابات وتمزقت بشكل مستمر وسادت الفوضى الاجتماعية والركود الاقتصادي وضعفت.. سيادة القانون الأمر الذي جعل من سكان المنطقة يضيقون ذرعا بالأوضاع المتردية.
ويقول سكان هونج كونج أنهم باتوا يعيشون أجواء من المآسي والأحزان والرعب الدائم مستغربين من معاملات العنف الدائرة التي يقوم به الصينيون ضد بعضهم معتبرين ذلك بالشيء المعيب وغير المعقول.
ويطالب السكان بتمكين الحكومة الصينية من التفكير واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالقضاء على هذه الأوضاع المؤسفة ومعالجة الاشكاليات بمنطق وحكمة بما ينعكس إيجابيا على حياة الناس في هونج كونج.
ويتسائل السكان لماذا يسود الانفصال؟ ولماذا يكون التخريب صارخاً إلى هذا الحد؟ ولماذا لا يعاقب على العنف والإرهاب؟ ولماذا يكون التدخل الخارجي وقحاً إلى هذا الحد؟
ويقول “راو غيبينغ” الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة بكين: “كان قانون الأمن القومي في هونج كونج فارغاً، حيث كان يمثل نقطة ضعف، هناك العديد من المخاطر الخفية المتصلة بالأمن القومي في هونج كونج، التي تشكل تهديدا كبيرا للأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي في هونج كونج، فضلا عن أمنها القومي .
ويبلغ التدخل الخارجي في شؤون هونج كونج ذروة قبحه ووقاحته عندما يصف المشرعون الأمريكيون المناهضون للصين شؤون هونج كونج بأنها شأن داخلي للولايات المتحدة .
لقد عملت الولايات المتحدة دائما ولاتزال تحاول جاهدة إيجاد تدخل دائم في شؤون هونج كونج وإضفاء الشق القانوني على تدخلاتها السافرة.
ففي 27 نوفمبر 2019م، تم التوقيع على ما عرف بقانون حقوق الإنسان والديمقراطية بهونج كونج في الولايات المتحدة ليصبح قانونًا، مما يوفر “أساسا قانونيًا” للتدخل المنتظم في شؤون هونج كونج.
وفي العام الماضي اجتمع القادة السياسيون الأمريكيون بشكل متكرر مع القادة الزائرين المناهضين للصين -مثل لاى تشى يينغ ومارتن لى وانسون تشان- لمنحهم الدعم والتشجيع.
وهكذا نجد أن جميع الأنشطة المناهضة للصين في هونج كونج يقف وراءها قوى خارجية تقدم وبشكل علني التوجيه الاستراتيجي والتدريب التكتيكي والدعم المالي والمادي ودعم الرأي العام للمعارضة والقوى الانفصالية المتطرفة الأمر الذي ساهم بدرجة رئيسية في تصاعد أعمال الفوضى في هونج كونج.
ويرى محللون سياسيون بأن التدخل الأمريكي في شؤون هونج كونج يتجاوز وصف “الوقاحة” عندما ينبري مسؤولون أمريكيون ليطالبوا بكين علانية بوقف تدخلاتها في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة باعتبار هونج كونج شأنا داخليا للولايات المتحدة.
في المقابل تقابل هذه الممارسات الأمريكية المخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية بترحيب ومباركة من قبل المنظمات والقوى الداخلية ذات النزعات الانفصالية على غرار “يانغ تشنغ شيان” -منظم الاجتماعات السابق لما يسمى جبهة حقوق الإنسان المدنية، وهي جماعة معارضة في هونغ كونغ- ويتلقى الكثير من أوجه الدعم الأمريكي لتفعيل أنشطته المناهضة للصين.
أضف إلى ذلك التواطؤ من قبل بعض المواطنين الأجانب في الصين مثل “لي هنري” مع قوى خارجية للتدخل في شؤون هونج كونج، بتمويل فعال لتنفيذ أنشطة إجرامية ضد الأمن القومي، ففي 19 أغسطس 2019م، تم القبض على لي هنري في شنغهاي وفقًا للقانون للاشتباه في تمويل أنشطة إجرامية ضد الأمن القومي، وبتاريخ 26 نوفمبر تم القبض على لي هنري أيضا من قبل مكتب أمن الدولة في قوانغتشو .
ويتجاهل “لى تشى يينغ وهوانغ فنغ” وغيرهما مصالح هونج كونج ويرغبون في العمل كأدوات سياسية للقوى الخارجية ضد الصين وهونج كونج ، ويطالبون علنا بتدخل قوى خارجية في شؤون هونج كونج .. على غرار مؤسس وسائل الإعلام في هونج كونج لي زيينغ الذي طالب علنا وكالة المخابرات المركزيةCIA) ) بالتدخل وصرح بكل وضوح” نريد تدخل الخارج، دعمهم هو الوحيد الذي يمكننا الحفاظ علينا ، نحن بحاجة ماسة إلى القوات الخارجية”.
وفي سبتمبر 2019م، دُعي هوانغ زهي فنغ، الذي كان نشطًا جدًا في قضية عاصفة التعديل، إلى الولايات المتحدة لحضور جلسة استماع حول القضايا المتعلقة بهونج كونج، ودعا القوى الخارجية إلى التدخل المباشر في شؤون هونج كونج.
وفي ظل النفوذ الطويل الأمد للقوى الخارجية- أصبحت أنشطة “استقلال هونج كونج” نشطة بشكل متزايد، حيث أصبحت البلاد مقسمة بشكل كبير- خلقوا نظرية “ قومية هونج كونج”، ودعوا إلى “تقرير المصير” و”نظرية الاستقلال الديمقراطي” وهتفوا “الاستقلال الدستوري”.
وتبقى هونج كونج رغم كل تلك التدخلات الأجنبية صينية الهوى والهوية، وأحد أهم ركائز الأمن القومي للصين.. هكذا يؤكد الخبراء السياسيون وهذا ما يجب أن تعيه كل القوى والكيانات الداخلية والخارجية التي تحاول الاصطياد في الماء العكر والتجديف ضد التيار.

قد يعجبك ايضا