رحلة البشرية من الظلام إلى الهداية

 

أحمد منصور

قبل مبعث الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان العالم بكله في شتى أنحاء الأرض يعيش حالة الجاهلية حيث تعاظم فيها الضلال واشتد العمى وطغت الحيرة والتيه واستحكمت فيها هيمنة القوى المستكبرة بقوّتها وجبروتها، تضل وتظلم وتضاءلت في الأرض دائرة النور وأطبق عليها الظلام، ظلام الجهل بالحق والحقيقة وظلام الخرافة وظلام الباطل وظلام الفساد، وامتلأت الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً، وفقدت البشرية الوعي بهدف وجودها المقدس ومسؤوليتها في الحياة وأصبح الإنسان تائهاً لا يعي دوره ولا يحمل من اهتمام إلا أن يأكل ليعيش، وأن يعيش ليأكل كالأنعام السائمة وتمكن المجرمون والمستكبرون المتسلطون الجائرون من جعل الخرافة عقيدة والانحراف والفساد سلوكاً، والجهالات والأباطيل عادات وتقاليد، وحرموا حلال الله وأحلوا حرامه وأشركوا به، وتحولت كل تلك الخرافات والمفاسد والجهالات إلى معتقدات يقدسونها ويدينون بها ويتشبثون بها أشد تشبث وعادات يتعصبون لها، وطغت على حياة الناس واستحكمت وتمكنت حتى أصبحت من المسلّم بها وثوابت مع كل ما ترتب عليها ونشأ من خلالها من نتائج سيئة في واقع الحياة من عناء وشقاء وقهر وظلم، كما أن ومعالم رسالة الله تعالى في الأنبياء والرسل السابقين انمحت معالمها في منتسبيها فأضاعت اليهود معالم رسالة الله تعالى إلى موسى وأنبياء بني إسرائيل، وأضاعت النصارى ميراث عيسى من الهدى والأخلاق ولم يبق للجميع إلا طقوس وشكليات مفرغة من كل معنى، وفاقدة لأيّ تأثير.

قد يعجبك ايضا