بعد خمس سنوات من الإخفاقات والهزائم المتلاحقة

تحالف العدوان يتصدَّع والصراعات تعصف بدولهِ ومرتزقته المحليين

 

• انحصار التحالف الكوني في قطبي الرياض وأبوظبي وتنصل واشنطن والقوى الكبرى عن الجرائم والانتهاكات
• انسحابات بالجُملة وفرار المرتزقة الدوليين أمام بأس وبسالة المقاتل اليمني

يعلم القاصي والداني أن تحالف العدوان على اليمن الذي حمل شعارا عربيا هو تحالف دولي بكل ما تحمله الكلمة من معنى وبقيادة مباشرة من كبريات الدول العظمى وقوى الشر والاستكبار في العصر الحديث ممثلا في الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها واذنابها في المنطقة والعالم.
الثورة / حمدي دوبلة

هذا التحالف المشؤوم الذي باشر عدوانه الهمجي على اليمن قبل خمسة اعوام وبالتحديد عشية الـ26من مارس من العام 2015م تكوَّن في نسخته المعلنة من عشر دول بقيادة السعودية وهي»السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين والسودان والأردن والمغرب ومصر» فيما ظلت نسخته غير المعلنة مرتبطة ارتباطا كبيرا بالولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني وغيرها من دول الاستكبار العالمي التي رأت حينها في اليمن المثقل بالصراعات والخيانات من قبل حكامه وأنظمته لقمة سائغة وسارعت إلى الظفر بنصيبها من الكعكة والغنيمة السهلة، ولم يتوقف الأمر عند تحالف الأنظمة الرسمية للدول على المستويين الإقليمي والدولي وإنما كانت هناك مشاركات حقيقية وحضوراً فعلياً للمرتزقة من أنحاء العالم سواء المنضوين في كيانات أمنية عالمية شهيرة على غرار شركة بلاك ووتر أو استئجار مرتزقة بشكل منفرد من قبل دول العدوان التي لم تدخر أي طريقة لإلحاق الهزيمة بالشعب اليمني إلا وأقدمت عليها وأنفقت في سبيل ذلك الأموال الطائلة، لكن وأمام الصمود الاعجازي لليمنيين وتصديهم الباسل لذلك التحشيد الكوني ولتلك الهجمة العالمية غير المسبوقة ذهب كل ذلك في مهب الريح.. واليوم وبعد خمس سنوات من العدوان صار ذلك التحالف المشؤوم يعيش أسوأ حالاته، فيما ازداد الشعب اليمني تماسكا وثباتاً وبات أكثر قوة وفاعلية في مقارعة الغزاة، وإذا بتلك التحالفات تتصدع وتتهاوى وإذا بما كان تحالفا كونيا ينحصر اليوم في كل من السعودية والإمارات بعد أن تخلى الجميع عنهما وأصبحوا يتنصلون عن مسؤولياتهم في الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي اقترفت بحق اليمنيين طيلة تلك السنوات، ليجد النظامان السعودي والإماراتي نفسيهما وحيدين في تحمل تبعات وتداعيات العدوان بل إنهما لم يسلما حتى من ابتزاز الداعمين والحلفاء ليبقيا في حالة يرثى لها.
قطبا العدوان
الانهيارات الواسعة التي عصفت بتحالف العدوان خلال السنوات الماضية تقف وراءها انتصارات عظيمة سطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية في كافة ميادين القتال ناهيك عن عمليات الردع المؤثرة التي باتت تضرب عمق العدو.
وأسهمت الإخفاقات المتتالية لقوى الغزو والاحتلال في تصدع تحالف العدوان الذي أصبح محصورا اليوم في قطبين يتصارعان في عدن وبعض مناطق الوطن المحتل، حيث تصادمت مصالحهما وأهدافهما في تعزيز السيطرة والنفوذ هناك، وتعكس المواجهات الدامية التي تندلع بين حين وآخر بين مليشيات ومسلحي كل من الرياض وابوظبي حقيقة المشروع الخبيث الذي حمله الغزاة إلى اليمن وأبنائه وأن كل ما رفعوا من شعارات زائفة لدعم ما يسمى بالشرعية ما هي إلا مبررات ثبت كذبها منذ اللحظات الأولى للعدوان.
التصدع الكبير
بدأ التصدع والانهيار لتحالف العدوان يظهر بوضوح بعد عامين من بدايته وتحديدا مع سيطرة قوى العدوان على المحافظات الجنوبية والشرقية، حيث بدا صراع تقاسم النفوذ على مصالح وثروات البلد بين دول العدوان.
وتعمدت الولايات المتحدة الأمريكية النأي بنفسها والظهور في ثوب المحايد رغم اعترافاتها السابقة بتقديم الدعم اللوجيستي للعدوان واكتفت بتسخير أدواتها في النظامين السعودي والإماراتي لتحقيق أهدافها في السيطرة على منافذ اليمن وبناء قواعد عسكرية على أراضيه، فيما غابت عن المشهد بقية دول العدوان فأعلنت دول مثل قطر والمغرب والسودان الانسحاب وتوارت أخرى وفر مرتزقة بلاك ووتر من ميدان المواجهة وتوارى البقية بسبب الانتكاسات المتلاحقة لجحافلهم على أيدي الأبطال من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية ولم يتبق من هذا التحالف الأرعن إلا السعودي والإماراتي ومرتزقتهما المحليين الذين تعصف بهم خلافات وصراعات هي الأكثر ضراوة من تلك التي ضربت أسيادهم، وبالتالي أصبح اليمن أقوى وأكثر صلابة في مواجهة هذا التحالف المتهاوي وبات اليوم اقرب من أي وقت مضى من لتحقيق النصر المؤزر بعد أن باشر فعليا عمليات التحرير لمختلف المحافظات والمناطق المحتلة وسط انهيارات متسارعة في فصائل ومكونات تحالف العدوان.
انهيارات خارجية وانشقاقات داخلية
كما كان حال تحالف العدوان مزريا على مستوى أعضائه من دول وكيانات مختلفة كانت الانشقاقات عميقة وواسعة بين الأدوات والمكونات المحلية من أحزاب ومليشيات وعناصر ممن كانت تلهث وراء بريق المال والمصالح الضيقة، وما لبثت هذه القوى المتعددة الإيديولوجيات والانتماءات والتوجهات أن باشرت التناحر والصراع في ما بينها بمجرد سيطرة أسيادها على بعض المناطق في الوطن لتغرق هذه المناطق في بحور من الفوضى والمواجهات الدموية على حساب أمن واستقرار وسكينة المواطنين في صورة أخرى لأحد السيناريوهات التي حملها الغزاة لليمن وشعبه العظيم، وسنتناول في إطار هذا الملف تفاصيل من تلك المواجهات بين عناصر المرتزقة المحليين.

قد يعجبك ايضا