مها موسى
في الـ 26 من مارس 2015م أعلن سفير السعودية في واشنطن عادل الجبير -آنذاك- عن تشكيل تحالف دولي للعدوان على اليمن بقيادة السعودية.. وبدء العمليات العسكرية تحت أسم “عاصفة الحزم” وبذريعة استعادة الشرعية.. وبحسب إعلان الجبير تشكل التحالف من عشر دول ضمت دول الخليج باستثناء “عمان” بالإضافة إلى مصر والسودان والأردن والمغرب وباكستان ، وسبع دول أخرى تقدم الدعم السياسي واللوجيستي لهذا التحالف.
ومنذ الشهور الأولى للعدوان بدأ التحالف العدواني على اليمن بالتفكك والتصدع ،ففي أبريل – مايو 2015م سحبت باكستان قواتها بضغط من البرلمان حينها.
قطر التي دخلت كشريك أساسي في هذا التحالف رمت بثقلها في المسار العسكري بقوة حيث أرسلت 1000 جندي من القوات البرية وعشر طائرات F16 وعتاداً عسكرياً كبيراً ، ودعماً إعلامياً هائلاً بداية لما تسمى “عاصفة الحزم وصولا لإعادة الأمل ” حد وصفهم، هي أيضا خرجت من التحالف وأعلنت ذلك في الـ 5 من يونيو 2017م فيما استمرت الشراكة المغربية خلال العام الأول للعدوان ثم أوقفت مشاركتها لكنها لم تعلن عن ذلك رسمياً.
وفي مطلع العام الماضي أعلنت المغرب سحب قواتها ودعمها السياسي لتحالف العدوان بعد ظهور توتر في علاقاتها مع السعودية والإمارات على خلفية ملفات متعددة.
يذكر أن المغرب كانت مشاركة بست طائرات امريكية “F16” و 1500 جندي من القوات الخاصة للدرك الحربي ، وفي العام الأول للعدوان أسقط أبطال الجيش واللجان إحدى طائراتها الحربية نوع “F16″ وقتل على إثر ذلك قائد الطائرة وتمت إعادة جثمانه إلى المغرب عبر الصليب الأحمر من خلال مبادرة حسن نية قدمتها القيادة السياسية في صنعاء.
السودان شاركت بقوات عسكرية وصل عددها إلى ثلاثين ألف جندي ومرتزق، وقد كان الرئيس المخلوع عمر البشير يعتقد أن مشاركته في تحالف العدوان على اليمن ستطيل عمر سلطته وتخرجه من القائمة الأمريكية للعقوبات، ولكن وقع البشير في شر أعماله وخرج من السلطة مخلوعاً بثورة شعبية عارمة وبالتدريج تم تقليص المشاركة السودانية في تحالف العدوان منذ 2019م وتم سحب كافة الجنود والجنجويد بعد أن تلقوا العديد من الصفعات وسقط منهم المئات.
الدور المصري والأردني كان رمزياً ولا تأثير له على المعركة ويمكن القول إن التحالف الدولي ” المعلن” بات مقتصراً على دولتي السعودية والإمارات.. ومع أن الإمارات أعلنت أكثر من مرة عن انسحابها من اليمن إلا أن تلك الإعلانات مجرد تكتيكات ولذر الرماد في العيون تحت وقع الخوف من الصواريخ المجنحة والمسيرات اليمنية التي باتت أقرب لأبوظبي ودبي من أي وقت مضى.
أما عن التحالف غير المعلن فالمشاركة الأمريكية لا تزال مستمرة فمنها أعلن العدوان ومنها ستعلن نهايته.