لكي لا نفتقد الزهراء

 

إبراهيم علي السلطان

هي فاطمة بنت محمد رسول الله و خاتم الأنبياء صلوات الله عليه وآله ، وأمها خديجة من قام الإسلام على مالها ، تربَّت الزهراء وترعرعت في بيت النبوة والإيمان والصدق والصبر على تحمل المسؤولية ، فارتقت نفسيتها واتَّزنت شخصيتها حتى نمت تلك الشخصية التي استحقت أن تكون انموذجاً للمرأة الزكية التقية الورعة إلى أن وصلت إلى درجة الكمال الرباني الذي زكاها كسيدة نساء الدنيا والأخرى ، فكانت أم أبيها رسول الله وخاتم الأنبياء في تحننها وعطفها واهتمامها به كما لم يبلغ أحد مقامها عند أبيها من الحب الأبوي الخالص والاهتمام كمعلم لها وموجِّه في تحمِّل أعباء الحياة ومسؤولياتها .
هذه هي الشخصية العظيمة التي حاول الأعداء تغييبها عن المجتمع الإسلامي بشكل خاص والعالم بشكل عام ، وذلك لكونها منهجاً للمرأة بشكل خاص وللمؤمنين جميعا بشكل عام ، فهي البنت البارة بأبيها والزوجة المخلصة والمتحملة لمشاق وأعباء الحياة وهي الأم المربية والمعلمة والموجِّهة لقادة الأمة ، وقصة إطعام المسكين واليتيم والأسير كانت كفيلة بأن تغرس في نفوس أطفالها أهمية الإحسان والبذل ، ومردود ذلك فقال عز من قائل عنهم : ” {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} إلى أن قال : {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا } فأنشأتهم نشأة إيمانية خالصة مصدرها كتاب الله عز وجل وجدهما رسول الله صلوات الله عليه وآله وأبوهما باب مدينة العلم ومن قام الإسلام على سيفه الإمام علي _عليه السلام_ فكانت هي القدوة المكملة لبناء شخصيتي الإمام الحسن والإمام الحسين فاستحقا الوسام الرباني بأن يكونا سيدي ( شباب أهل الجنة) لما تحملاه من مسؤولية نصرة المظلوم والوقوف ضد الظالم ونصرة دين جدهما حتى ولو كانت روحاهما ثمنا لذلك .
مهما قلنا وسردنا عنك يازهراء ويا أم أبيها فسنظل مقصرين، فماذا نقول عن عفتك وحشمتك ؟ وماذا نقول عن صبرك واحتسابك ؟ وماذا نقول عن قوتك ووقوفك في وجه الظلم ؟ وماذا نقول عن علمك وثقافتك النبوية الأصيلة ؟
فسلام عليك وعلى والدك وزوجك وأبنائك وعلى كل من سار على خطاكم الشريفة .
فإلى المرأة التي تبغى العزة والكرامة نقول إلى الأم هذه هي الزهراء كانت خير أم لأبيها ولأبنائها، فهي مثال وأسوة يحتذى بها ، إلى الزوجة نقول : كانت الزهراء نعم الزوجة الصابرة والمثابرة والمدبِّرة لشؤون بيتها فامتلكت قلب سيد الفرسان وفاتح باب خيبر، من هزم أقوى فرسان الكفر والنفاق، فهلا خطيت خطاها كي تصلي إلى قلب زيوجك وشريك حياتك ؟
إلى الفتاة الشابة نقول : أتريدين التطور والتحضِّر والحرِّيَّة ؟
فلقد كانت الزهراء حرَّة أبيَّة، فالخضوع للغرب ليس سوى استعباد للشهوات والغرائز وإن الحرية هي في التمسك بعرى الدين والحياء والحجاب الحق فأنتِ جوهرة والجوهرة غالية وتدارى من أعين الناس .
ولكي لا نفتقد الزهراء فلنجعل منها أنموذجاً في كل نسائنا المؤمنات والمسلمات ، دعننا نرى الزهراء تتجسَّد فيكن وبكن، اجعلن منها منهاجا للسير إلى دروب العفَّة والحياء والعزة والكرامة وبالتالي الوصول إلى ما وصلت إليه من مقعد صدق في جنات النعيم.. والسلام على من وعى وعلى السيدة الزهراء وسلَّم تسليما كثيرا .

 

قد يعجبك ايضا