التعليم.. بين الواقع والمأمول !!

الحسين السراجي
تحقق التربية والتعليم بالإمكانيات المتاحة نجاحاً ملحوظاً بالحد الأدنى من المخرجات والثمار وبالإمكانيات المتاحة !!
لن نبهض الجهود المبذولة ولن نلبس النظارات السوداء لنرى العتمة ونرفض رؤية الواقع واستيعاب المتغيرات كما يفعل من نفوسهم مرض أو من لا يعجبهم العجب أو من يمتهنون النقد فقط .
حين ندرك السلبيات ننقدها وبقوة وندعو القائمين على العملية التعليمية للانتباه واليقظة وتكثيف الجهود باعتبار التعليم جبهة لا تقل في الأهمية عن جبهات مواجهة العدو في الثغور وحين ندرك الدعممة وألا تجاوب ولا تبرير نزيد من حدَّة الهجوم والاتهام بهدف شحذ الهمم باعتبار الصحافة سلطة والوجه الآخر الذي يعطيك العيوب بلا مقابل !!
حساسية ومشي حالك
في الحقيقة هناك تحسس لدى المؤسسات والمسؤولين ومنهم التربية والتعليم من النقد باعتباره متصيداً للأخطاء فقط !!
نظرة سلبية فـ ( رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي ) وفي الأثر عن سيد الخلق صلوات الله عليه وعلى آله (( المؤمن مرآة أخيه )) يدرك من خلاله العيوب .
التخلي عن الأحكام المسبقة ومحاكمة النوايا وإصدار التهم لكل ناقد حالة إفلاس وعجز ودلالة فشل فالحالة الصحية أن تستوعب كل ما يقال وتقوم بدراسته والتأكد منه فإن كان صحيحاً أفادك للإصلاح والتقويم وهو هدية مجانية بلا مقابل حتى لو كانت من حاقد مريض وإن لم يكن كذلك قمت بواجبك واطمأنت نفسك والقافلة تسير وما يضر البحر أمسى زاخراً أن رمى فيه غلام بحجر !!
من يقنع مؤسساتنا ومسؤوليها بذلك كي يتلقفوا النقد ويصححوا ؟!
الطالب هو الأمل
بالعودة للعملية التعليمية والدور المناط بوزارة التربية والتعليم وقيادتها وقطاعاتها ومكاتبها في المحافظات والمديريات والمدارس فلا يمكن إغفال الدور المحوري لجبهتهم العلمية دون شطح بتحقيق المحال وكأننا في رخاء ولا بإظهار الاستمرارية في التعليم ولكن بلا حصيلة فالمطلوب تحقيق الحد الأدنى من التعليم كونه الركيزة الأساسية للأجيال وخصوصاً في ظل العدوان الأرعن الذي طال بلا سقف لانتهائه كي تبدأ عملية التصحيح !!
في العام الأول اعتبرنا الاستمرار نجاحاً كيفما كان الحال وفي العام الثاني حاولنا ابتلاع الحال لكنه ومع استمرار العدوان وقد صرنا في العام الخامس بلا أُفق لنهايته فإن ذلك يفرض على التربية والتعليم وضع استراتيجية تصحيحية تبدأ من المناهج وتمر بالكوادر وتنتهي بالطلاب !!
الهدف الذي نحمله يكمن في بناء دولة حديثة ذات مقومات أساسية من العلم والوعي والصناعة والهندسة والصحة والاقتصاد والتكنولوجيا والزراعة وذلك لن يتأتى ما لم تكن التربية والتعليم مستشعرة ومستوعبة لذلك !!
لا ضير من الاعتراف بسوء التعليم ونتائجه وهزالة مخرجاته وفي المقابل العزم على الوصول للجيد ثم الممتاز .
قيادة التربية بحاجة لاستنفار كامل إن كانوا جادين ولديهم العزم على إصلاح التعليم مع الرباط في غرف العمليات والمتابعة والتضحية في سبيل الوصول للأهداف الاستراتيجية .
ما حك جلدك مثل ظفرك
ما الذي ننتظر لإصلاح التعليم ؟!
لن يصلحه الحال القائم بل يزيد من تعقيداته !! ولن تصلحه المنظمات لأنه لا خير فيها يُرتجى !! ولن تصلحه البهرجات الإعلامية والكلام الاستهلاكي ومشي حالك وما شاء الله الذي بقدرته تمضي العملية التربوية بهذا الشكل فالله سبحانه يبتغي عزماً وجدية وعونه ولطفه وتأييده سيكون !!
التعليم لن ينصلح إلا بعزم حقيقي وإرادة مخلصة وكوادر صادقة تستوعب وتستشعر وتتحرك بكل الطاقات والإمكانات والله سيبارك وستتحقق الآمال وتحدث المعجزات بالتحرك بدءً بـ :
– إصلاح المنهج الدراسي .
– مكافحة مشكلة تغيب الطلاب وتسربهم .
– تهيئة الجو المناسب للمعلم والطالب .
– ملاطفة المعلمين والتعصب لهم .
– عدم التعرض لحقوقهم بما في ذلك الحافز .
– فتح خط ساخن للمعلمين .
– الاهتمام بالجانب التدريبي .
– إعداد الخطط المدروسة والمزمنة لمنظومة التعليم وبمخرجات محددة مع الإستعانة بالخبراء والمدربين الأكفاء فبلادنا زاخرة بذوي الكفاءات المهمشة أو الراقدة التي بحاجة لعملية تنشيط فقط .

قد يعجبك ايضا