ضاعف مآسي اليمنيين وعمَّق معاناتهم

فيروس انفلونزا الخنازير..الموت من كل جانب

 

العدوان واستمرار الحصار فاقما انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة

قضى “صلاح ” 33 عاما من سكان حي الزبيري بصنعاء حياته بعد اصابته بمرض انفلونزا الخنازير.. لم يمهل صلاح هذا المرض لاكتشافه أو أخذ العلاج اللازم بل قضى على حياته بعد يومين من إصابته بألم في الصدر وسعال شديد..
وتقول زوجة صلاح: إن زوجها أصيب بارتفاع درجة الحرارة مع سعال شديد وألم حاد في الصدر ولم يسارع إلى الطبيب أو أخذ أي مضادات حيوية فلم يعلم أنه فيروس انفلونزا الخنازير الا بعد اسعافه الى المستشفى ليتم تشخيصه بأنه مصاب بهذا الفيروس الذي قضى على حياته مخلفا ثلاثة اطفال .

الثورة / خاص

شهدت صنعاء وبعض المحافظات الجبلية خلال الأشهر الماضية انتشار مرض انفلونزا الخنازير ما ضاعف من معاناة السكان الى جانب العديد من الأمراض والأوبئة التي انتشرت في اليمن الذي يشهد حصارا مطبقا وأزمة اقتصادية غير مسبوقة بفعل استمرار العدوان.
انفلونزا الخنازير هو فيروس معروف باسم “H1N1” هو أحد أمراض الجهاز التنفسي التي تسببها فيروسات إنفلونزا التي تؤثر غالباً على الخنازير إلا أن معظم حالات الانتشار الوبائية انتقلت الى البشر..
وفي 2009م تعرَّف العلماء على سلالة معينة من إنفلونزا الخنازير تُعرف باسم H1N1 أدَّى إلى إصابة الجهاز التنفُّسي البشري بعدوى كان يُشار إليها عادةً باسم إنفلونزا الخنازير ولأن أعدادًا هائلة من الناس أُصيبت بهذه العدوى في تلك السنة أَعْلَنَتْ منظمة الصحة العالمية أن إنفلونزا فيروس H1N1 يعد وباءً عالميًّا.
الأعراض
وحسب مراكز مكافحة الأمراض فإن أعراض إنفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الإنفلونزا الموسمية وتتمثل في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات وإجهاد شديد وإسهال وقيء أكثر من الإنفلونزا العادية ولا يمكن التفريق بين الأنفلونزا الشائعة وبين إنفلونزا الخنازير إلاّ عن طريق فحص مختبري يحدد نوع الفيروس..
وتتشابه علامات وأعراض إنفلونزا الخنازير مع أعراض الالتهابات التي تُسببها سلالات الإنفلونزا الأخرى التي تتمثل في الحمى والقُشَعْريرة والسُّعال، وايضا التهاب الحلق وانسداد أو سيلان الأنف واحمرار ودموع العينين وآلام الجسم والصداع والإرهاق والإسهال والغثيان والقيء.
تقارير
كشف المتحدث الرسمي لوزارة الصحة يوسف الحاضري أن عدد حالات الاصابة بأنفلونزا الخنازير خلال الثلاثة الأشهر المنصرمة وصل إلى 700 إصابة و150حالة وفاة..
وأكد الحاضري أن العدوان والحصار على اليمن هو السبب الرئيسي لانتشار الاوبئة المختلفة والامراض بأنواعها وهو الذي يحول دون دخول الأدوية والمحاليل الطبية الى البلاد.
ودعت وزارة الصحة المواطنين الى حشد الجهود كافة لمواجهة هذا المرض وتوفير الدواء للمصابين به والتوعية واتباع سبل الوقاية من هذا المرض الذي تسبب العدوان بانتشاره وانتشار العديد من الأوبئة المختلفة جراء استخدام الاسلحة المحرمة دوليا.
وتسبب العدوان وحصاره الخانق على اليمن في توسع واستشراء الأوبئة والأمراض فانعدام الأدوية والمحاليل الطبية نتيجة استمرار الحصار من قبل تحالف العدوان ضاعف من معاناة اليمنيين.
توعية مجتمعية
ويربط الأطباء المختصون انتشار هذا الوباء بانخفاض درجة الحرارة في صنعاء والعديد من المناطق الباردة.. وتقول الدكتورة ليلى العوامي اخصائية أطفال ومخ وأعصاب: إن هذا الفيروس اصبح ضمن الأمراض الموسمية التي تزداد في فصل الشتاء وتنتقل من شخص إلى آخر عبر العطاس والسعال وملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس وقد تسبب التهابات حادة قد تؤدي في بعض الاحيان إلى الوفاة وتتضمن مضاعفات الإنفلونزا تفاقم الحالات المزمنة مثل أمراض القلب والربو والالتهاب الرئوي وعلامات وأعراض عصبية تتراوح من الارتباك إلى النوبات وفشل الجهاز التنفسي.
وأن التخلص من مسببات المرض والاوبئة احدى طرق النجاة وانه لا بد من حملة توعوية للمجتمع بمسببات المرض والوقاية منه والتخلص من مسبباته.
الوقاية
يقول الدكتور يحيى الشجني طبيب عام إنه لا بد من التوعية وأخذ الاجراءات اللازمة للوقاية والمحافظة على النظافة الدائمة وخاصة للأيدي وبغسلها بالماء والصابون عدة مرات في اليوم وتجنب الاقتراب من الشخص المصاب بالمرض خاصة المرأة الحامل لاحتمال انتقال المرض إلى الجنين وتغطية الانف والفم بالمناديل عند السعال واستخدام كمامات على الانف والفم في حالة دخول المستشفى او زيارة أي مريض.
وتجنب لمس العين أو الأنف إلا أن تكون متأكدا من نظافة يديك وذلك منعا لانتشار الجراثيم ومراجعة الطبيب في حالة الاصابة بأي أعراض تشبه اعراض الانفلونزا وغسل اليدين بعد ملامسة أي سطح والبعد قدر المستطاع عن الأماكن المزدحمة أيضا غسل الأسطح بالمحاليل المطهرة بشكل دائم.
ويضيف الدكتور يحيى: يمكن للأدوية المضادة للفيروسات أن تجعل المرض أكثر اعتدالا وتجعل المريض يشعر بتحسن أسرع كما أنها قد تمنع المضاعفات الخطيرة للانفلونزا .. ويجب اتباع بعض الإجراءات العلاجية لعلاج انفلونزا الخنازير مثل: تناول العلاج الذي يصرفه الطبيب المختص والحصول على الراحة لتعزيز وظائف الجهاز المناعي في مواجهة المرض، وتناول الأطعمة الصحية المتوازنة خلال فترة الإصابة لتساعد في استعادة الصحة وتحسين قدرة الجسم على محاربة المرض والابتعاد عن أي أطعمة ضارة مثل الأطعمة الغنية بالدهون والدسم والسكريات.
وأيضا عزل المصاب بأنفلونزا الخنازير حتى لا تنتقل الفيروس إلى القريبين منه وتهوية المكان جيداً وتطهير أدوات المصاب وعدم مشاركتها مع الآخرين.
وأخيرا فإن العدوان والحصار على الشعب اليمني تسببا في تدهور الوضع الصحي وانتشار الأوبئة والأمراض حيث شهدت البلاد خلال العامين الماضيين جائحة وباء الكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك في عدد من المحافظات اليمنية وتزداد معاناة المرضى في ظل استمرار العدوان وتشديد الحصار الذي ادى الى تفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية ما يهدد حياة الآلاف من المرضى كما يعرض مؤسسات القطاع الخاص والعام للتوقف عن العمل نهائيا وتوقف القطاع الصناعي الخدمي والدوائي وعدم القدرة على تلبية احتياجات المرضى.

قد يعجبك ايضا