ثقافة الجهاد والتضحية تسقط رهانات العدوان

 

الثورة/
ذكرى أسبوع الشهيد محطة سنوية نستذكر فيها الشهداء العظماء الأبرار ونستذكر مآثارهم العظمية وقيمهم الخالدة وتجسيدها في كل جبهات النضال الوطني..
ذكرى أسبوع الشهيد معين لا ينضب من العطاء والإيثار نتزود من هذا المنهل ما يزيدنا عزماً وصموداً وثباتاً من أجل أن تكون بحجم التحديات والأخطار.
وهي مناسبة مهمة لإحياء الروح الجهادية من وجدان الأمة لتحقيق تطلعات العزة والكرامة والاستقلال عندما نتحدث عن الشهادة في سبيل الله وعن الشهداء فإن لإحياء روح الجهاد والاستشهاد في نفوسنا كأمة مؤمنة ومجتمع مؤمن أهميته الكبيرة، فالأعداء في هذا العصر يستخدمون سلاحين من خلالهما يهيمنون على المجتمع ويغلبون على الناس ويستعبدون عباد الله، السلاح الأول هو: سلاح التخويف والرهبة، فهم يعملون على أثارة الخوف في نفوس الناس بكل الوسائل والتحكم في توجههم وفرض ما يريدون عليهم ليتهيأ لهم استعبادهم من دون الله والتحكم في كل شؤونهم.
والسلاح الآخر هو: سلاح الترغيب وإثارة الأطماع وشراء المواقف وشراء الذمم، وسلاح التخويف والترهيب هو السلاح الأعم الذي يستخدمونه على نحو واسع، فما وسائلهم وما بطشهم وسائل كيدهم وبطشهم وجبروتهم، ما يعملونه بالناس من قتل وسجن واختطاف وتدمير وشن الغارات تلو الغارات والعمل بكل الوسائل على زرع حالة اليأس والإحباط والذل وحتى الترويج لثقافة الإذلال والشعور بالذلة وانعدام الأمل وانعدام الثقة بالله سبحانه وتعالى والعمل عبر المرجفين وعبر وسائل الإعلام، والعمل عبر كل الوسائل على تضخيم حالة الخوف منهم وعلى أن يعمقوا في نفوس الناس ومشاعرهم الرهبة منهم بما يهيئهم للاستسلام والانقياد والطاعة والخضوع والخنوع والذل، كل هذه الوسائل والأساليب يجعلون منها سلاحاً.
لكن ثقافة الجهاد والاستشهاد وثقافة الشهادة في سبيل الله وبناء أمة مؤمنة تحب الشهادة في سبيل الله تكون الشهادة بالنسبة لها أمنية وشرفاً وأملا، وعاقبة حسنة ترجوها من الله، سيبطل هذا الكيد بكله، ويسقط هذا الرهان، وهذه المؤامرة ويجعل من هذا الأسلوب أسلوبا فاشلاً، ومن هذا السلاح، سلاحاً ضعيفاً وبائراً لا يحقق أثره ولا يهيئ لهم ما أرادوه منه، من يتأمل واقع امتنا الإسلامية وشعوبها يجد أن أكثر ما أذلها وهيأها لأن تكون أمة تحت هيمنة الأعداء وخاضعة لهم ومستسلمة لإرادتهم هو حالة الخوف التي تبعث على الاستسلام واليأس والقنوط من رحمة الله ومن نصر الله.
لكن بإمكان مجتمعاتنا الإسلامية ومن خلال التزود بثقافة القرآن الكريم ومن خلال التربية الإيمانية بإمكانها أن تصبح أمة لا تخاف إلا الله، أمة تعتبر القتل في سبيل الله شهادة وتعتبر الشهادة كرامة، وتعتبر الشهادة في سبيل الله عزة وخيراً، ولهذا يغيبون عن امتنا الإسلامية هذا الجانب بشكل كبير، لأنهم لا يريدون لأمتنا أن تكون أمة تحطم قيود هذه المؤامرة، قيود حالة الخوف وتكسر أغلال الخوف الذي يكبلها ويجعلها خاضعة …
أمتنا في هذا العصر بحاجة إلى ثقافة الجهاد والشهادة وأن تكون النظرة إلى الشهادة في سبيل الله هي النظرة التي قدمها القرآن الكريم، وبذلك لا يبقى هناك شيء يخيف الأمة، لا يبقى هناك بيد العدو وسيلة للهيمنة على المجتمع، لأنه فقد وسيلة من أهم وسائل السيطرة وهي سلاح التخويف.
فمن يحب ويرغب بالشهادة في سبيل الله والشهادة له أمنية ويتمنى أن تكون هي ختام حياته فلا شيء يمكن أن يخيفه من وسائل جبروت الأعداء من وسائل التخويف، وإذا تجاوزت الأمة هذه الحالة ، حالة الرعب، وفشلت أمامها كل محاولات الأعداء وكل الوسائل والأساليب التي تزرع هذه الحالة وتخلق هذه الحالة فإن أمتنا ستتحرر حتماً من هيمنة الأعداء.

قد يعجبك ايضا