تَخِرُّ لهُ الرَّواسِي الشُّمُّ هَدَّا

 

عبدالجليل الرفاعي
سَلُوا التاريخَ عن شَعبٍ تصَدَّى
لكُلِّ جُيوشِ حِلفِ العُهرِ فَردَا
فجرَّعها كُؤوسَ الذُّلِّ كَرهَاً
وألبسَها ثِيابَ الخِزيِ عَمدَا
ولقَّنَها بِسَاحِ الحَربِ درسَاً
يُمَرَّغَ في التُّرابِ الوَحلِ نَجدَا
فكَم جَيشٍ لحلف العارِ صرعى
بهم جَيشُ ابن بدرالدِّينِ أَودَى؟!
وكَم علجٍ لحلف العُهر وَغدٍ
على شَعبٍ أولي بأسٍ تعدَّى
فخرَّ بسَاحة الهَيجَا صَريعَاً
لِيطويَ صفحةَ التأريخِ وَغدَا؟!
وكَم ذئبٍ لإسرائيلَ عَاوٍ
بميدان الوغى لَيثَاً تحَدَّى
فأشبعَ سَاحة الهيجا عَوَاءً
إلى أن ودَّعَ الهيجاءَ قِردَا؟!
وكَم كلبٍ لأمريكا عَقُورٍ
تَأجَّجَ في الوغَى كالنَّارِ حِقدَا
فضُرِّجَ بالدِّمَاءِ وخَرَّ مَيتَاً
إلى نَارِ الجحيمِ يُسَاقُ وِردَا؟!
وكَم عبدٍ لآل سَلُول غَاوٍ
تمنّى في بُطونِ الأرضِ لَحدَا
فألُقِيَ في العَرَا للوَحشِ زَادَاً
فكَم وَحشٍ بجُثَّتِهِ تغَدَّى؟!
سَلُوا التأريخَ عن شَعبٍ عظيمٍ
لكُلِّ عُلوجِ أمريكا تصدَّى
وعن شعبٍ أولي بأسٍ شديدٍ
لِكُلِّ صَلابةٍ في الحربِ أبدَى
فأردَى كُلَّ جبَّارٍ عَنِيدٍ
وَخَلَّفَهُ بِسَاحِ الحَربِ صَلدَا
بِسَاحَاتِ الوغى أبلى بَلاءً
تخِرُّ لَهُ الرَّوَاسٍي الشُّمُّ هَدَّا
فكَم جُندٍ أبادَ وكَم زحُوفٍ
لِحلفِ العُهرِ في الهيجَاءِ صَدَّا؟!
فكيفَ بكُلِّ مُرتزَقٍ ذليلٍ
إلى”المَهفُوفِ”باعَ النَّفسَ نقدَا
أيهزِمُ في الوَغَى ليثَاً هَصُورَاً
جُيوشَ التُّركِ والأحبَاشِ أردَى؟!
أعدَّ لِكُلِّ مُرتزَقٍ ضَريحَاً
ومَا استثنَى مِنَ الأعداءِ فَردَا
فكَم طَاغٍ بخنجَرِهِ صَريعٌ
وكَم جِبتٍ عَلى يدهِ تَرَدَّى؟!
سلُوا التأريخَ عن جُندٍ عِظَامٍ
تُكِنُّ لهم قلُوبُ الشَّعبِ وُدَّا
لحِلفِ العُهرِ ما خضعُوا بتاتاً
ولا اتَّخَذُوا وِشَاحَ العَارِ بُردَا
ولا جَبُنُوا أمَامَ الخَصمِ يومَاً
ولا عَرفُوا لِسيفِ العِزِّ غِمدَا
ولا فرُّوا مِن الهيجَاءِ خَوفَاً
ولا فَقَدُوا بِسَاحِ الحربِ رُشدَا
ولا ركعُوا بيومٍ مَا لِ”هندٍ”
وهل يخشَى أسُودُ الكَونِ “هِندَا”؟!
لَكَم دَاسُوا بميدانِ التَّحدِّي
بِأرجُلِهم لإسرائِيلَ عَبدَا
فلم يَهِنُوا بِسَاحَاتِ التَّصَدِّي
ولم يهَبُوا لِحلفِ العُهرِ حَشدَا
لقد كانُوا لِدينِ اللهِ دِرعَاً
ومَا كانوا لغيرِ اللهِ جُندَا
فمَا باعُوا لِغيرِ اللهِ نفسَاً
ولا بَذلُوا لِغير اللهِ زَندَا
ولا سَجدوا لغير الله يوماً
ولا لَهجُوا لِغيرِ اللهِ حَمدَا
ولا ارتعدت فرائصُهم لِحَربٍ
عليهم أمطرَت بَرقَاً ورَعدَا
فَمَا ضعُفوا ولا خارَت قُوَاهُم
ولو لَبِثُوا بِسَاح الحربِ عَقدَا
سلُوا التأريخَ عن شَعبٍ عَريقٍ
على الجَوزا بنى بِالدَّمِّ مَجدَا
وأثبتَ في مَيادينَ التَّحَدِّي
بِأنَّ الخِزيَ بِالعُدوانِ أَجدَى
وأنَّ الأرضَ يَحرُسُهَا رِجَالٌ
يَرَونَ المَوتَ دُونَ الأرضِ شَهدَا
وأنَّ الشِِّبلَ في الهَيجَا هِزَبرٌ
يُنَاجِزُ جَيشَ حِلفِ العُهرِ جَلدَا؟!
وأنَّ الأُسدَ لا تخشى كِلَابَاً
بقدرِ نبَاحِها تزدَادُ بُعدَا
وأنَّ لكُلِّ مُرتَزَقٍ عَذابٌ
أليمٌ لا يرى لِلبَطشِ حَدَّا
وأنَّ هزِيمَةَ العُدوانِ أمرٌ
لِكُلِّ النَّاسِ في الهَيجَا تَبَدَّى
وأنَّ النَّصرَ لا يُشرَى لِعِلجٍ
وَلا لِابنِ البِغَا في الحَربِ يُهدَى
فليسَ النَّصرُ في الهيجاءِ إلاَّ
لِمَن لم يَألُ في المَيدَانِ جُهدَا
لِمَن في السِّلمِ أعطى اللهَ عَهدَاً
وَفي الهَيجَاءِ وفَّى اللهَ عَهدَا

قد يعجبك ايضا