حاكمة أحمد الهبوب
في أعماقنا يولد الأمل من بين ركام الألم، في أعماقنا نخطو أميالا تلو أميال، ونرسم على لوحة الروح حلمنا المدوي في صفحات انطوت وصفحات مازالت تغطى بألوان شتى، في أعماقنا تقف الكلمات عاجزة عن فهم ما حولنا وفي الحقيقة عن فهم من هم حولنا، في أعماقنا نبحث عن الحقيقة ونخاف تصديقها،،نبحث عما يسعدنا ولكن تأبى أرواحنا أن نمضي حاملين تلك اللحظات التي مازالت تشعرنا بأن الحياة رغم مرارتها إلا أنها تحمل في طياتها السعادة، ورغم كل مأساة أراها من حولي إلا أن الأمل يبقى كنور يخرج من ركام مدفون، ليعكس بريقه إلى كل من فقد لذة الحياة ولذة الإصرار ولذة الأمان، في أعماقنا مشاعر مخفية لا نستطيع البوح بها لكننا نؤمن بأن يوما ما ستصبح واضحة المعالم ليفهما الآخرون،في أعماقنا قصص تحكى و نبرات حادة تكاد تخنقنا ولكنها تختفي بمجرد سماع كلمة أو صوت يشعرنا بالسعادة،، في أعماقنا قسوة زمان وبرودة مكان وظلمة ليل كاد يحبس أنفاسنا إلا أن شعاع من بعيد بدأ ينجلي أمامنا ليسرد قصة حلم نهض من جديد بعد أن هزمه الزمان وكاد يخسف به مرور العمر، في أعماقنا تراتيل آيات وآيات نجد فيها ملاذنا من جور الزمان،،في أعماقنا ابتسامة نرسمها حينما نراها مرسومة في وجه طفل غطت ملامحه أكوام من الرمال، في أعماقنا مازلنا نبحث عن أمل ينجينا،يهون علينا، يسندنا، يشعرنا بأننا مازلنا أحياء ولو ظلت أجسادنا مدفونة تحت الركام.