علماء ومفكرون بمحافظة الحديدة لـ"الثورة" :

النظام السعودي أصبح ديكتاتورياً ويصنع إسلاماً جديداً يسلب فيه المسلمين حقوقهم

 

الثورة  / أحمد كنفاني

أدان عدد من العلماء وأئمة المساجد والمفكرين والمستشارين القانونيين بمحافظة الحديدة استمرار السياسات السعودية المتعنتة في منع وحرمان المواطنين اليمنيين من أداء فريضة الحج، والركن الخامس في الإسلام وأكدوا خلال حديثهم لـ”الثورة” أن السعودية أساءت استغلال دورها، من خادمة للحرمين إلى دولة متسلطة، تقوم بتسييس الشعائر الدينية، موضحين أنه ليس هناك أدنى شك في أن العدوان السعودي الأمريكي والحصار الجائر المفروض على اليمن منذ سنوات كان ظالما ومجحفا بحق اليمن واليمنيين وحاولت معه كل الدول المشاركة في العدوان أن تفرض إملاءاتها وسيطرتها على اليمن، إلا أن اليمن استطاعت إثبات أنها دولة قوية بشعبها وبقيادتها وجيشها ولجانها الشعبية الذين يضربون المثل الأعلى في الجهاد والصبر والتكافل والمواجهة واللحمة الوطنية الداخلية، والالتفاف الجماهيري حول القيادة في مواجهة الأخطار الخارجية وردع كل من تسول له نفسه المساس بالوطن ولحمته والنيل من كرامته وعزته وشرفه .. وإليكم الحصيلة :

* بداية أكد مدير مكتب الأوقاف والإرشاد الشيخ سليمان محمد الفقيه أنه بات من الواضح أن المملكة العربية السعودية تقوم بعملية تسييس للحج، وتستخدم هذه الفريضة، كورقة ضغط ضد اليمنيين بعد فشلها الذريع في تحقيق اي نصر او تقدم على ارض الواقع في عدوانها عليهم للعام الخامس وهم لا يستطيعون أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، في انتهاك واضح وصريح، للقوانين الدولية، ومبادئ حقوق الإنسان العالمية وأشار الفقيه إلى أن السعودية أساءت استغلال دورها من خادمة للحرمين، تقوم بتسهيل الأمور أمام الزائرين والمعتمرين وحجاج بيت الله، إلى دولة متسلطة، تقوم بتسييس الشعائر الدينية، وتضع العراقيل أمام البعض، ولفت إلى أن حياة اليمنيين والمقيمين على أرضها باتت اليوم مهددة بسبب التعنت الرسمي، والتعقيدات الإدارية، التي تضعها سلطات النظام السعودي اضف الى ذلك تزايد الحملات الإعلامية، وما تحمله من خطابات كراهية، وبالتالي لا يأمنون على أنفسهم من أي مؤامرات أو عمليات تشويه ونوه مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة بأن الأيام كشفت عن اللعبة السياسية التي تلعبها المملكة العربية السعودية، من أجل تضييق الخناق على اليمن واليمنيين والعمل على تقسيمه وضربت لحمته الوطنية إلا أن كل مخططاتها فشلت فشلا ذريعا، بفضل قيادتنا الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وجيشنا ولجاننا الشعبية المغاوير الذين سطروا ويسطرون أعظم الملاحم البطولية في الجبهات والدفاع عن حياض الوطن وردع كل من يحاول النيل منه .
وأعتبر أن الحصار الذي يفرضه النظام السعودي واغلاقه لكافة المنافد البرية والبحرية والجوية أمام اليمنيين يعد انتهاكاً صارخاً لحق المسلم في أداء هذه الفريضة ناهيك عما يتجرعه الحجاج اليمنيون من معاناة كبيرة عند مغادرتهم لمنفذ الوديعة غير المؤهل لتفويج ضيوف الرحمن وما يجدونه من سوء المعاملة والنوم لأيام، مشيرا الى ان عمل قطاع الحج والعمرة بوزارة الأوقاف بصنعاء يقتصر فقط على الإشراف على الوكالات الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى من النواحي الإدارية والفنية ومعالجة أي إشكاليات تواجه الحجاج من قبل هذه الوكالات، وأكد أن النظام السعودي بتصرفاته اللامسؤولة يعتبر غير مؤهل لإدارة المقدسات الإسلامية، ما يستدعي تدويل إدارتها ووضعها تحت إدارة إسلامية .
* وقال العلامة محمد علي مرعي- عضو مجلس النواب – رئيس جامعة دار العلوم الشرعية بالحديدة: انه بات لدى كافة اليمنيين قناعة اليوم، في أن السعودية تمارس لعبة سيئة في استغلال وتسييس فريضة الحج، وهذا من شأنه أن يكشفها أمام العالم، ويعرف المجتمع الدولي حقيقتها، وكذلك المنظمات الدولية، والذين أدانوا جميعا حجم الانتهاكات التي يرتكبها النظام السعودي. إزاء المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، وفي مقدمتها، حق الشعب في ممارسة شعائره، والعبادات، وزيارة الأماكن المقدسة، لافتا إلى أنه من بين الأمور الأكثر خطرا، التي تترتب على هذا التعنت السعودي، في عدوانه على الشعب اليمني هو الاستيلاء على خيراته وتقسيمه وضرب وحدته والاضرار بمصالحه، وأكد العلامة مرعي أن ما قامت به المملكة العربية السعودية ضد اليمن، من عمليات تسييس لفريضة الحج، ووضع العراقيل أمام المواطنين اليمنيين، والمقيمين من المغتربين على أرضها قبل أن تتناقض مع القوانين والأعراف الدولية، ومبادئ حقوق الإنسان العالمية، فهي أيضاً ممارسات تتنافى مع شرع الله وما أنزل في محكم كتابه، ولفت الى أن الشريعة الإسلامية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما أن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية السياسية، جاء فيها كفالة حرية ممارسة الشعائر الدينية، لجميع بني البشر، وبغض النظر عن جنسيتهم، وبالتالي فإن الممارسات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في مواجهة اليمنيين وحرمانهم من أداء فريضة الحج، هي انتهاكات صريحة للشريعة والقوانين الدولية .
* وأوضح العلامة الشيخ محمد أبكر صادق امام جامع بمديرية السخنة أن آل سعود يمارسون عملية تمييز عنصري ضد اليمنيين الذين لقنوهم دروساً في معنى الرجولة والدفاع عن الوطن والتضحية والفداء في سبيل عزته ونصرته وعزته ، فيعاقبونهم بالمنع والحرمان من أداء فريضة الحج، التي هي الركن الخامس في الإسلام، في وقت يتم فيه التيسير على آخرين من جنسيات عديدة، لافتا إلى أن كل الناس على مستوى العالم يتمتعون بحماية قانونية، ضد أي تمييز ينتهك الإعلام العالمي لحقوق الإنسان، وخاصة في مادته الثامنة عشرة، التي كفلت حرية التعبد، وإقامة الشعائر الدينية، وأشار محمد أبكر إلى أن الممارسات والإجراءات التي تتبعها السعودية تصادر حريات اليمنيين، في السفر والذهاب ليس فقط لممارسة شعائر الركن الخامس في الإسلام، وهو فريضة الحج، والطواف حول الكعبة، قبلة المسلمين بل شمل ايضا سفرهم بغرض العلاج، موضحا أنه ليس هناك سلطان سعودي على المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة، لأنها ملك لجميع المسلمين، والسعوديون يحملون فقط شرف خدمة هذه الأماكن، وضيوف الرحمن، ولا يحق لأحد كائناً من كان أن يمنعهم ويقف حجر عثرة في طريقهم، وأضاف: إن استمرار التعنت السعودي، ومواصلته التعقيدات، وإجراءات منع وحرمان اليمنيين من أداء فريضة الحج هو هدم صارخ لكافة الحقوق التي كفلتها القوانين، والشرائع الدولية، ومبادئ حقوق الإنسان العالمية .
? من جانبه أكد الشيخ موسى المعافى – خطيب جامع بمديرية المراوعة أن للبيت الحرام مكانة خاصة وأحكاما خاصة في الإسلام، ومن هذه الأحكام أنه لا يحق منع عباد الله من الوصول إلى بيته، وأن ذلك من أعظم الظلم، كما في قوله تعالى: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ» (سورة البقرة). ومن أحكام البيت الحرام وجوب تطهيره وخدمته وتيسير الوصول إليه للعابدين من كل أرجاء الأرض حيث يقول الله تعالى : «وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ» (سورة الحج). ومن أحكامه أنه لا فرق فيه بين يمني أو اردني أو عماني أو غيره،: «وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ» (سورة الحج).
وقال معافى: إن ما تفعله السلطة السعودية للعام الخامس على التوالي هو تعسير الوصول إلى بيت الله على المسلمين اليمنيين من خلال فرض شروط للحج عليهم من مبالغ مالية خيالية ورفض للجوازات وغيرها تجعله أكثر مشقة، ووضعهم في حالة خوف إذا حجوا إلى بيت الله الذي جعله الله للعبادة ومثابة للناس وأمناً وليس للتحريض والممحاكات السياسية واشعال الفتنة وهذا انتهاك صارخ لأحكام الإسلام ذات الصِّلة بالبيت الحرام، كما أنه انتهاك للمعاهدات الدولية ذات الصِّلة بحقوق الإنسان وبحرية العبادة، ولفت معافى إلى أنه يضاف إلى ذلك أن تأشيرات الحج أصبحت منحةً من حكام السعودية لشراء الولاء السياسي، مع حرمان ملايين المسلمين ذوي القلوب المتعلقة بالحرم، حتى إن بعضهم ينتظر أعواما مديدة بعد استعداده وتسجيله للحج قبل أن يأتي دوره، مشددا على أنه من حق المسلمين المطالبة بتدويل الحرمين وتدويل الحج، ليكون بإشراف لجنة دولية إسلامية نزيهة لا تتحكم فيها الأهواء السياسية.
* وأكد محمد هيثم حوكي وصادق قاسم النهاري وابراهيم فوزي مذكور من طلاب جامعة دار العلوم الشرعية بالحديدة أنه ما منعت قريش أحدا قط، قبل الإسلام، من الوفود إلى مكة، والطواف حول البيت المعمور،، وكان الواحد منهم لا يمنع حتى من قتل أخاه، أو أباه، فلا يصده، بل يفسح له المجال من أجل الطواف حول الكعبة، ولكن مع الإسلام كان لهم شأن آخر، فصدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنعوه من الطواف حول البيت. وقال الطلاب: إن النظام السعودي قام باستغلال الحج كوسيلة ضغط وعقوبة للخصوم، والمختلفين معه، وهو عودة إلى أفعال الجاهلية الأولى، بل ان قريشاً على مدى تاريخها لم تفعل ذلك إلا مرة واحدة، وكانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشيرين إلى أن جريمة الصد عن بيت الله الحرام، وترويع الآمنين في رحابه، كما يفعل النظام السعودي، حيث اعتقل في الأعوام الماضية حجاجاً من دول تشهد صراعات، مثل سوريا وليبيا، ومصر، وقام بترحيلهم، رغم مواقفهم المعارضة لأنظمتهم القمعية في بلدانهم، مما يجعل حياتهم في خطر، عندما تتسلمهم سلطاتهم، واوضحوا أن ما تفعله السعودية لا يقره الشرع ولا أخلاق العروبة، ولفتوا إلى أن إكرام الضيف، لاسيما من حل بالبيت الحرام الآمن، كما في قوله تعالى «أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا، ويتخطف الناس من حولهم»، والنظام السعودي، عمل ضد الشرع والآية الكريمة، وأصبح يتخطف الناس من حول الكعبة، ومن رحاب الحرم، وهذه جناية، ومن أكبر الكبائر، قال تعالى عن الحرم «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم»، وقد سئل عبدالله بن عباس، حبر الأمة، وترجمان القرآن عن الإلحاد والظلم في الحرم، قال: كنا نعده في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا والله وبلى والله، أي يمين اللغو، فما بالنا بصد الحجاج، ومنع المعتمرين.
ونوهوا بأنه أيضا من الجرائم التي ارتكبها النظام السعودي، ولم يسبقه إليها أحد، ليس فقط تسييس الحج، واستخدام ملف الحج كورقة سياسية يناور بها، وإنما استخدام الحج والعمرة كوسيلة رشوة للدول الأفريقية، والدول المسلمة، الذين طالب منهم بأن يدخلوا في مقاطعة دولة قطر دبلوماسيا، في مقابل زيادة حصص أعداد الحجاج، وقد تمت رشوة من وافق منهم، وأما من اعترض، فقد تم تخفيض عدد التأشيرات، التي يتم تقديمها تحت مسمى مجاملة، أي أن آل سعود يجاملون بتأشيرات الحج، فيسمحون بالدخول لمن أرادوا، ويمنعون من شاءوا، وهذا جرم في رحاب بيت الله، وعواقبه وخيمة، فقد يزيل الممالك ويفتت الدول، ونوهوا بأن ما تقوم به السعودية من منع للشعب اليمني من أداء فريضة الحج، هي جريمة، والأماكن المقدسة في مكة والمدينة، هي ملك لجميع المسلمين، وللسعوديين فقط شرف الخدمة، وليس لهم الصد عن قيام الناس بمناسك الشريعة، ومن يفعل ذلك فستكون عواقبه وخيمة، لأنه يصد الناس عن بيت الله الحرام، واكدوا أنه ينبغي التنويه في هذا المقام بما يجب على الشعب اليمني ان يقوم به، وتوحيد جبهته الداخلية خلف قيادته، ومواجهة حملات التشويه، ومحاولات شق الصف، عبر لعب السعودية بورقة الحج، عبر المطالبة بالتعامل مباشرة مع النظام السعودي، لتفكيك الصف، إلا أنهم لم ينجحوا، كما لم تنجح كل الخطط السابقة لتركيع اليمن وشعبه، الذي أصبح أقوى بعد هذا العدوان والحصار.
? وانتقد عدد من المستشاريين القانونيين ما يقوم به النظام السعودي من اعتقال أشخاص في موسم الحج والعمرة وبتأشيرة الحج ولباس الإحرام، وتوزيع أطنان من الكتب الدعائية والتحريضية وتسييس خطبة الحرمين الشريفين وخطبة يوم عرفة، واستثمار ذلك لصالح اتجاه ومذهب معين وأشخاص بعينهم.
– وأكد كل من المحامي عبدالله محمد القادري واسماعيل مناجي كدش وصدقي عبدالله البردمي وعاصم الشاطر أنه آن الأوان ليتحرك المسلمون سواء كشعوب أو علماء للضغط ووضع حد لهذه الانتهاكات، وطالبوا بطرح الموضوع أمام منظمة التعاون الإسلامي، داعين في الوقت نفسه القيادة السياسية ووزارة الأوقاف والإرشاد لإعداد تقرير سنوي عن تسييس الحج والعمرة في كل عام وما يتعرض له الشعب اليمني من اقصاء ومنع من أداء فريضة الحج ووضع هذه الانتقادات أمام علماء المسلمين ووسائل الإعلام والرأي العام الإسلامي وتعرية النظام السعودي وتسييسه للحج، وعدم ربط خلافاته السياسية مع الدول بأداء مناسك الحج والعمرة والمطالبة بتحرير المشاعر الإسلامية من الإدارة السعودية الظالمة المستكبرة الباغية الذليلة المنكسرة .
* بدورهم تحدث عدد من المفكرين بالمحافظة عن كيفية استخدام النظام السعودي الحج والعمرة كأداة سياسية ضد الدول الإسلامية والمسلمين , واستشهدوا بأمثلة على استخدام السعودية توجهاتها السياسية في إدارة الحج والعمرة من حيث اعتقال وترحيل وحرمان ومنع الكثير من المسلمين حول العالم وذلك لأسباب سياسية فضلا عن استخدام منابر الحرمين في السعودية للأغراض السياسية بدلاً من تعليم الناس أمور دينهم .
*? وأوضح المفكر سمير سالم مخضري من مديرية زبيد أن المواطن اليمني يتم استغلاله في موضوع الحج استغلالاً سياسياً، فإن استطاع أحد اليمنيين الذهاب للحج بصورة فردية وتخطى كل ما ذكر من عقبات، فإن هذا يتم تصويره على أنه دليل على أنها لا تمنع الحجاج، وهذا مخالف للحقيقة والواقع، واشار مخضري إلى انه حان الوقت لتدخل الأمة الإسلامية والدول الإسلامية المشاركة في إدارة مناسك الحج والعمرة وفصل الأمور الدينية التي تهم جميع المسلمين عن الشؤون السياسية للنظام السعودي بعد أن أثبت فشله في إدارة جميع الشعائر المقدسة في السعودية، وشدد على أن هذه الأماكن المقدسة في السعودية تنتمي لجميع المسلمين وليست حكراً على دولة او حزب او شخص معين .
*وتحدث المفكر طاهر سعيد الأهدل بمديرية بيت الفقيه حول الأبعاد السياسية والاجتماعية للحج وقد استشهد بأمثلة حول الهدف الرئيسي من الحج كونه الفريضة الإسلامية الخامسة، وربط المفكر الإسلامي بين احد اهم اهداف الحج الرئيسية وهو المساواة بين جميع البشر بغض النظر عن اللون والجنس والعرق والاختلافات بشتى أنواعها وبين ما تمارسه السعودية من مخالفة لهذه القيم الإسلامية الثابتة .

قد يعجبك ايضا