شددوا في لقاء موسع على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن أرضاً وإنساناً

علماء اليمن يؤكدون حُرمة استغلال الحرمين خدمة للمشاريع الاستعمارية

الثورة/..
أكد علماء اليمن حرمة استغلال الحرمين الشريفين والبقاع المقدسة وتوظيفها سياسيا بما يخدم المشاريع الاستعمارية ويبث الفرقة بين أبناء الامة.
ودعا علماء اليمن في لقاء موسع أمس بصنعاء، نظمته رابطة علماء اليمن لبيان الموقف من المستجدات المحلية والإقليمية، إلى تحريم الدماء والأعراض والأموال تأسيا بخطاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع «إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا ألا هل بلغت اللهم فاشهدْ».
وحذروا من امتهان حرمة البلاد المقدسة للقيم والأخلاق والمبادئ التي أرساها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من خلال الانفتاح الغريب والمريب على ثقافة وأخلاق الغرب المنافية لأخلاق الدين الإسلامي الحنيف وأسس ومسلّمات الشريعة الغراء وإحياء الحفلات الصاخبة واختلاط الرجال بالنساء وجلب الفسق والفجور والطغيان إلى بلاد الحرمين.
وحمّل علماء اليمن النظامين السعودي والإماراتي مسؤولية، إثارة الفتنة والنزاعات بين أبناء الأمة العربية والإسلامية وإذكاء نار الطائفية والمذهبية والمناطقية وتغذية الصراع بينهم كما هو حاصل في اليمن والصومال وليبيا وسوريا والعراق ومصر وأفغانستان وغيرها.
وجدد العلماء التأكيد على رفضهم المطلق وإدانتهم لاستمرار العدوان على الشعب اليمني وما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم بحق النساء والأطفال وكبار السن وآخرها مجزرة سوق آل ثابت في مديرية قطابر بمحافظة صعدة والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى.
وأكدوا تجريمهم لما يحصل في المحافظات الجنوبية من أعمال تهجير قسري وترحيل لأبناء المحافظات الشمالية.. منددين بممارسات السعودية والإمارات وسعيهما زرع الكراهية والأحقاد والطائفية والمناطقية بين أبناء اليمن الواحد.
وشددوا على ضرورة وحدة اليمن أرضا وإنسانا، رافضين دعوات الانفصال أو تقسيم اليمن تحت ما يسمى الأقلمة.. داعين إلى وحدة الصف وجمع الكلمة لمواجهة قوى العدوان والاحتلال وأدواتهم.
وطالب علماء اليمن بإيقاف العدوان ورفع الحصار وفتح المطارات والموانئ وفي المقدمة مطار صنعاء الدولي.. مناشدين أحرار العالم التحرك الجاد والفاعل للضغط على دول العدوان فك الحصار ورفع العدوان.
كما جدد العلماء التأكيد على حرمة كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأنهم يبرأون إلى الله عن كل من يسعى إلى ذلك.. مشيرين إلى أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية والأولى للمسلمين ولن يتنازل عنها أبناء الأمة قيد أُنملة.
وأدانوا سعي أنظمة العمالة والخيانة لتمرير ما يسمى بصفقة القرن وتضييع القضية الفلسطينية خدمة للمشروع الصهيوني الأمريكي.. داعين الشعب السوداني الشقيق ونخبه العلمائية والسياسية إلى الضغط على المجلس العسكري لسحب قواته وجنوده من المشاركة في العدوان على اليمن.
وحرم علماء اليمن في بيان صادر عنهم التشكيك في كل ما يقوم به الجيش واللجان الشعبية من جهاد مقدس لمواجهة تحالف العدوان.. مشيدين بما يسطره المرابطون من ملاحم بطولية في الدفاع عن اليمن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله.
وحثوا الشعب اليمني والحكومة على مزيد من الاهتمام والرعاية بأسر الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين في الجبهات.. مطالبين القيادة السياسية والحكومة بتعزيز الرقابة ومكافحة الفساد وإصلاح وتفعيل دور أجهزة القضاء بما يكفل القيام بدورها في محارب الفساد في مختلف المؤسسات.
وأهاب العلماء بكافة أبناء الشعب اليمني، تعزيز قيم التسامح والتصالح وتغليب منطق العقل والحكمة انطلاقا من قوته تعالى «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ Ö وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ».. صدق الله العظيم.
وكان اللقاء الموسع لعلماء اليمن الذي حضره رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل ونائب وزير الأوقاف والإرشاد العلامة فؤاد ناجي وكوكبة من العلماء من مختلف المذاهب بمحافظات الجمهورية، ناقش دور العلماء في تبصير الأمة بالتحديات والمخاطر التي تواجهها، سيما في ظل استمرار العدوان والحصار.
وفي افتتاح اللقاء الذي بدئ بآي من الذكر الحكيم تلاوة الشيخ يحيى أحمد الحليلي، أشاد مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين، بتفاعل العلماء الحاضرين اللقاء، وتجشمهم لعناء السفر واستشعارهم بمسؤولية ما يجري في الساحة اليمنية والإقليمية، ما يجسد انتماءهم للدين وإيمانهم بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله.
وعبّر عن الأسف لتهرب بعض العلماء عن حمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم بصمتهم عن كلمة الحق خوفا من تأثر دنياهم وتغير أحوالهم وانقطاع مرتباتهم أو إصابتهم بأي أذى، ما يؤكد عدم الثقة بهؤلاء العلماء الذين آثروا الصمت على قول الحق في زمن التخاذل.
وشدد على أهمية اضطلاع العلماء بدورهم الديني في تنوير الوعي المجتمعي بما يحاك ضد الأمة من مخاطر تستهدف وحدتها وأمنها واستقرارها وسيادتها.
وأشار العلامة شرف الدين إلى موقف العلماء وورثة الأنبياء، تجاه ما تتعرض له الأمة من غزو واحتلال ونهب خيراتها وثرواتها من قبل أعدائها وأدواتهم.. وقال «نريد من العلماء أن يكونوا في طليعة من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر والصدع بالحق وتحريك ضمائر الناس تجاه التحديات التي تمر بها الأمة والمؤامرات ضد أبنائها».
وندد بممارسات قوى الاحتلال وأدواتهم ضد أبناء المحافظات الشمالية بعدن وأعمال الفوضى والاقتتال والتهجير.. معتبرا هذه الممارسات نزعة مناطقية وعنصرية عمل على تغذيتها قوى الاحتلال وأدواتهم في محاولة وسعي حثيث لتقسيم اليمن وتمزيق النسيج الاجتماعي.
وأعرب عن الأسف لترويج بعض العلماء للمشروع الصهيوني الأمريكي الذي تم الإعلان عنه سابقا تحت مبرر إيجاد شرق أوسط جديد.. وأضاف «بعض العلماء يروجون لهذا المشروع الهادف تقسيم اليمن وتمزيق وحدته التي تحققت في 22 مايو 1990م في ظل انقسام عربي وإسلامي تجاه قضايا الأمة ومقدساتها».
واعتبر الوحدة اليمنية، اللبنة الأولى للوحدة العربية والإسلامية.. متسائلا: «إذا لم يتصدر العلماء ويكون لهم أولوية لمواجهة مشروع التقسيم الذي تتبناه الصهيونية العالمية من سيتبنى ذلك ؟».
واتهم مفتي الديار اليمنية كلاً من السعودية والإمارات بتغذية الصراعات وإثارة الفتن والتقسيم في البلاد العربية من اليمن إلى الصومال والسودان والعراق وسوريا وليبيا وغيرها.. وقال «تقف السعودية والإمارات وراء الفتن والصراعات في المنطقة العربية، فمن يسلح ويمول ويسخر قنوات الإعلام سوى آل سعود وآل نهيان».
وعرج على العدوان الذي يشنه التحالف على اليمن.. وقال «من يقتل الشعب اليمني على مدى ما يقارب خمس سنوات ويرتكب المجازر والجرائم بحق الأطفال والنساء والشيوخ، ومن يسعى لتقسيم اليمن وتجزئته إنما هي السعودية والإمارات طمعا في احتلال اليمن ونهب خيراته وثرواته».
وتطرق إلى الحملات التضليلية لعلماء آل سعود ووسائل إعلامهم وأبواقهم على الشعب اليمني ومحاربة ما يسمى بالمجوس والروافض وقتله بقصف الطائرات والصواريخ.. مبينا أن النبي عليه الصلاة والسلام وصف اليمنيين بأهل الحكمة وأن الإيمان يمان والحكمة يمانية.
وتوقف العلامة شرف الدين عند فريضة الحج التي تجسد وحدة المسلمين في أبهى صورها من خلال اجتماعهم في صعيد عرفات.. لافتا إلى أن علماء وأمراء وملوك الخليج يسعون لإفساد الأمة وتفكيك وحدتها من أطهر وأقدس مكان في الدنيا.
وأوضح أن المؤمنين الصادقين الذين أخبر القرآن الكريم عنهم، هم الصابرون في البأساء والضراء وحين البأس.. مبينا أن أبناء اليمن شن عليهم عدوان سافر وحوصروا وتحملوا عناء الحرب والحصار والألم والحزن وما يزالون يقدمون أرواحهم فداء للوطن ودفاعا عنه.
من جانبه أشار أمين عام رابطة علماء اليمن عبدالسلام الوجيه في كلمة ترحيبية إلى أن العلماء نجوم الهداية وقادة الرأي والفكر، حملهم الله مسؤولية الإرشاد والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتبيين بعد الأنبياء والمرسلين.
ولفت إلى ما تمر به الأمة من أحداث نتيجة المخططات الخارجية التي تستهدف كيانها ووجودها وحريتها واستقلالها وحريتها وعزتها وكرامتها.. وقال «نرزح تحت وطأة العدوان والحصار واستهداف وتدمير لمقومات ومقدرات البلاد من قبل الغزاة والمحتلين».
وندد الوجيه بمحاولة دول العدوان إغراق المجتمع اليمني في أتون صراع المناطقية والعنصرية.. وأضاف «ما يجري في الساحة اليمني يحتم على العلماء الجهر بالحق والوقوف في وجه العدوان وتبيين ذلك ومساندة المؤمنين المستضعفين وصد جرائم الخونة والمرتزقة».
واعتبر فريضة الحج، عنوانا لوحدة المسلمين، يسعى النظام السعودي لحرفها عن أهدافها، ما يستدعي وقوف العلماء في إعادة الاعتبار لهذه الفريضة الدينية.
بدوره أشار نائب رئيس جامعة العلوم الشرعية بمحافظة الحديدة الدكتور العلامة علي عبادي إلى دور العلماء في تنوير المجتمع وإخراجه من ظلمات الجهل.
وأكد أهمية دور العلماء في حمل الأمانة الملقاة على عاتقهم والحفاظ على مقدسات المسلمين.. مبينا أن مقدسات الأمة تتعرض للتهديد بالزوال ومنها المسجد الأقصى الذي يسعى الكيان الصهيوني لتهويده فضلا عن المسجد الحرام ومحاولة آل سعود مسخ الهوية الإسلامية فيه إلى جانب القرآن الكريم الذي يتعرض لمخالفات وما يشبه التكذيب والعياذ بالله.
من جهته أوضح عضو رابطة علماء اليمن الدكتور عبدالباسط عبده الحميدي، أن المسلمين يعيشون اليوم تحت نوعين من التطبيع، الأول غربي للقبول بأعمال الصهيونية العالمية من احتلال للمقدسات في حين يتمثل الثاني في تطبيع أخطر من الأول عبر تدنيس المقدسات.
وحذر من مخاطر إعداد الصهيونية العالمية لملوك وسلاطين وأمراء ورؤساء، تنسجم مع توجهاتها.. وقال «أصبح على رؤوس العرب باختلاف الألقاب رئيس وملك وأمير وسلطان يسعون لتمكين الصهيونية من الأمة وخيراتها».
وأكد الدكتور الحميدي أهمية مواجهة أبناء اليمن لقوى الاحتلال وأدواتها.. مشددا على أهمية دور العلماء والذي لا يقل قدسية عن ما يسطره المرابطون من ملاحم بطولية في سبيل حماية الدين والوطن ونصرة المستضعفين.
رئيس الملتقى الإسلامي العلامة أحمد درهم حورية، استعرض دور العلماء ووظيفتهم في تبليغ رسالة الله ونشر دينه في أصقاع العالم والوقوف في وجه أئمة الكفر.
ونبه العلماء من صمتهم تجاه كلمة الحق والأمر بالمعروف وتبيين الحقائق والوقوف في وجه اليهود والنصارى الذين يسعون إلى تعبيد الأمة.. وقال: «من لم يتكلم بالحق وينهى عن المنكر فهو ممن شملتهم لعنة الله كما قال تعالى لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ Ö ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ Ö لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ».
وأضاف «نحن في ظرف شهد العالم للشعب اليمني بالمظلومية، لكن تكالب وتآمر عليه الأعداء من أمريكا وأزلامها، فاستخدمت دول الخليج وعلى رأسها السعودية، لضرب وقصف الشعب اليمني، في المنازل والأسواق والمساجد والبنى التحتية وغيرها».
وتساءل العلامة أحمد حورية بالقول « لماذا يتم استهداف الشعب اليمني لأن أبناءه لا يزال فيهم حمية وغيرة على مقدسات الأمة ويرونهم خطرا على مخططاتهم».
وعبر عن أمله في خروج المشاركين في اللقاء برؤية واضحة وموقف يكشف قبح ممارسات آل سعود وأمراء الخليج بحق الأمة بصورة عامة واليمن بشكل خاص.

قد يعجبك ايضا