رياضة الكلفتة .. الإدارة أم المال؟

 

حسن الوريث

جمعني لقاء بأحد مسؤولي الاتحادات الرياضية في بلادنا ودار الحديث حول المشاكل والتحديات التي تواجه العمل الرياضي من النواحي المالية والإدارية وكان الجانب الأهم من وجهة نظره أن الوضع المالي المتردي للوزارة والصندوق والاتحادات تسبب كثيراً في تدهور الأنشطة وعدم قدرة الاتحادات على القيام بواجباتها ودورها سواء من ناحية تنفيذ الأنشطة وإقامة البطولات والمسابقات أو من نواحي توسيع قاعدة الرياضة ونشرها ودعم الأندية الرياضية والمشاركات الخارجية وغيرها.
قلت له بالتأكيد أن الجانب المالي مهم جداً فعدم توفر المال يعرقل العمل والنشاط لكنه من وجهة نظري ليس العامل الأهم، فغياب الكفاءة الإدارية في مسؤولينا هو العامل الذي أدى إلى تدهور حال الرياضة في بلادنا فقدرة المسؤول وكفاءته هي العامل الأهم في تفعيل النشاط وهي التي تجلب المال، إذ لو كان لدينا مسؤولون أكفاء لكانوا استطاعوا التغلب على المشاكل الإدارية والمالية وتمكنوا من إدارة الشأن الرياضي بكفاءة واستثمار ما تمتلكه البلد من طاقات وإمكانات بشرية هائلة قد ربما لا تمتلكها بلدان أخرى لكنها سبقتنا بمراحل في الجانب الرياضي.
مما لا شك فيه أن هناك قناعة لدى البعض أن الجانب المالي هو الأهم في الرياضة وهذا منطقي جداً لكن بالمقابل أيضاً من الذي يستطيع جلب المال للرياضة وتوفير موازنات الأنشطة والبطولات والمشاركات وغيرها؟ أليس هو العنصر الإداري الناجح والكفؤ الذي يستطيع استثمار الإمكانات البشرية والترويج للرياضة وتطويع كل شيء لخدمة الرياضة التي أصبحت استثماراً ولم تعد مجرد لعب فقط؟ فعندما يكون لدينا إدارة كفؤة فإنها قادرة على صنع المستحيل وجلب كل الأموال أما لو كانت إدارتنا مريضة كسيحة كما هو الحال الآن فسنظل نبكي على اللبن المسكوب وسنظل ننظر إلى ما تجود به وزارة الشباب والرياضة وصندوقها العجيب الغريب الذي حملناه ما لا يطيقه وقتلناه بمطالبنا ولم نعمل على تطويره وتنمية موارده إضافة إلى أن الاتحادات وقياداتها لم تكلف نفسها عناء البحث عن موارد ومصادر للدخل واستثمارات تنفق من خلالها على برامجها وأنشطتها وهذا هو الذي يجعلنا نقول بأن الجانب الإداري أهم وهو الذي يحل كافة المشاكل فلو كان لديك مال قارون وليس لديك القدرة على إدارته فإنه سيذهب هباء منثورا ولن تستفيد منه إطلاقاً.
لقد قال لي الزميل العزيز انه مطلوب منه إقامة بطولة بمبلغ بسيط ولمدة يوم واحد وفي الحديدة بمعنى أن المبلغ يتضمن بدل مواصلات وتكاليف السفر وكل شيء وهو يحاول أن يقنعهم بأن الموضوع فيه الكثير من الصعوبة لكنهم يصرون على رأيهم بإقامة البطولة وبأي ثمن لأنهم يريدون تحقيق أهداف أخرى من وراء إقامتها.
وأنا هنا وكما قلت لزميلي العزيز سأذكر الجميع بنقطة بسيطة فعندما كانت لدى الاتحادات موازنات تصرف لها كانت هذه الاتحادات تنظم بطولاتها بنظام المضغوط أي أنها كانت تنتظر إلى نهاية العام وتقيم ما تسميها بطولة الجمهورية كإسقاط واجب وتنام بقية العام وربما كان المال موجود بمعنى أن المال ليس هو المشكلة بقدر ما هي مشكلة الإدارة وبالتالي فان عدم تمكن أي اتحاد رياضي من إقامة أي أنشطته أو بطولاته أو برامجه المختلفة بشكل منتظم ودقيق وعلمي يعود إلى فشل قياداته وليس هناك أي مبرر منطقي يمكن أن يتم تقديمه كسبب للفشل في العمل باعتبار الرياضة الآن استثماراً ولا بد أن تعمل الأندية والاتحادات الرياضية على تنويع مصادر تمويلها وتتحول إلى مشاريع استثمارية كما هو الحاصل الآن في عالم الرياضة المعاصر وحتى لا نظل محصورين وأسرى للنظريات الرياضية القديمة التي تعتمد على الحكومة في كل شيء حتى في تعيين مسئوليها الذين تأتي بهم من خارج الحقيبة الرياضية ..وللحديث بقية..
.. رسالة شكر لا بد منها ..
الشاب طه وردة .. صديق الجميع والرياضيين على وجه الخصوص تعرض لوعكة صحية ألزمته الفراش واحتاج إلى عملية جراحية لإنقاذ حياته وبعد أن أجرى العملية عاد إلينا بخير وعافية وإن كان من كلمة شكر من طه وأسرته ومنا جميعاً كرياضيين فهي للأستاذ .. الإنسان.. إبراهيم الحيفي رئيس الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات الذي تكفل بالعملية والعلاج وقدم كل المساعدة اللازمة.

قد يعجبك ايضا