حصار الدريهمي ومعركة الحديدة

 

عبدالفتاح علي البنوس
يواصل مرتزقة العدوان السلولي حصارهم الخانق على مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة ، قرابة العام وأهالي الدريهمي يتلقون الضربات الواحدة تلو الأخرى ، في ظل حصار مطبق ، فرضه المرتزقة عليهم ، بعد أن ظلت الحديدة عصية عليهم ، رغم الزحوفات الواسعة والعمليات الهجومية المكثفة المسنودة بالطيران والتي كانت كفيلة بإسقاط الحديدة بكامل مديرياتها ، ولكن بأس وثبات وقوة إيمان الأبطال من جيشنا ولجاننا وأحرار الدريهمي وقف سدا منيعا أمام صلف الغزاة المعتدين وجحافل المرتزقة الذين تم جلبهم بالمال السعودي والإماراتي من أجل احتلالها والسيطرة عليها وتحويلها إلى منطلق لمعركة الحديدة .
معاناة كبيرة ، وظروف معيشية وأمنية في غاية الصعوبة يقاسيها أهالي الدريهمي في ظل الحصار ، المصحوب باعتداءات همجية وحشية إجرامية يقوم بها المرتزقة تستهدف منازل وممتلكات المواطنين تخلف بين الحين والآخر شهداء وجرحى من المدنيين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة ، وصلت إلى حد إحراق منازل المواطنين والعشش التابعة لهم بكل صلف ووحشية ، وكل ذلك من أجل الضغط عليهم وإجبارهم على الخنوع والخضوع والاستسلام ورفع الراية البيضاء .
هذه المعاناة وهذه المأساة التي تشهدها مدينة الدريهمي لا بواكي عليها ، ولا نسمع من ينددون بها ، ولا من يسلطون الضوء عليها ، المنظمات الإغاثية والإنسانية تتجاهل تماما حصار المرتزقة للدريهمي ولا تمنحها أي جانب من اهتمامها ، في تعز أصمت أسماعنا ذات المنظمات بالتباكي على حصار تعز المزعوم وتهويل الأوضاع الإنسانية فيها ، وعندما قدمت التسهيلات لهذه المنظمات للمشاركة في إغاثة تعز ، ذهبت هذه المنظمات للعمل على توظيف عملها ونشاطها الإنساني الإغاثي المزعوم لتنفيذ أجندة وأهداف سياسية واستخباراتية ، وظلت المساعدات في غيابة الجب .
تعامل انتهازي يعتمد سياسة الكيل بمكيالين ، الدريهمي المحاصرة لا أحد يتكلم عنها ، ولا حملات دولية وأممية لإغاثة أهلها ، ولا مطالبات برفع الحصار عنها ، في حين تقوم الدنيا ولا تقعد على تعز رغم أن الطرف المحاصر لها هو الموالي للعدوان ، الذي رفض صيغة اتفاق السويد بشأن تعز ، وأصر على التأزيم كون الوضع القائم هو الأنسب والأكثر ربحية وفائدة لهم ، فهم المستفيد الأكبر من وراء ذلك ، يتفرجون على حصار الدريهمي بكل برودة أعصاب ، ولا يكترثون لتداعيات ذلك على حياة الأطفال والنساء ، لأن السعودية والإمارات دفعت لهم مقابل سكوتهم وتجاهلهم هذه المعاناة والمأساة ، ولا مصلحة لهم من اليمن واليمنيين ، بعد أن ارتهنوا للمال وصاروا عبيدا له .
يحاصرون الدريهمي وعيونهم على الحديدة والتي يعدون العدة للهجوم عليها فور منحهم الضوء الأخضر من البيت الأبيض وتل أبيب ، يظنون بأن تحركاتهم المشبوهة ، وتحشيداتهم المستمرة في جبهة الساحل الغربي ، بمنأى عن رصد أبطال الجيش واللجان الشعبية ، كلها تحت الرصد والمتابعة الدقيقة والمتواصلة على مدار الساعة ، ويرون بأن حضور الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي والفرنسي في المعركة المرتقبة سيحقق لهم النصر ، وسيمكنهم من الغلبة والتمكين ، وهو الوهم الذي يحلمون بتحقيقه، الوهم الذي سيظل معشعشا في أذهانهم وملازما لهم ، وكل ذلك من أجل تحويل الحديدة إلى عاصمة لجمهورية الفنادق والشاليهات والنوادي والملاهي الليلية ، عاصمة لجمهورية طارق عفاش التي تتقاسم الولاء بين السعودية والإمارات ، ولكنهم لا يدركون بأن الحديدة ستكون مقبرتهم ، وأن معركتها ستكون الأخيرة والفاصلة ، وبعدها لن تقوم هنالك قائمة للغزاة والمحتلين والمرتزقة الخونة والعملاء المنافقين .
بالمختصر المفيد، حصار الدريهمي مأساة إنسانية تدمي القلوب ، ويجب تسليط الضوء عليها ، وإطلاع العالم على معاناة سكانها اليومية ، وبالنسبة لمعركة الحديدة يجب علينا أن نعد لها العدة والعتاد ، وأن نكون على جهوزية ويقظة عالية ، فهي قادمة لا محالة ، في ظل المعطيات الراهنة والمستجدات الميدانية ، فالمؤامرة كبيرة جدا ، والهدف الهيمنة على طريق الملاحة الذي يمر عبر البحر الأحمر وباب المندب ، وهذا هو أحد أهداف العدوان التي سعى من أجل الوصول إليها وتحقيقها .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا