القراصنة !!

 

عبدالله الأحمدي
البريطانيون تذكروا مهنتهم التاريخية في القرصنة فعادوا لممارستها في القرن الواحد والعشرين ، إذ أن ما حدث لناقلة النفط الايرانية (1 grace ) من قرصنة في المياه الدولية امام السواحل الاسبانية في البحر المتوسط هو عدوان مارسته البحرية البريطانية، بل هو تعد على الملاحة الدولية واختراق للقانون الدولي يؤكد ألا فرق بين الامريكي والبريطاني فكلهم استعماريون يحاربون الشعوب ويسرقون ثرواتها.
الاستعمار ملة واحدة، والاوروبيون هم استعمار قديم يأتمرون بأمر الاستعمار الأمريكي الحديث ، وما زالوا يحلمون بالعودة الى مرحلة استعمار الشعوب التي مارسوها في القرون الماضية وهم الآن يمارسون أدوارا مفضوحة ضد الشعوب ، قضية الناقلة الايرانية فضحتهم وفضحت مؤامرتهم الخبيثة ، وبأوامر من الامريكي قامت البحرية البريطانية باحتجاز ناقلة النفط رداً على إسقاط الطائرة الأمريكية من قبل الحرس الثوري الايراني.
الاستعماريون القدامى والجدد يلتقون عند هدف استعماري واحد. هم لا يريدون لأي شعب أن يقول لا في وجه القوة الغاشمة، أو يرفع راسه في وجه قوى الهيمنة والاستكبار العالمي ، قوى الاستعمار والاستكبار لا تريد لأي شعب، وبالذات في الشرق الاوسط، أو لأي دولة ان تتحرر من الهيمنة الاستعمارية، او تحقق استقلالا.
الاستعمار القديم قسم المنطقة العربية باتفاقية سايكس/ بيكو واوجد اسرائيل ودولا شبيهة بإسرائيل وإمارات نفط تابعة له، كما أوجد وكلاء له في المنطقة ، والاستعمار الأمريكي حافظ على هذا التقسيم ويريد اليوم أن يعيد النظر في هذا التقسيم بما يسميه شرق أوسط جديد ،وترامب قالها صراحة إنه مكلف بحماية اسرائيل وهذه الحماية تجعله مع القوى الغربية يدمر ويقضي على أي قوى تهدد اسرائيل، او ترفض وجودها الاستيطاني، او تطالب بحقوق الشعب الفلسطيني.
كلهم يمارسون القرصنة على الشعوب وأي بلد يحاول النهوض سيتعرض للدمار والتآمر من قبل القوى الاستعمارية ، حدث مثل ذلك للعراق وسوريا واليمن ومصر والجزائر وليبيا، واليوم يحاولون محاصرة الجمهورية الاسلامية في ايران، وتحجيم دورها، واملاء ابتزازهم وشروطهم عليها ، امريكا انسحبت من الاتفاق النووي، والاوروبيون يتباطأون في تنفيذ الاتفاق النووي، وعندما اعلنت ايران انها سوف تخفض من التزاماتها بالاتفاق استنكروا ذلك.
جميعا يمارسون حصارا وعقوبات ظالمة على الشعوب خارج القوانين الدولية ، وقرصنة ناقلة النفط تأتي على ضوء ما بسمونها عقوبات الاتحاد الاوروبي على سوريا ، هذه قوى غاشمة تحاسب الناس على الظن، او على النوايا ، والقضية لديهم هي الحفاظ على تفوق اسرائيل في المنطقة والحفاظ على وجودها.
امتلاك اي دولة لأي سلاح هو قضية سيادة، وما تمارسه الدول الاستعمارية من عقوبات على بعض الدول التي تحاول أن تحمي نفسها من غرور القوى الاستعمارية هو عدوان وعنجهية فظة من قبل دول الهيمنة والاستكبار.
الأمريكان ومعهم الغرب الامبريالي يحاولون تصدير أزماتهم عبر الحروب والعسكرة وتأزيم الأوضاع الدولية من أجل كسب نقاط على حساب الشعوب الأخرى، وبالذات تلك التي تنافسهم في الشرق مثل؛ الصين وروسيا والهند ، وآخر مخططاتهم الشيطانية محاولة تشكيل قوات عسكرية لحماية ما يسمونها الممرات الدولية في خليج هرمز وباب المندب. وهي محاولة لخنق شعوب المنطقة والتجارة الدولية. القوى الاستعمارية وجدت أنظمة عربية ذليلة وتابعة تصرف إمكانيات شعوبها في خدمة المشاريع الغربية وبالذات الامريكية.
هل شاهدتم امير قطر كيف يحتضنه الامريكيون ويقيمون له الاحتفالات ، كل ذلك من اجل المال. 185 مليار هي استثمارات قطر في امريكا ويقول تميم آل ثاني إنه سوف يضاعفها ، قولوا لهؤلاء الأمراء أن يستثمروا أموالهم في بلدانهم وفي البلدان العربية والإسلامية ، فالقوى الاستعمارية ستقرصن كل شيء ستسرق المال والثروات والسيادة ولن تترككم في حالكم إلا إذا تصديتم لمؤامراتها ورفضتم مشاريعها العدوانية.

قد يعجبك ايضا