التطبيع .. مصادرة للحقوق من أجل وهــــــــــم الشراكة

 

> الراعي: التطبيع اعتراف بالكيان الغاصب وإقرار له بالأرض
> الرحبي: سيظل الأقصى الشريف في ضمير كل اليمنيين
> الحوثي: فلسطين يراد لها أن تباع بلا ثمن عبر صفقة القرن

الثورة / عادل محمد

التطبيع مع كيان الاحتلال ي شكل خيانة لسيل التضحيات الكبيرة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي ويؤسس لقيم لا تمت بصلة لقيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف التي تحث على التمسك بالحق ومواجهة المعتدي وعدم الخنوع للمستكبرين إنها قيم الوفاء والشرف والفضيلة في مواجهة أمراء التطبيع والخيانة،ـ حكام السعودية والإمارات الذين من خلال تبنيهم لصفقة القرن يسعون لدمج الكيان الصهيوني الغاصب في المجتمع العربي – الإسلامي من خلال شبكة من العلاقات الاستراتيجية مع كيان الاحتلال.
“الثورة” التقت مجموعة من العلماء والباحثين وطرحت عليهم محور خطورة التطبيع مع العدو الصهيوني على ثوابت الأمة وكانت هذه الحصيلة:
تمزيق الأمة
العلامة عبدالله حسن الراعي تطرق إلى خطورة التطبيع مع الصهاينة وأن هذه السياسة المتخاذلة تحمل في طياتها التمزق والضياع للأمة وقال: يقول الله ” لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ” فالتطبيع مع الكيان خيانة لله ولكتابه.
يقول الله تعالى” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ” التطبيع اعتراف بالكيان وإقرار لهم بالأرض ومصادرة حق الأمة والفلسطينيين خاصة وضياع الأمانة الملقاة على عاتق الحكام وخيانة للقسم الذي تحمله الوالي من العمل بكتاب الله وسنة رسوله والحفاظ على الأوطان والخيانة العظمى للقضية المركزية للأمة والوقوف مع الظالم وخذل المظلوم وتمزيق الأمة وإدخال شذاذ الأمم بيننا وإدخال جسم غريب همه إفساد المجتمع العربي والإسلامي وبث الأحقاد والاقتتال والاستسلام المطلق وتهيئة الأجواء لترك الجهاد لأخبث وألعن الأمم والتطبيع سبب للعقاب الإلهي وتدمير النسيج الاجتماعي “أنظروا أي أمة ابتليت بالتطبيع معهم”.
الإرادة الحرة
نائب رئيس رابطة علماء اليمن العلامة عبدالمجيد الحوثي أشار إلى أن شعب فلسطين سلبت حقوقه على مرأى من العالم وعلى مرأى من المنظمات التي تدعي المحافظة على حقوق الإنسان وعلى المواثيق الدولية على امتداد 70 عاماً وأكد أن القضية الفلسطينية يراد لها ان تباع للكيان الصهيوني بلا ثمن عبر صفقة القرن.
وأضاف” تعتبر القضية الفلسطينية هي محور الصراع العالمي بين قوى الاستكبار العالمية المتمثلة بأمريكا وبريطانيا وإسرائيل وبين المستضعفين المتمثل في الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال والاضطهاد والقمع والتهجير والقتل والاعتقال وهدم المنازل واستيطان الأراضي المملوكة للشعب الفلسطيني منذ أكثر من 70 عاماً على مرأى ومسمع من دول العالم اجمع والمنظمات التي تدعي المحافظة على حقوق الإنسان وعلى المواثيق الدولية القوانين المنظمة للعلاقات التي زرعها الاستعمار في جسم الأمة العربية والإسلامية وهي قضية الأمة المركزية التي يراد لها أن تنسى وأن تباع للكيان الصهيوني عبر صفقة القرن التي يتزعمها ترامب ويروج لها اذنابه من القيادات العربية الخانعة وهذه الصفقة تتمثل في التنازل عن الأقصى الشريف والقضية الفلسطينية عموماً والاعتراف الرسمي بالكيان الصهيوني الغاصب وتطبيع العلاقات مع إسرائيل لتنعم إسرائيل بالأمن والاستقرار وتتوعل في استيطانها وقعها للعشب الفلسطيني وأن تنسى قضية المهجرين وهم ملايين الفلسطينيين الذين لا يجدون مأوى ولا يمكنهم العودة إلى ارضهم ومنازلهم وتشمل هذه الصفقة الاعتراف بالقدس عاصمة ابدية للدولة اليهودية وما نقل السفارة الأمريكية إلى القدس إلا اعتراف صريح بذلك.
هذا الخنوع الفظيع لحكام وامراء الخليج يقابله إصرار متعاظم من قبل الشعوب العربية والإسلامية بأن القدس ستبقى قضيتهم الأولى والمركزية وسيبقى الأقصى في نبض قلوبهم حتى يتم استرجاع كافة الأراضي الفلسطينية ويزال هذا الاحتلال ويعود اللاجئون الفلسطينيون إلى قراهم ومزارعهم ويؤسسون دولتهم كاملة السيادة على كل شبر من أرض فلسطين ويعود الحق إلى أهله ويرجع شذاذ الآفاق من أبناء القردة والخنازير الى المواطن التي جمعهم الاستكبار العالمي لاحتلال أرض الشعب العربي الفلسطيني لأن هذه هي إرادة المولى سبحانه وتعالى (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ*وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ).
وقد كان لشعبنا اليمني العظيم عبر العقود الماضية فضيلة السبق لمناصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ولا يزال إلى اليوم وهو يواجه العدوان الصهيوني أمريكي الأشد عدوانية وبربرية من العدوان الإسرائيلي على فلسطيني لم ينس قضيته الأقصى بل كان له القدح الأعلى في الاهتمام بهذه القضية والخروج في مظاهرات مليونية في كل محافظات الجمهورية لمناصرة قضية الشعب الفلسطيني لأنه يعتبر أنها نفس القضية التي يواجهها من دول تحالف العدوان فالمخطط واحد والأدوات المنفذة هي اذناب الامبريالية العالمية والمستهدفون هم المستضعفون من الشعوب العربية ومقدساتهم.
واختتم العلامة عبدالمجيد الحوثي مداخلته بقوله: لن تعود القدس ولن تحل هذه القضية سوى بالإرادة الحرة للشعوب العربية المسلحة وتوحدها ووقوفها في وجه اعدائها .
خطورة التقارب
الأستاذ عبدالله صالح الحاضري أوضح أن التطبيع مع العدو الإسرائيلي خطر على ثوابت الإسلام الحنيف وحذر من التقارب مع العدو الإسرائيلي – الأمريكي وكل من يحارب الإسلام والمسلمين ممن يحارب الإسلام وأهله ويحارب الفضائل والقيم الراسخة فهو عدو لله وللإسلام والمسلمين .
وأضاف :الإسلام هو الحصن الحصين للأمة الإسلامية وهو سر الله في أرضه وحجة الله على عباده فمن خالف مبادئ الإسلام وطبع مع العدو الإسرائيلي فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه بدليل قوله سبحانه وتعالى (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) فالتطبيع مع العدو الإسرائيلي خطر على الإسلام والمسلمين ولا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولاً ونبيا أن يطبع مع هذا الكيان الغاصب والواجب عليه أن يتخذ الصهاينة أعداء لدودين ويجب الدفاع بكل ما يملك على دينه وعرضه وأرضه والعدو الإسرائيلي يستهدف الدين الإسلامي في المقدمة ويستهدف العرض والقيم ومبادئ الإسلام ويستهدف كل فضيلة بدليل قوله سبحانه وتعالى (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) فمن طبع فقد ارتضى باتباع ملتهم وطعن الأمة في ظهرها وعقابه عند الله شديد وعذاب الله عليه أليم فالحذر من التقارب مع العدو الإسرائيلي – الأمريكي وكل من يحارب الإسلام والمسلمين فمن كان يحارب الإسلام والمسلمين ويحارب الفضائل والقيم الإسلامية والأخلاق العالية فهو عدو لله وللإسلام والمسلمين ولا عدوان إلا على الظالمين.
وما يحدث الآن من فتح للمراقص وتشريع للمجون في المملكة السعودية يعد ثمرة أولى من ثمار التطبيع الصهيوني وهذه الخطوات الإباحية تعد انسلاخاً من الدين وقيمه وهو منكر لا يجوز السكوت عليه فعلى جميع المسلمين وبالأخص إخواننا في الخليج أن يقولوا كلمة الحق وأن يأمروا بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يجوز لمسلم السكوت على ذلك.
طمس الهوية
الأخ / أحمد عبدالله عاطف نوه بأن التطبيع مع الكيان الغاصب يمثل معول هدم للقيم الإسلامية والمبادئ السامية التي تجعل من الأمة في عزة وشموخ.
وقال إن من أعظم أخطار التطبيع مع كيان الاحتلال هو إزالة معالم الدين الإسلامي ومقدساته وتراثه وآثاره وأعلامه وطمس هويته وعروبته ومسخ إيمانه ومعتقداته وتغيير مبادئه وقيمه ويمتد هذا الخطر أيضاً إلى الجيل القادم وبناء عقيدته لما يحمله اليهود من الخبث والغدر والخيانة.
المستحيل بذاته
الأخ / علي محمد الرحبي أشار إلى أن الأقصى الشريف سيظل في قلوب اليمنيين مهما كان حجم المؤامرات وان التطبيع مع الكيان الصهيوني يعتبر محطة من محطات كثيرة حيكت فيها العديد من المؤامرات وقال: تحصين الجيل العربي – الإسلامي من خطر التطبيع مع إسرائيل مهمة عاجلة تقع على عاتق الجميع خاصة والأمة العربية والإسلامية تواجه خطر التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، هذه المحطة تعتبر محطة من محطات كثيرة حيكت فيها الكثير من المؤامرات على الأمة واتضح للجميع أن المراد من هذه الخطوات هو نسيان الحق التاريخي للأمة والحفاظ على مقدساتها وهذا هو المستحيل بذاته قضية فلسطين هي مظلومية العالم العربي والإسلامي الأولي والمركزية التي تتعرض للتصفية والضياع من قبل القوى الاستعمارية الكبرى عبر ما يسمى «بصفقة القرن» وهذه الصفقة تمثل هضماً للحقوق التاريخية للشعب العربي وتضحياته الطويلة.
ونحن في يمن الإيمان والحكمة نؤكد أن المسجد الأقصى مازال وسيظل إلى قيام الساعة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ونؤكد كذلك أن محاولة محو هذه المظلومية من ذاكرة الإنسان العربي والهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني هي عدوان صارخ لمبادئ الدين والعقيدة والعروبة.
تصعيد متواصل
الأخ / عبدالرحمن علي الكبسي طالب علم في جامع صنعاء المقدس أكد أن التصعيد المتواصل للأعمال الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني وفي قطاع غزة يدل على وجود تفاهمات سابقة لزعماء وملوك بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني وكانت تجري هذه التفاهمات في الخفاء واليوم عبر صفقة القرن تتم هذه التفاهمات على مرأى ومسمع الجميع.
وأَضاف: الخطورة بالغة والشعوب هي التي ستدفع الثمن في كرامتها وعزتها ومن خطورة التطبيع محو شخصية الشعوب وهويتها وفوق ذلك من الضياع لا تزال في سقوط مدو دائم ولهذا فقد مضى أكثر من أربعة عقود وتحركات زعماء وملوك دول عربية تسير بخطوات حثيثة في اتجاه التطبيع مع الكيان المغتصب لأراضي الدولة الفلسطينية، ولعل الدول السائرة باتجاه سياسة الباب المفتوح والتعاطي مع أخبار القضية المركزية الفلسطينية من باب إسقاط واجب في الوسائل الإعلامية والتعاطي مع انتهاكات العدو الصهيوني تجاه الأراضي المحتلة والاعتداءات المتكررة على قطاع غزة والتعامل مع هكذا جرائم باستثقال وتباطؤ، تقدم دليلاً على وجود تفاهمات لزعماء وملوك بعض الدول مع الكيان الصهيوني تجري وتتم على قدم وساق ولكن من تحت الطاولة ومع مرور السنوات لم تستطع تلك المباحثات أن تخفي نفسها طوال هذه المدة حتى بدت مفاتنها وخرجت إلى العلن وما يمثله الإعلان عن صفقة القرن التي يجري تناولها في وسائل الإعلام من دعوة لكل الدول العربية إلى إلغاء كل ما يتعلق بالقضية المركزية من قاموس الإعلام والانفتاح الأوسع والشامل وغير المشروط مع العدو الأول واعتباره الشريك والصديق وقت الضيق، ورغم أن المنفتحين مع الكيان الصهيوني لا يملكون حق السيطرة أو الامتناع وإنما يملكون تحت رهن الإشارة والقبول والخنوع والبذل السخي لكي تتقدم الصفقة ولو على حساب شعوبهم لأن هذه الأخيرة سبق وأن أصبحت أوراقاً معتمدة وصفحات بيضاء خالية من شوائب المقاطعة وأجري لها غسيل للذاكرة العربية وأضحت لا تؤمن لا من قريب ولا من بعيد بالمخاطر والعواقب لأنها تشبعت بقيم وثوابت علمانية دنيوية مع عقيدة تؤمن بالتطبيع ولا تؤمن بالمقاطعة.

قد يعجبك ايضا