موائد الإفطار الرمضانية

كوثر محمد
يُخطئ البعض في فهم وتطبيق معنى الكرم والسخاء وبين مفهوم التبذير فيظن ان ملئ الموائد بالطعام والشراب هو الكرم ولا يعرف ان الكريم هو من يعطي بسخاء ويقرض الله قرضاً حسنا.
فنلاحظ أن رمضان المبارك هو زاد الروح وزكاة للنفس هو شهر الطاعة والعبادة لا شهر الطعام وقضاء الوقت في شراء الحاجيات والتبضع وفي طهي الطعام والتفنن في اختلاف أصنافه.
نحتاج رمضان لأنه هدية الرحمن لنا فنطمع لنيل رضا الله وعفوة عنا في الدنيا ونيل جائزته في الآخرة ، نحتاجة ونحبه لأنه يزودنا بالطاقة اللازمة للإحساس بإيماننا وهويتنا المسلمة التي نفقد شيئاً منها خلال العام ، ففي رمضان تتضاعف الأعمال والأجر والثواب من الله فهو فرصة العاصي وفسحة للتائب.
ولكن نجد أنفسنا بعد قضاء نهار الصوم والتلذذ بما اشتهته الأنفس وبعد الإفطار أن بضع لقيمات كافية لإشباع الجوع وبضع رشفات كافية لنسيان العطش ولكن الكثير يأكلون حد التخمة ويصبحون غير قادرين على قيام ليلة فلا ناشئة ليل ولا قراءة قرآن ونجد المائدة لازالت مليئة بالطعام الذي قد يعطى الفقراء منه حظاً وفي أغلب الأحوال يُرمى إلى القمامة للأسف.
فأين الكرم و أين السخاء أين نحن من اجتناب التبذير والإسراف والبذخ حتى لانكون إخوة للشياطين كما وصف جل وعلا المبذرين ، شهر رمضان ليس شهراً للتبذير بل هو شهر الطاعات والحرص على التقنين وعدم المبالغة في المصروفات و الأولى من ذلك تفقد حال الجيران والأرحام والفقراء والمساكين والخروج من هذا الشهر بإحسان المسلمين فيما بينهم فيكونوا كقلب رجل واحد.
فكم يكون منظر الطعام محزناً وهو متروك على السفرة وكم هو محزن رمي الطعام وهو فوق الحاجة لما لا يكون هناك وزن فيما هو ضروري وفيما هو متاح وكم هو جميلٌ الاقتصاد وعدم التبذير والمبالغة فليس الكرم ان تكون الموائد مليئة بالطعام وأن تكون مختلفة الأصناف والأوصاف بل الكرم ان نقتصد فيما رزقنا الله وأن نراعي حرمة الشهر المبارك بل الأهم أن تتنوع العبادات وتخلص النية لننال رضا الله علينا في شهر الطاعات.

قد يعجبك ايضا