الخطر يأتي من استمرار العدوان

محمد أحمد المؤيد
في قراءة ممعنة للمقابلة التي كان ضيفها قائد الثورة والمسيرة القرآنية السيد/عبدالملك بدر الدين الحوثي على قناة المسيرة , والتي بدت بنوع مهم لكل من يهتم بهذه الشخصية الفذة التي على الأقل أنها من الشخصيات التي أربكت اللوبي الصهيوني والهيمنة الأمريكية في سياستها المقلقة في المنطقة والأطماع التي لا تقف عند حد التبعية والصمت تجاه سياستهم وحسب , بل إلى محاولتهم الجادة لطمس الهوية العربية الإسلامية من أرض العرب , والتي إن أمكن لهم ذلك صار من السهل وقوع كل العوامل البشرية والمصالح القومية للعرب في أيديهم كونها قد طمست أي عامل فكري أو عقائدي أو توجهي أو ممارساتي تعارض أو تقاوم على أقل الأحوال هذه القوى الشيطانية الخبيثة وهدفها الذي مازال يتجلى للأجيال المتعاقبة في أرض العرب والمسلمين بخبث ودنس سياستهم الجهنمية , عبر مسخ الشعب العربي تحديداً وتشذيب القيم المبنية على الغيرة على المقدسات العربية الإسلامية ، ولا شيء أكبر قدسية من الأرض التي هي الوطن والمسكن والمأوى والمسجد وقدسية الصلاة فيه، ما بالنا إن كان المسجد الأقصى هو أول أهدافهم الستيطانية الخبيثة , فما مسألة إعلان ترامب أن القدس أصبحت عاصمة لإسرائيل وهو بالتزامن مع تفشي ظاهرة التطبيع العربي العبري في العلن إلا نموذج للمسخ الذي يجري مع عامل الزمن , حتى أننا نخاف أن يأتي اليوم الذي تفند قضية إسمها فلسطين عربية والقدس من مقدساتنا وهذا ما يجعلنا نقول إن قائد المسيرة القرآنية هو شخص معتبر ومحترم بين شعبه وأمته , بكونه كما قلت لكم يعتبر شخصية نموذجية أربكت اللوبي الصهيوني والهيمنة الأمريكية ،كما أنه وجماعته أنصار الله ومن والأهم , يعتبرون أكبر حجر عثرة أمام الصهاينة والامريكان وأطماعهم القذرة والدليل أن هذا العدوان (السعوأمريكي) البربري منذ أربعة أعوام يجري بدم بارد من كل القائمين عليه بل وبدعم سخي وعلى مرأي ومسمع العالم ومع هذا ” حامي العنب أدور ” والتابعون يرددون أغنية : ” ما معك ما معك بالهوى شتبعك “.
من أجمل ما تطرق له قائد المسيرة القرآنية أنه وضح وبين أنه لم يكن هناك خوف على المصالح السعودية الإماراتية في بلدانهم من اليمن لو لم يكن هناك عدوان , وزاد وذكر أن بالإمكان تحريك المياه الراكدة لمسألة الأخوة وحسن الجوار وحق الدين والعروبة إن فهمها وعمل بها من هم في الجانب الأخر (المعتدون) , غير أنه ” يا فصيح لمن تصيح ” و ” الذي ما فيش معه عاقل عاقله الشيطان ” , ولذا فلا غرابة إن قلنا أن الخطر عليكم يأتي فقط من العدوان وممارسات الجرائم البشعة في حق شعب عزيز كريم وشهم , وهو بالمقابل كلما طال أمد العدوان السعوأمريكي وممارسته كلما زاد الخطر وزادت الهوة في إصلاح ما أفسدته أيديكم الآثمة والجرم الذي تلطخت بها ومازالت تلطخ ” وإنا لله وإنا إليه رأجعون”.
نعلم أن كل أحد وقف إلى صف العدوان (السعوأمريكي) يعتبر جندياً موجهاً سواءً في المواجهة العسكرية أو ما سواها من توجهات تصب في مصلحة العدوان وأهدافه المريضة والتي أهمها أولئك المزوبعين الذين لا هم لهم إلا الإتيان بـ(الخبيرات / الشائعات / الشوشرات) في أوساط المجتمع المرابط والصابر وكل يوم يأتون بذريعة و(خبيرة) جديدة , حتى وصل بهم الامر إلى أن يشككوا في وجود شخص السيد في جغرافية اليمن , وهو الأمر الذي أجمل به هذا الحوار المتلفز معه رغم أن قائداً (وهذا رأيي) يقود شعبا أو فئة أو جماعة ويدير سياستها بحنكة وحكمة فيكون حتى في المريخ , وليس في أي قارة أو دولة في هذه الأرض وأوامره وتوجيهاته كلها تمشي على ما يرام وتصب في مصلحة الشعب والوطن والقضية فلا ضير , لأن الحذر من تكنولوجيا اليوم واجب , وكذا الحرب لها متطلباتها وبعد النصر لنا خبر ولا داع (للخبيرات) وتصديقها.
..ولله عاقبة الأمور..
ملاحظة
قد تكون المنظمات العاملة باسم الجانب الإنساني في اليمن مقلقة في تحركاتها لكن يمكن سحب وتوقيف صلاحياتها التحركاتية حال ثبوت أي تلاعب في ذيل الخط المرسوم لسياستها المساعداتية وهذا أمر سهل وسريع بكوننا السلطة المتحكمة على الواقع ، وهو أمر من الأجدر أن لا نسعى إلى التشكيك والتخوين ليد مدت يد العون والمساعدة لشعبنا في وقت أن بول البعير السعودي والإماراتي قد أغرق العالم بالنوم العميق ،وكأنهم لا يعرفون شعباً اسمه اليمن وأنه معتدى عليه.. ولذا فالتعامل بحسن النية والمراقبة بصمت وعن بعد قد يخفف عن الوضع الإنساني وينقل صورة للعالم مبنية على الثقة وليس التكبر وعدم تقبل الآخرين حتى ولو جاءوا لمساعدتنا على الأقل حتى تقف الرؤية الوطنية للتنمية التي أطلقها الرئيس المشاط مؤخراً على أرض الواقع ويعتمد الشعب على موارده الداخلية.. ويجب النظر برؤية ثاقبة وحكيمة نظراً لخطورة هذا الأمر والآثار المترتبة على أحد الأمرين استمرارها أو فضها .. فالأمر الذي يجب تذكره في حال حدوث خطاء غير متكرر والتحذير من عدم الوقوع فيه.. لأن الأخطاء لا بد من حدوثها لأن ” من لا يعمل لا يخطاء ” .. ولكن يجب تلافيها أولاً بأول والتحذير منها عبر ارسال تعليمات إلى كل منظمة على حدة كي تعرف ما لها وما عليها وتعمل بموجبه ووفق المصلحة العامة المرجوة من هذه المنظمات .. والله أعلم.. وهو الموفق سبحانه.

قد يعجبك ايضا