البلطجة الأمريكية !!

 

عبدالله الأحمدي
فوكوياما في كتابه نهاية التاريخ الصادر في ثمانينيات القرن الماضي قال : ان القرن الواحد والعشرين سيكون قرنا امريكيا بامتياز وبكل ما يحويه من قيم ومنجزات. ويبدو ان الوقائع تكذب هذا الدجال ذا الاصول اليابانية. فهذا القرن يبدو انه سيكون صينيا بامتياز. ولن يبقى لدى اليانكي الامريكي الا اسلوب البلطجة العسكرية والاقتصادية المعتادة على شعوب العالم.
هكذا تحدث فوكوياما الذي يمكن ان نعتبره واحدا من مشعوذي السياسة الامريكية في هذا العصر، لكنه نسي ان يحدثنا عن سجل امريكا المثقل بجرائم الإبادة والقتل والعنصرية والغزو العسكري، وسرقة ثروات الشعوب ومصادرة حرياتها، والاعتداء المتكرر على استقلالها.
امريكا قامت على الجرائم منذ نشأتها، فالمؤسسون اقاموا نظامهم على ابادة السكان الاصليين من هنود حمر وغيرهم، كما دمروا حضارة هذه الشعوب. وتقول مصادر التاريخ أن اكثر من خمسة ملايين من السكان الاصليين لامريكا تم ابادتهم بالحروب والقتل والاغتيال، والحرق، وكل انواع الابادة الجماعية والفردية.
معركة خليج هاربر في الحرب العالمية الثانية أعطت الامريكان فرصة لان يوسحوا بقواعدهم العسكرية، ويبرزوا عضلاتهم ضد الشعوب، بعد تراجع الاستعمار القديم. فقاموا بغزو كوريا وقسموها الى شطرين لازال شطرها الجنوبي محروسا بالقواعد الامريكية.
في العام 1833 م قامت القوات الامريكية بغزو نيكاراجوا.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى العام 2019 م سجل التاريخ على الامريكان مئة جريمة غزو لبلدان في امريكا الجنوبية واسيا وافريقيا. وها هي اليوم تهدد بغزو جمهورية فنزويلا.
امريكا الامبريالية لم تحترم في يوم من الايام استقلال وسيادة الشعوب، وظلت طوال اكثر من قرن وحتئ اليوم تنتهك حقوق الشعوب وحرياتها في اختيار انظمتها الاجتماعية والسياسية. ولعبت المخابرات الامريكية دورا في التإمر على الشعوب والحركات الوطنية بتدبير الاغتيالات والانقلابات في كثير من الدول.
وزادت من غطرستها العسكرية العمل خارج القوانين الدولية والانسانية، وانظمتها المحلية التي صاغها مشرعوها من أمثال غزوها للعراق وليبيا وسوريا واشتراكها في الحرب على اليمن خارج القانون الدولي، وارسال قواتها لغزو الشعوب واعلان الحروب بعيدا عن ارادة الشعب الامريكي.
اكثر من ادارة امريكية خانت الدستور الامريكي واعلان الاستقلال الذي صاغه المحررون الاوائل من امثال؛ جيفرسون وزملائه.
وما ان انتهت الحرب العالمية الثانية حتى بادر الامريكان بقصف هيروشيما وناجازاكي في اليابان عام 1945 م وقد هلك جراء هذا القصف 220 الف انسان نتيجة القاء القنبلة الذرية.
اكثر من مئة الف فقدوا حياتهم خلال القصف مباشرة، والبقية فقدوا حياتهم نتيجة الاشعاعات التي اصيبوا بها.
ويقال ان الطيار الذي القى هذه القنبلة اصيب بالجنون نتيجة هول الدمار الذي أحدثه الانفجار. وعاش بقية حياته في مصحة الى ان مات في العام 1975 م
كانت اكبر الجرائم بعد هيروشيما وناغازاكي حرب فيتنام في الستينيات من القرن الماضي التي ارتكب فيها الامريكان الفظائع الوحشية، ولم يخرجوا من فيتنام الا وقد دمروا كل شيء بما في ذلك الغابات. ويقول الخبراء ان النساء لازلن يلدن اطفالهن مشوهين نتيجة الحرب الجرثومية، كما ان الاراضي التي تم القاء القنابل عليها لا تزرع حتى الآن.
وفي العدوان على العراق في 2003 م ارتكب الامريكان واعوانهم الانجليز والقاعدة وداعش أبشع الجرائم في حق مواطني العراق. ومازالت جرائم التعذيب والاغتصاب في سجن ابو غريب شاهدة على فظاعة الاجرام الامريكي.
ولم يخرج الامريكي من العراق الا وقد انشأ داعش كوكيل لإجرامه.
اليوم تعيش الامبريالية الامريكية أزمة توحش، وتحاول أن تحل أزماتها على حساب الشعوب، وخاصة في الشرق الاوسط وامريكا اللاتينية.
في الشرق الاوسط تحاول مع اسرائيل فرض هيمنتها على المنطقة وتقسيمها وابتزاز ثرواتها وخاصة البترول والذهب.
آخر الانباء ان عسكر الاحتلال الامريكي في سوريا امنوا خروج قادة داعش مقابل 50 طنا من الذهب، كان قد سرقه داعش من مصارف ومؤسسات. سوريا والعراق.
المسألة هي نهب خيرات الشعوب وسلب حرياتها واستقلالها، ومنعها من تحقيق ارادتها وبناء انظمتها التي ترتضيها خارج النفوذ الامبريالي.
وما حدث ويحدث في سوريا والعراق وليبيا واليمن من حروب امبريالية بأدوات رجعية محلية واقليمية يريدون تعميمها في امريكا اللاتينية، وخصوصا في فنزويلا التي تمتلك حكومة ديمقراطية منتخبة تحاول امريكا إسقاطها بالقوة العسكرية.
الامبريالية المتوحشة لا تحبذ ديمقراطية الشعب، بل تريد ديمقراطية تحقق لها فوز عملائها الذين ينفذون اوامر شركات الاستغلال الرأسمالي لنهب وسرقة ثروات الشعوب لصالح الكارتلات الامريكية.

قد يعجبك ايضا