وفاء الكبسي
المرأة اليمنية في ظل العدوان الغاشم على بلادها واجهت تحديات كبيرة لم تواجهها نساء مثلها، فكلنا يعلم بأن المجتمع اليمني بسبب العدوان الجائر فقَدَ أكثر من نصف رجاله ما بين (غائبين عن أسرهم مجاهدين مرابطين في جبهات العز والشرف وبين أسرى ومفقودين وجرحى أصيبوا بعاهات دائمة أو شهداء كرماء عند بارئهم)، فكان ولابد أن يتم تعويض هذا النقص (الاجتماعي) الخطير عبر الشريك الآخر، وأعني به هنا المرأة)، فكان للمرأة اليمنية حياران لا ثالث لهما إما ان تفنى هي وابنائها بسبب غياب أهم عنصر لإدامة حياة المجتمع وهو الرجل، أو أن تأخذ المرأة اليمنية دور الرجل (الشهيد، أو المفقود والأسير، او العاجز المصاب بعاهة دائمة )، وأعني بذلك أن تأخذ المرأة دور الرجل، بمعنى تقوم بجميع الواجبات الحياتية الأسرية التي كان يقوم بها الرجل، مما يجعل الحياة قابلة للاستمرارية بصورة مقبولة، ولكن هل حدث شيء من هذا القبيل في المجتمع اليمني، وهل قامت المرأة بمثل هذا الدور؟
وهل يمكن أن تنجح كل النساء في القيام بمثل هذا الدور؟ بطبيعة الحال ليس كل امرأة قادرة على أداء هذا الدور، ولا يمكن أن تكون جميع النساء على استعداد لمثل هذا الدور الشاق، بل لابد أن تكون هناك مواصفات خاصة للمرأة التي تستطيع أن تحل محل الرجل، وتؤدي دوره بلا ملل او كلل او امتعاض.
لهذا السبب نجحت معظم نساء اليمن في هذا الاختبار، أنا هنا أطبّق هذا الكلام على المجتمع اليمني الواعي الراسخ فيه عقيدة الإيمان والثقة بنصر الله المرتبط ببيت النبوة خاصة النساء فارتباطهن بفاطمة الزهراء هو ارتباط عميق ساعدهن على تجاوز معاناتهن وآلامهن، حيث أُجبر هذا العدوان الأمريكي السعودي المرأة على أن تقوم بدور الرجل حتى تحافظ على تماسك النسيج الاجتماعي، وقد نجحت في ذلك استناداً الى عوامل ساعدت المرأة اليمنية على النجاح في دورها هذا.
وأهم هذه العوامل هو النموذج الذي اقتدت به المرأة اليمنية حيث اتخذت من السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- القدوة والأسوة في السراء والضراء فلم تكن تحزن إن غاب زوجها للجهاد؛ لأن الزهراء كانت حاضرة في كل أدوار حياتها من خصال ومواصفات جهادية مما جعلها امرأة جهادية رسالية استثنائية، ويمكن أن أقول أن معظم النساء اليمنيات، هن فاطميات من حيث الصفات والخصال والتفكير والسلوك والإرادة، لهذا كان دور النموذج والأسوة والقدوة الحسنة هو العامل الأهم الذي ساعد المرأة اليمنية في مواجهة العدوان الهمجي وفي نجاحها و تجاوزها مأزق فقدان الرجل، مع هذا العدوان الجائر والحصار الخانق ،وقد استطاعت المرأة أن تتجاوز كل الصعاب والتحديات وأصبحت رائدة في كل المجالات سواء كانت ربة بيت أو ثقافية أو إعلامية أو سياسية، وأصبحت مدرسة كاملة لتعليم نساء العالم معنى الصمود والثبات والاكتفاء والنهوض ببلادها رغم كل المعوقات الصعبة.
ستظل المرأة اليمنية أسطورة خالدة فريدة بوعيها والتزامها وحبها لله ودينه، واقتدائها بسيدات نساء العالمين .