وجهة نظر.. فخر عرمان ولؤي صمصام .. أرقام وأرقام

 

حسن الوريث

فخر عرمان ولؤي صمصام نجمان كرويان صاعدان ربما يسطعان في سماء كرة القدم اليمنية وربما يذهبان إلى حال سبيلهما كحكاية المئات بل الآلاف من المبدعين الذين كان من الممكن أن يكتبوا مساراً متميزاً لكرة القدم اليمنية وللرياضة بشكل عام.
شاهدتهما يلعبان في أحد الملاعب التي تم اقتطاعها في منطقة التحرير لفترة مؤقتة بينما هي في الواقع مواقف للسيارات لكن عدم توفر الملاعب جعل هؤلاء الشباب الصغار يتكيفون مع هذه الملاعب التي بالتأكيد تشكل خطراً على من يلعب فيها لأن أرضيتها أسمنتية قاسية ويكون اللاعب فيها معرضاً للإصابة أكثر من تلك الملاعب التي تكون مهيأة وقد تحدثنا عن ذلك في مواضيع سابقة لكن ربما لا حياة لمن تنادي وبالعودة إلى نجمينا فخر ولؤي فقد شاهدتهما في إحدى المباريات التي يتم تنظيمها بين المتبارين أنفسهم من أجل قضاء أوقات في ممارسة هوايتهم المفضلة وقد لفتا نظري كثيراً لمستويات أقل ما يمكن وصفها بأنها رائعة وتنم عن مواهب قل نظيرها حقيقة فكانا ثنائياً رائعاً استطاعا أن يتلاعبا بالفريق الخصم الذي كان لاعبوه أكبر سناً من هذين النجمين الصغيرين في سنهما لكنهما كانا كبيرين في أدائهما ومستواهما.
وفي مديرية التحرير كانت هناك بطولة تقام لمختلف الفئات العمرية وكان لي شرف حضور المباراة الختامية بدعوة من الكابتن عبدالله العماد الذي نظم هذه البطولة ومعه عدد من الشباب وكان ما شاهدته فيها من نجوم لا يختلف كثيرا عن مستوى فخر ولؤي وما لفت نظري في هذه البطولة هو غياب الجهات المسؤولة عن الرياضة ابتداء من وزارة الشباب والرياضة مروراً بالاتحاد العام لكرة القدم وفرعه في أمانة العاصمة ووصولاً إلى الأندية التي كان يفترض أن تتواجد على الأقل بمن يسمون كشافين لاكتشاف المواهب الجديدة لكن ربما أن هذه الثقافة لم تصل بعد إلى رياضتنا كما أن لجنة اكتشاف المواهب والمبدعين التي تم إحباطها وعرقلة عملها لم يصل أحد من أعضائها وربما يكون الحديث عن هذه اللجنة التي تضم في عضويتها أبرز الكفاءات التدريبية في كرة القدم في مواضيع قادمة لأن موضوعنا اليوم هو أولئك النجوم الذين يأتون ويذهبون دون أن يستفاد منهم.
سأعود إلى موضوع فخر ولؤي واسمحوا لي أن أشبههما بالنجمين العالميين الأرجنتيني ميسي والبرازيلي نيمار وثنائيتهما المتميزة التي حققت لبرشلونة كل تلك الإنجازات فقد كانا فعلا في مستواهما ،الذي شاهدته أنا وغيري من الذين كنا متواجدين في ذلك الملعب المستحدث كأنهما نجمان كبيران يتلاعبان بخصمهما ويقدمان مستوى لا يمكن أن أصفه إلا بالممتاز وأنا هنا لن أقول لأي أحد بأن يسجل هذين الاسمين في ذاكرته أو مفكرته لأن تلك المفكرات امتلأت بأسماء نجوم ذهبوا بسبب عجز منظومتنا الرياضية عن ابتكار طريقة لاستيعاب المواهب والمبدعين رغم كل ما يقال عن لجان لاكتشاف المواهب وبرامج لدعم الواعدين ومسابقات تنظم لكنها لا تحقق الغرض منها خاصة للفئات العمرية الصغيرة.
فخر عرمان ولؤي صمصام نجمان هل يمكن أن نراهما قريباً في أحد أنديتنا الكبيرة أو في منتخباتنا الوطنية للناشئين ومن ثم الشباب وبعدهما المنتخب الوطني؟ أم أنهما سيذهبان إلى حال سبيلهما مجرد أرقام عادية كأولئك المبدعين الذين قتلناهم وقتلنا مواهبهم وحرمنا الوطن من عطائهم وإبداعاتهم وكان يمكن أن يكونوا أرقاماً صعبة في الرياضة ليس اليمنية فحسب بل وربما العالمية.

قد يعجبك ايضا