مفارقات.. أشتات صورة

 

هناء الوزير

عندما يرتقي منّا شهيد في ساحات الشرف ينتابنا إحساس بالحزن والألم لفراق أحبتنا ، ولكن سرعان ما نحاول ترتيب أنفسنا ، ونستحضر ذلك المقام الرفيع للشهداء ،وتلك المكانة العالية التي اختصهم الله بها فنحتسب أجر غيابهم عنا ،ونرتجي من الله الأجر والثواب .
ومع ذلك فالصورة لم تكتمل بعد ، فما زال هناك مشاهد ولقطات أخرى نغفل عنها …
ولتكتمل الصورة لابد لنا أن نجمع تلك الأشتات…
**عندما يرتقي منّا شهيد يسقط أمامه مرتزق وعميل وخائن للوطن.
**وعندما يرتقي منّا شهيد نتسابق لنزفه لأنه سيرتقي إلى جوار ربه ليحيا هناك حياة السعداء ، ويبقى فخر عطائه شرفاً لأهله وذويه.
بينما هناك يسقط خائن تأنف الأرض جيفته ،ويتكتم أهله أن ولدهم كان يقاتل في صفوف المرتزقة والعملاء ، من باعوا أرضهم وعرضهم.فيدفنونه في صمت ،ويبقى ذكره عار يلاحقهم مدى الحياة .
**وعندما يكثر شهداؤنا – الذين نفخر بهم ونتباهى- تندس هناك في التراب جيفاً منتنة تكاد الأرض تلفظهم ، فهي تزدري رائحتهم العفنة ، وجثامينهم النجسة الرخيصة التي تشبعت خبثاً ودناءةً.
** وعندما يتهيأ أبطالنا العظماء لتطهير البلاد من رجس المحتلين وأنجاس الأرض ، وشذاذ الآفاق فهناك من يطأطئون رؤوسهم تحت أقدام ونعال الغزاة ، ويجعلون من أجسادهم درعا لساداتهم وكبرائهم.
**وعندما أبرم المؤمنون عقد صفقة رابحة مع الله بأن لهم الجنة ، اشترى الله فيها أنفسهم وأموالهم مقابل جنة عرضها السماوات والأرض.
كان هناك من يبيع نفسه للشيطان ، ويتحالف معه ليكون لهم عدواً وحزناً.
** وعندما يرتقي منّا شهيد يتحقق لنا نصر وعزة ، وترتوي الأرض بالدم الطاهر الذي سيزهر نصر وفخرا وكرامة ..
وفي المقابل تحترق جثث العملاء والخونة ،وتكتوي وجوههم بنار الخزي الذي سيلازمهم ولن يفارق جباههم .
فأي الفريقين خير مقاماً ، وأي جزء من الصورة ستتجملون به.

قد يعجبك ايضا