العيد مدرسة العفو والتسامح وفرصة لزيادة أواصر المحبة والأخوة

*عيد الفطر المبارك.. في عيون أبناء محافظتي ذمار وإب:
إب/ محمد الرعوي – ذمار/ ماجد السياغي
عيد الفطر المبارك، أحد أبرز مظاهر الفرحة والبهجة في حياة اليمنيين، فيه تكتسي الدنيا فرحاً وتتويجاً لصيام شهر رمضان الفضيل، وبرغم ان فرحة العيد واحدة وما يصحبها من عادات وتقاليد تكاد لا تختلف من محافظة لأخرى إلا أن استمرار العدوان والحصار في نسخته الثالثة يفاقم من حياة المواطنين المعيشية والاقتصادية ومع ذلك لن تغير همجية هذا العدوان من فرحة اليمنيين في أعيادهم الدينية وعاداتهم التي نشأوا عليها منذ نعومة أظافرهم.
ولمعرفة المزيد عن هذه المناسبة الدينية العظيمة “الثورة” قامت باستطلاع آراء بعض المواطنين من أبناء محافظتي ” ذمار وإب”.. فإلى التفاصيل:
لتكن البداية من محافظة ذمار وفيها التقينا بالأخ، سمير خشافه، حيث قال: يأتي عيد الفطر المبارك والوطن يشهد عدواناً سعودياً أمريكياً غاشماً يستهدف اليمن ارضاً وإنساناً ونتيجة تدمير مصالح ومقدرات الوطن واستمرار الحصار يعاني الكثير من أبناء الشعب اليمني من تراجع الدخل وهو ما انعكس سلباً على قدرة المواطن الشرائية فاحتياجات كسوة العيد وما يصحبه من متطلبات أصبح الحصول عليها صعباً للغاية.
فرح وسرور
ويضيف: بالرغم من الظروف التي تعيشها بلادنا نتيجة الحرب والحصار السعودي إلا أنه والحمد لله استطعنا إحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة التي استقبلت بفرح وسرور وتفاؤل كبير، بأن لا يعود العيد القادم إلا وقد حققنا النصر على آل سلول.
واختتم: مهما أمعن العدوان في بشاعة إجرامه فلن يستطيع النيل من كرامتنا وعزتنا وتماسك نسيجنا الاجتماعي، خاصة وان عيد الفطر محطة نعزز فيها الترابط والتواصل داخل الأسرة والمجتمع اليمني المتمسك بأصالته وجذوره الضاربة اطناب التاريخ وما أجملها من أيام وواقعها الخاص والمميز التي لن يغيرها كائناً من كان.
اعيادنا جبهاتنا
أما الأخ، محمد علي هاجر، قال: أصبح عيد الفطر يمثل عبئاً على كثير من الأسر اليمنية نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها بلادنا خاصة والتي لا تتناسب مع حجم الاحتياجات الكثيرة وتوقيت هذه الاحتياجات وموسمها.
ويضيف: نسبة إقبال الناس لشراء احتياجات عيد الفطر تتزايد عاماً بعد عام وبنسب متفاوتة إلا أن الشراء الفعلي يتراجع بشكل ملحوظ يقابله ضعف في حركة النشاط التجاري المحكوم بالية العرض والطلب، خاصة في الوقت الراهن الذي تسبب به العدوان والحصار بمزيد من المعاناة.
ويتابع هاجر حديثه بالقول: مهما كانت الظروف والأحوال فرحة العيد وبهجته لا تغيب عن محيا الشعب اليمني الأبي الصامد ومهما كان واقع الحياة التي يحياها والظروف التي يعيش فيها فلن تغير من قيم وأعراف وتقاليد اليمنيين الأصلية، فإلى جانب ما يتم القيام به من طقوس في أعياد الفطر المبارك فقد أضافت لنا همجية العدوان فرحة اخرى وهي الانتصارات التي يحققها ابطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات فالعيد عيدان عيد نحيي فيه شعائر الله بالتكبير والتسبيح وصلة الأرحام والألفة بين أبناء المجتمع وعيد يصنعه رجال الرجال الذين تؤكد مفاعليهم ان اعيادنا جبهاتنا.
عادات أصلية
الأخ محمد المنقذي، حدثنا عن طقوس أيام عيد الفطر المبارك بقوله: مع أول ساعة من صباح العيد، يتجمع الناس لأداء الصلاة في أحيائهم الخاصة، ثم تبدأ مظاهر التهنئة في المسجد أو الساحات وتقديم التهاني الخاصة ثم يذهب الناس إلى منازلهم، استعدادًا للزيارات العائلية واستقبال الضيوف من الأهل والأقارب.
وأضاف: في هذه الأجواء المباركة يتم اعطاء الأطفال عسب العيد مما يزيد من فرحتهم بالعيد فيما تقوم النساء بإعداد فطور الصباح، الذي يتكون من أكلات شعبية مسنوداً بالخبز الدافئ، بعد ذلك يتم تقديم جعالة العيد للزائرين من الأهل والأصدقاء الذين يستمتعون برائحة البخور والعطر وبعد الظهيرة يتم تناول الغداء، بعدها يقوم الرجال بالذهاب إلى المقايل للالتقاء بالأقارب والأصدقاء في المكان الذي تم تحديده مسبقاً.
عادات وتقاليد
وأردف: هناك الكثير من العادات والقيم التي يقوم بها الجميع في المدن والقرى والعزل التي توارثها الأجيال، تعيش مفرداتها خالدة في عقول ووجدان اليمنيين فبرغم ما طرأ على الحياة من تطورات وانفتاح ثقافات الشعوب على بعضها البعض إلا أن قيم وعادات وتقاليد اليمن في المناسبات وغيرها ستظل حاضرة في الحاضر والمستقبل متكئة على ماضيها التليد.
في محافظة إب
وفي محافظة إب، التقينا الأخ/ القاضي فراج الهردي، والذي تحدث إلينا بالقول: يحتفل أبناء محافظة “إب” بأيام عيد الفطر المبارك كسائر أبناء المحافظات الأخرى في صمود وآباء، رغم ما يعانوه من حصار وقصف وحرب عشوائية ضد وطننا الحبيب حيث تجدهم يصنعون البسمة في الشفاه بكرمهم وطيبة أنفسهم وشهامتهم وحبهم لعمل الخير والتكافل الاجتماعي.
أهازيج وكرنفالات
وأضاف: يسعى كل فرد إلى الاستمرار والمحافظة على عادات وتقاليد آبائنا واجدادنا، والمتمثلة في تبادل الزيادات الفردية والجماعية، وإقامة الأفراح والأهازيج والكرنفالات الشعبية في الساحات العامة للقرى والعزل والمديريات، وكذلك زيارة الأماكن الأثرية والتاريخية في المحافظة، وكل هذا يأتي بعد زيارة الأرحام والأقارب وتبادل التهاني معهم، وغيرها من التقاليد والعادات الاجتماعية التي تقام في هذا العيد المبارك لدى أبناء محافظة الشموخ والتاريخ إب.
واختتم بالقول: رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه أبناء اليمن عامة وإب خاصة إلا أنك تجد الإباء والصبر حاضران دون مبالة بالعدوان وحصاره، كما تجد التراحم والتكافل الاجتماعي والكرم والجود بين الجميع.
تعايش وتراحم
أما الأخ / علي العمري، فقد تحدث إلينا قائلاً: من الطبيعي ان تجد أبناء محافظة إب يجسدون أسمى معاني السمو الروحي وسمات التعايش والتراحم والتكاتف في مختلف الأزمنة وخاصة ما وجدناه خلال شهر رمضان المبارك من مد يد العون لكافة المحتاجين وهاهم بنفس الحفاوة يستقبلون عيد الفطر المبارك الذي يجسد أيضاً قيمة أخلاقية الا وهي صلة الأرحام وتلمس أوضاع الفقراء والمساكين.
النصر المؤزر
ويضيف: كان البعض يعتقد ان الحرب والحصار المطبق على الشعب اليمني سيغير من تلك القيم النبيلة التي تميزوا بها، ولكنها لم تزدهم إلا ثباتا على تلك القيم ورغم الشدة ستبقى المواقف الإنسانية والاجتماعية هي السائدة لدى كافة أبناء المجتمع اليمني حتى يكشف الله عنا الغمة ونحتفل جميعاً بالنصر المؤزر إن شاء الله.
فرحة العيد
وفي ذات السياق تحدث إلينا الأخ، إبراهيم المشرقي، بالقول: في إب مدينة السلام يهل عليها هلال شوال لينبئ ابناءها بأن عيد الفطر قد حل على أبناء هذه المحافظة الخضراء، عيد عاد ليعيد ابتسامة طال غيابها في وجوه الكثير من أبناء هذه المحافظة، ابتسامة سلبها عدوان غاشم لا يعرف معنى الانسانية، وحصار جائر طالت مدنه، ومع ذلك تستمر الحياة وتتوالى الأيام وتبقى الذكريات الملطخة بدماء الشهداء الأبرياء الذين تسبب غيابهم بغياب فرحة العيد، ولكن من ذهب فالجنة مثواه ومن بقي سيعيش في عز وكرامة وسنفرح بكل عيد يمر علينا رغم كيد الحاقدين على يمننا السعيد.
حياة أجمل
وأردف: هنا في محافظة إب ورغم ازدحامها بالسكان والنازحين الذين نزحوا من عديد محافظات الجمهورية ليلجأ فيها، أصبح العيد أجمل من أي عيد مضى فلقد تعارف ابناؤها وتآلفوا مع كل النازحين وأصبحنا أسرة واحدة، نتزاور فيما بيننا ونتعاطف كما لو كنا جسداً واحداً، مجمعين على أن أصوات الطائرات لن تهزنا ولن يثنينا ذلك الحصار على ان نعيش حياتنا بأجمل تفاصيلها.

قد يعجبك ايضا