يوم القدس العالمي ..يوم انتصار الحق على الباطل ،وكشف الأقنعة
أسماء يحيى الشامي
يوم من أيام الله ومنعطف تاريخي لتصحيح مسار الأمة هو يوم القدس العالمي الذي أعلنه قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني رضوان الله عليه..
وهو يوم يجسد مفهوم التضامن الإسلامي لقضية إسلامية وقضية محقة وعادلة يعمل الجميع على تحقيقة لتعود القدس إلى الحاضنة الإسلامية كأمر طبيعي وحق شرعي وتاريخي للمسلمين.
ففي ظل اتفاقيات الاستسلام التي وقعها الأنظمة العربية والنهج المنبطح والمساوم مع العدو الصهيوني ،فيجب علينا ومن واقع الإنصاف ومن باب التعظيم والإكبار أن نتذكر الإمام الخميني رضوان الله عليه الذي أطلق و اعتبر الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس لمسيرة الكفاح والجهاد الحقيقي للمسلمين ،وان تتوحد وتتضافر جهود الأمة الإسلامية للدفاع عن قضاياها الكبرى وأن ننتصر لها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجوهرها قضية القدس،وقد دعى الإمام الخميني الشعوب العربية والإسلامية والحكام لرفع الظلم والقهر عن كاهل الشعب الفلسطيني ،وكرس بشكل رسمي بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران لتصبح الجمهورية الإسلامية طرفا أساسيا واستراتيجيا في معادلة الصراع الوجودي مع قوى الاستكبار المعادية للأمة الإسلامية وفي مقدمتها أمريكا والصهاينة..
وقد كانت نظرته ثاقبة في تشخيص الوضع واستحدث وعياً جديداً في الأمة ليمكنها من استعادة دورها الجهادي في جميع الميادين بعد غياب وفراغ عميق للأمة ..
لهذا فإن انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان اكبر من ثورة ،بل تعد تحولاً عالمياً ومفصلاً تاريخياً ما بين الانحطاط والنهوض وما بين الحق والباطل ،فكانت فلسطين والقدس في عقل ووجدان الإمام،الذي اهتم بقضايا الأمة وأصبح زعيماً وقائداً ملهماً استطاع بقيادته وحنكته ودرايته أن يحطم ركائز الاستكبار العالمي وأدواته،وحمل هموم الأمة وعالج وشخص الوضع بشكل دقيق وكانت القضية الفلسطينية من أولوياته وكان الهدف من يوم القدس العالمي جمع المسلمين تحت راية الإسلام لمواجهة قوى الاستكبار العالمي والصهيونية..
وباعتبار إن اليمن كانت ومازالت تناصر قضايا الأمة العربية والإسلامية إلا أنه بعد ظهور المسيرة القرآنية بقيادة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه أصبحت القضية الفلسطينية حاضرة وأساس انطلاق من خلالها مشروع المسيرة القرآنية واستكمال لما كان يحلم به الإمام الخميني في أن تتوحد الأمة في قضية مركزية وعادلة لا يختلف عليها اثنان ،فكانت أولى اهتمامات السيد القائد في دعم القضية الفلسطينية وعمل المحاضرات في يوم القدس العالمي وطلب إحيائه وقد أعلن تعيين آخر جمعة من شهر رمضان يوماً عالمياً للقدس ،ويوم انتصار الحق على الباطل وفي هذا اليوم برهن الشعب اليمني بعد انطلاق المسيرة القرآنية ،عن طريق المظاهرات والمسيرات المليونية التي كانت تخرج وعبروا عن عدائهم الأصيل والثابت للكيان الصهيوني ورفعوا شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل الذي يعبر عن تشخيص حقيقي لأعداء هذه الأمة ..وأن يوم القدس هو يوم انتصار المستضعفين على المستكبرين..
وكان هذا التحرك هو التحرك الواعي والسليم لرفع حالة الوعي للأمة واستنهاضها بعد انبطاحها واستسلامها للمشروع الصهيوني لاسيما وأن هناك الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية طبعت مع إسرائيل وعملت علاقات على مستوى الاعتراف بالكيان الصهيوني بطريقة مباشرة وغير مباشرة ومنها تواجد سفارات لإسرائيل في بعض الدول العربية والإسلامية منها جمهورية مصر والأردن وقطر وتركيا وغيرها ..
ولكن الذي يؤكد أهمية يوم القدس العالمي هو ما يحصل في عالمنا العربي والإسلامي في هذه الفترة والمرحلة الخطيرة فقد كشفت التواطؤ والشراكة الحقيقية بين أكثر الدول وبين إسرائيل وهذا وضح في الحرب على سوريا واليمن الذي اثبت أن هناك مشروعاً أمريكياً صهيونياً غايته تقسيم وتفتيت المنطقة وخلق حالة الصراع والاقتتال وتدمير الدول التي تمثل خطاً مواجهاً ومقاوماً وممانعاً للهيمنة الأمريكية والصهيونية..
نعم اليمن تعد محل اطماع قوى الاستكبار لما تمثله من أهمية في منطقة شبه الجزيرة العربية ولما تتمتع به من موقع جغرافي استراتيجي مهم على الملاحة البحرية والتجارة العالمية لا سيما مضيق باب المندب من ناحية.
ومن ناحية وجود ثروات طائلة ومراكز للطاقة ،ولكن السبب الرئيسي في العدوان على اليمن والحرب الكونية ومحاولة استعماره هو مطلب أمريكي صهيوني ليس فقط لاهميتة الإستراتيجية وإنما لعلمهم بخطورة مشروع المسيرة القرآنية والصحوة الإسلامية التي قادها السيد الشهيد ويستكمل المسيرة السيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله وحالة الوعي المجتمعي التي احدثتها المسيرة القرانية والذي وجهت سخطها ضد دول الاستكبار أمريكا والصهيونية ..
ولكوننا جعلنا من أولوياتنا القضية الفلسطينية وجعلنا القدس القضية المركزية دفعنا الضريبة وتحالف العالم وتأمر المجتمع الدولي عينا وشنوا حرب كونية مع أدواتهم في المنطقة وتكشفت الحقائق بشكل جلي وواضح وتساقطت الأقنعة من الانظمة العربية ومنها حكام الخليج وعلى رأسهم ال سعود وال زايد ومن تحالف معهم ، الذين ينفذون المشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة ويحاربون بالوكالة وظهرت التحالفات مع الكيان الصهيوني بشكل صريح وهذا ثابت وموثق ولا يخفى على احد ..
ويجب أن لا تنحرف البوصلة ولا نتراجع عن مواقفنا الحقة في مناصرة قضايا الأمة ومنها قضية فلسطين وأن تكون هي قضيتنا المركزية مهما قدمنا من تضحيات في سبيل ذلك وما الحرب والعدوان على اليمن إلا جزء من المؤامرة على قضايا الأمة واضعافها لخدمة الصهاينة وتصفية القضية الفلسطينية،وهذا واضح من خلال المشاركة الفعليه للكيان الصهيوني في العدوان على اليمن والتحالف الصريح بين معظم الدولي العربيه المشاركة في عدوانها ..…
لذلك فإن فكر الشهيد القائد السيد حسين الحوثي رضوان الله عليه هو من يخيف الأمريكان والصهاينة والاعراب من دول الخليج لأنه فكر ينسجم والمنطق القرآني والإسلام المحمدي الاصيل ويشخص الواقع ويفضح حقيقته.