مع بداية الفصل الدراسي الثاني.. مدارسنا.. ميادين أخرى لمواجهة العدوان

 

تحقيق/عبدالله كمال
* مع بداية فصل دراسي جديد، ها هم طلابنا يعودون إلى مدارسهم، كلهم إصرار على الحياة، ويقين بأن العلم هو الضامن لاستمرارها.
يقفون بثبات في طابور الصباح، ليستمعوا للنشيد الوطني، ويرددون شعار الوطن “الله .. الوطن .. الثورة.. الوحدة… تحيا الجمهورية اليمنية” ذلك الشعار الذي تتقزم أمامه كل الشعارات، وتتلاشى في حضرته كل دعوات التمزق والتشرذم.
أطفال وشباب عادوا لمدارسهم، غير مكترثين بما يحيط بهم من ظروف قاسية خلفتها الحرب الدائرة رحاها منذ عامين، والعدوان الجائر بطائراته المدججة بالغدر.
إنه مشهد لا يسع الإنسان أمامه إلا أن يشعر بالفخر والزهو لأنه ينتمي إلى هذا الشعب، فاليمن لاتزال وستظل بخير، فهي موطن الإيمان والحكمة وموئل المجد والسؤدد.. مشهد لا يسع المرء أمامه إلا أن يقف إجلالا لهذا الشعب، ويحني هامته إكبارا لأولئك الذين أبوا إلا إفشال مخططات العدو التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا، ومن جملة ما تستهدفه العملية التعليمية والتربوية، ليقين العدو أنه باستهدافها يستهدف جيلا بكامله..
حق علينا أن نحني هاماتنا لكل تربوي، إداريين ومعلمين وموظفين، أولئك الذين لا يقل صمودهم عن صمود أبطالنا في مواقع الصمود والتضحية، ولكل أسرة دفعت بأبنائها وبناتها إلى المدارس رغم قسوة الظروف.. لكل من عمل ويعمل على توفير الكتاب المدرسي وتسهيل وصوله إلى أيدي الطلاب، لكل من استشعر الظرف وعرف حجم التحدي وقرر خوض غماره موقنا بالنصر.
هذا هو الإنسان اليمني الذي لا يعرف اليأس والقنوط مهما تحلقت من حوله الخطوب وأحاطت به النوائب.
إنها اليمن، ذلك الاسم الموغل في التاريخ، والمارد الذي قارع خطوب الدهر وخرج منتصرا من كل معاركه .. فكيف يمكن أن يفت في عضده عدوان غادر وتحالف ظالم سخر كل مقدراته لقتل اليمنيين وتدمير بلادهم؟.
ها هم طلابنا اليوم يعودون لمدارسهم وهاهم المعلمون والإداريون التربويون يقفون كل في مكانه، رغم مضي نصف عام بلا مرتبات بعد عجز الخزينة عن دفعها نتيجة لما تواجهه البلاد من عدوان وحصار جائرين. الجميع هنا في عموم مدارس البلاد يحتشدون ليشكلوا لوحة حافلة بالصمود والتحدي، عنوانها هنا اليمن وهذا هو الإنسان اليمني الذي لن يستسلم مهما امتدت الحرب واتسعت هوتها.. هنا اليمن الذي لن ينهزم ولن يذل ولن يقهر.. اليمن الذي سيظل يزرع الأمل وينشد الخير والسلام، مهما أقحمه الأوغاد في حرب لم يكن له خيار إلا مواجهتها.
تصوير/ عادل حويس

 

قد يعجبك ايضا