■حماية الآثار : نهيب بالمنظمات الدولية حماية تراث اليمن ونحتفظ بحقنا القانوني في مقاضاة العدوان
متحف ذمار الإقليمي يْسوى بالتراب .. وقلعة باجل أضرارها بالغة
■ مدير آثار ذمار السابق : سعينا على مدى (15) عاما لبناء المتحف وفي لمحة عين يدمر جريمة بكل المقاييس
■ مدير آثار الحديدة : استهداف قلعة باجل ألحق بها أضراراٍ بالغة ولا وجود لأي مظاهر مسلحة فيها
يتواصل مسلسل الحقد والعدوان على اليمن من قبل المملكة السعودية ومن ورائها إسرائيل وأمريكا وها هو العدوان يدخل شهره الثالث وكل يوم يستمر فيه العدوان يتعمق في نفوس اليمنيين ويترسخ في أذهانهم مدى البشاعة والكراهية اللتين تحملهما مملكة آل سعود لليمن أرضا وإنسانا في صورة تبين زيف وكذب مايدعون هم ومن تحالف معهم وعلى رأسهم أولئك الذين خانوا وطنهم وباعوه في أسواق النخاسة سعيا إلى تحقيق مكاسب مادية على حساب دماء وأشلاء أبناء ونساء وأطفال وطنهم .
العدوان امتد بحقده إلى ماضي اليمن وتاريخه العريق فرغم النداءات العالمية للمنظمات الدولية المعنية بحماية التراث الإنساني وعلى رأسها اليونسكو والتي وجهت نداء إلى دول العدوان بتجنب استهداف مواقع التراث الثقافي في اليمن إلا أن العدوان وبدافع الحقد الذي يحركه جعله يشن حربا على اليمن واليمنيين ليدمر ما تمتلكه من مقومات وحضارة .
ولا يمضي أسبوع دون أن يكون لمواقع التراث الثقافي نصيب من هذا الحقد الدفين فقد استهدفت العديد من المواقع والمعالم منذ بدء العدوان الغاشم كان آخرها يوم السبت الماضي باستهداف قلعة باجل الأثرية وقبلها بيوم واحد جريمة لن ينساها التاريخ ولن تنساها ذاكرة اليمنيين وستظل شاهدة على بشاعة هذا العدوان عندما تم استهداف متحف ذمار الاقليمي وتدميره تدميرا كاملا بما يحتويه من قطع أثرية نادرة لا تقدر بثمن , الآلاف من القطع الأثرية دمرت وانتهت وبحسب المعنيين لم تسلم من هذا التدمير سوى القليل جدا من القطع الاثرية حيث يؤكد الأخ شداد العليي مدير عام الآثار والمتاحف بمحافظة ذمار أن قرابة (12)الف قطعة أثرية متنوعة ( تماثيل _ منحوتات- عملات نحاسية وفضية وذهبية – مخطوطات , وغيرها) دمرت وأن مايقارب (500) قطعة فقط هي ما تم انتشالها واخراجها سليمة من بين الركام .
حقد سافر
رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف الأخ مهند السياني والذي اصدرت هيئته العديد من بيانات الاستنكار والإدانة لعمليات الاستهداف التي تنفذها طائرات تحالف العدوان ضد مواقع التراث اليمني كان آخرها البيانين المنفصلين اللذين اصدرتهما مطلع الأسبوع الجاري عندما استهدف العدوان متحف ذمار الإقليمي وقلعة باجل الأثرية .
حيث أكد رئيس الهيئة أن ماتعرض له متحف ذمار من استهداف نتج عنه تدمير المتحف بشكل كامل وتسويته بالأرض ينم عن حقد سافر من قبل السعودية تجاه تراث اليمن الثقافي فمتحف ذمار الذي يعد مؤسسة علمية لتاريخ اليمن وحضارته ورمزا وطنيا انفقت عليه الدولة عشرات الملايين لإنشائه بمواصفات عالمية يمثل استهدافه جريمة بحق اليمنيين بل والتراث الإنساني بشكل عام وجريمة حرب لا تسقط بالتقادم .
وأشار إلى أن استهداف قلعة باجل تمثل صورة أخرى من صور هذه الحرب وأدى استهدافها إلى تدمير أجزاء كبيرة منها وبالتالي ستعمل الهيئة على استخدام حقها القانوني في مقاضاة العدوان ومن يقف وراءه وعلى رأسها المملكة السعودية في استهدافهم الغاشم لمواقع التراث اليمني .
وناشد السياني المنظمات الدولية والمحلية والنقابات والشخصيات الاجتماعية وكل أبناء اليمن الغيورين على تراثهم الذي يتم استهدافه دون مراعاة واحترام لهذا التراث الإنساني المحمي بالمعاهدات والمواثيق والأعراف الدولية فالجميع مطالب بحماية التراث اليمني والعمل على محاسبة من يستهدفونه وفي مقدمتهم دول العدوان .
المواقع والمعالم التي استهدفها العدوان
وبموجب احصائيات وزارة الثقافة وهيئتي الآثار والمدن التاريخية فقد استهدف العدوان منذ بدئه العديد من المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية تم حصرها والأضرار التي لحقت بها جراء العدوان وإرسالها إلى منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة فقد شكلت لجنة لمتابعة جرائم العدوان بحق التراث الثقافي برئاسة وكيل قطاع الآثار والمدن التاريخية الدكتورة امة الملك الثور وعضوية مسؤولين ومختصين من الهيئتين .
ويؤكد الأخ عبدالكريم البركاني نائب مدير عام حماية الآثار والممتلكات الثقافية بهيئة الآثار وعضو اللجنة أن المواقع التي تم استهدافها متنوعة بعضها استهدف بصورة مباشرة وأخرى استهدفت بصورة غير مباشرة بيد أن الاستهداف سواء كان مباشرا أو غير مباشر يمثل استهدافا مقصودا ويندرج ضمن جرائم الحرب .
وبحسب البركاني فقد شمل العدوان مسجد علب الحمراء الأثري بمديرية سنحان صنعاء وتم تدميره بصورة كاملة وكذا مدينة صرواح ومدينة براقش الاثريتين بمحافظة مأرب (تدمير جزئي)- متحف عدن وقلعة صيرة (تدمير جزئي) – مواقع أثرية في مدينة الحوطة بلحج (تدمير جزئي)- مسجد الأمام الهادي وقلعة القشلة وسور صعدة القديمة وحمام قديم وقلعة القفل بمديرية ساقين بمحافظة صعده (تدمير جزئي) – منازل في مدينة صنعاء القديمة (تدمير جزئي) – مدينة فج عطان بصنعاء (جزئي) – مدينة زبيد التاريخية معالم ومنازل (تدمير جزئي)- قلعة القاهرة يتعز (تدمير جزئي)- المتحف الوطني ومتحف الموروث الشعبي بأمانة العاصمة (تدمير جزئي)- دار الحسن التاريخي بالضالع (جزئي) .
جريمة مروعة
وأوضح البركاني أن آخر جرائم العدوان المروعة بحق تراث اليمن هو تدمير متحف ذمار الاقليمي بصورة كاملة نتج عنه تدمير الكثير من القطع الأثرية تقدر بالآلاف أبرزها منبر تاريخي للمسجد الكبير بذمار يعود تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الثالث الهجري كان موجودا في المتحف بالإضافة إلى استهداف قلعة باجل في اليوم التالي (السبت الماضي) وتضررت أجزاء منها .
وأضاف : إزاء هذه الهجمة الشرسة للتراث اليمني نحمل ما يسمى بدول التحالف بقيادة المملكة السعودية المسؤولية الكاملة والأخلاقية لهذا التدمير والعبث ووزارة الثقافة والهيئات المعنية تعمل من خلال لجنة تم تشكيلها لمتابعة وتوثيق تلك الجرائم وحصرها وجمع البيانات اللازمة ليتم بعدها رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية ضد التحالف وتصرفاته غير المسؤولة إزاء التراث اليمني .
هذا وكانت الغارات العدوانية قد تواصلت على قلعة القاهرة التاريخية بمدينة تعز أواخر الأسبوع الماضي ومطلع الجاري وسط تحذيرات ومخاوف الاوساط المعنية من خطورة استهداف هذه القلعة التاريخية الهامة والكارثة التي قد تحل بالأهالي الساكنين أسفل القلعة إذا ما حدثت انهيارات لجدران القلعة فوق منازلهم .
مأساة متحف
ولمعرفة المزيد حول متحف ذمار الاقليمي وحجم الأضرار التي لحقت بالقطع الأثرية ومحتوياته أوضح الأخ شداد العليي مدير عام آثار ذمار أن المتحف تعرض لعدوان غاشم بصاروخ كبير أدى إلى تدميره بشكل كامل الأمر الذي نتج عنه تدمير مايقارب (12) ألف قطعة أثرية وعلى مدى خمسة أيام متواصلة من العمل مع فريق الآثار بمكتب ذمار تم انتشال (500) قطعة أثرية فقط سليمة بينما تدمرت بقية القطع حيث كان يحوي المتحف أكثر من (12500) قطعة أثرية متنوعة ( تماثيل وبرونزيات وفخاريات وأدوات خشبية وعملات معدنية وفضية وبرونزية وذهبية وغيرها ) كما نتج أيضا عن هذا العدوان أضرار بالغة على الموقع الاثري الذي يوجد فيه المتحف وهو موقع هران الأثري .
وأضاف مدير آثار ذمار: أن تدمير متحف ذمار يمثل جريمة بحق اليمن أرضا وإنسانا فالمتحف كان يضم بداخله كنوزا أثرية وتاريخية لأهم الحضارات على مستوى العالم وهي الحضارة اليمنية سواء في العصور الحجرية أو البرونزية أو عصور ماقبل التاريخ وعصر التاريخ والعصر الإسلامي وقصف هذا المتحف بما فيه من قطع أثرية مختلفة وتدميره يعد جريمة في حق الإنسانية جمعا فقد كان صرحا ثقافيا وسياحيا وعلميا هاما إذ يعد أول متحف إقليمي في اليمن .
وأكد شداد أن المتحف بحالته وبقاياه سيظل متحفا وسنعمل على أن يكون الموقع مزارا مفتوحا وشاهدا حيا لمدى الحقد والكراهية التي حملها هذا العدوان الغاشم بقيادة المملكة وسوف يتم إعادة تسويره بما يحويه من خراب وتزويده بمعرض صور للمتحف ومحتوياته قبل قصفه وحالته بعد قصفه حتى يظل شاهدا للأجيال القادمة لأن مثل هذه الجرائم لابد أن تظل راسخة في ذاكرة الأجيال القادمة كون هذا العدوان نال مما هو حق لهم .
تدمير ثاني أقدم منبر في العالم
من جهته أوضح الأخ علي السنباني مدير عام الآثار والمتاحف بذمار سابقا أن متحف ذمار انتهى تماما لأن الصاروخ استهدفه مباشرة في الوسط وأنهى ما بداخله باستثناء القليل من القطع.
وقال : لم استوعب الغرض أو الفكرة من تدمير هذا المتحف فلم يكن أبداٍ مخزنا للأسلحة أو يحوي مظاهر مسلحة ولا نعلم لماذا هذا الاستهداف البشع, هل وراءه حقد أم خونة من امراض وضعاف النفوس بالداخل ولن ننسى كم من الوقت ونحن نسعى لإنشاء هذا المتحف وحجم المعاناة في المتابعة والمطالبة بإنشائه حيث مكثنا اكثر من (15) عاما مطالبات ومعاملات لدى الجهات العليا حتى تم بناء هذا المتحف الذي كان يعد اكبر متحف في اليمن تم بناؤه وفق الطرق الحديثة في البناء المتحفي وعلى مدى (30) عاما تم تجميع القطع الأثرية التي كان يحتويها وفي لمحة بصر وطرفة عين يتم تدميره بهذا الشكل فعلا مأساة كبيرة وجريمة لا يمكن استيعابها .
وأكد أن لجنة تم تشكيلها تعمل منذ أيام من أجل تجميع ما يمكن تجميعه من القطع الأثرية التي وصلت وأحجار المتحف إلى مسافات بعيدة جراء هذا القصف وماتم إخراجه من قطع سليمة تم نقلها إلى غرفة في إدارة الأمن تمهيدا إلى نقلها إلى غرفة محصنة وآمنة في البنك المركزي بذمار لأن ضرب المتحف صادف يوم الجمعة إجازة تبعاه السبت إجازة أيضا .
وأضاف : الكثير من القطع الأثرية انتهت تماما وقطع أخرى تدمرت جزئيا وأهم الآثار المدمرة المنبر القديم التابع لجامع ذمار الكبير الذي كان يعد أقدم منبر في الجزيرة العربية وثاني أقد منبر في العلم بعد منبر جامع القيروان وهو المنبر الذي كان يحمل زخارف إسلامية نادرة جدا (طراز سامراء ).
واستنكر هذا الاعتداء الغاشم على المتحف واعتبره كارثة وتصرفاٍ همجياٍ لا يمكن ابدا استيعابه أو تبريره أو تقبله فالمتحف مؤسسة ثقافية لجميع أبناء الوطن وليس محسوبا لفئة دون أخرى .
حقد دفين وراء العدوان
ومن محافظة ذمار ومأساتها إلى محافظة الحديدة وقلعتها العريقة, قلعة باجل التي تطاولت عليها صواريخ العدوان الغاشم يوم السبت الماضي بعد يوم واحد من تدمير متحف ذمار, وتيرة تخريب متواصلة بحق تراث اليمن, وهنا تحدثنا إلى الأخ احمد عمر ديك مدير عام الآثار والمتاحف في محافظة الحديدة والذي أوضح أن القلعة تعرضت لهجوم شرس فجر السبت الماضي من قبل طائرات العدوان السعودي أدى إلى تضرر أجزاء كبيرة من القلعة التي تبعد العديد من الكيلومترات عن اقرب المواقع العسكرية إليها ولا وجود لأي مظاهر مسلحة بهذه القلعة وهذا يظهر على حد تعبير بريك الأسباب والدوافع الحقيقية وراء عدوان آل سعود على اليمن وهي أسباب كما قال تستند إلى حقد دفين تضمره هذه العائلة لشعب اليمن فلماذا يستهدفون البنى التحتية والأطفال والنساء والآثار, الغرض من ذلك هو ارجاع اليمن إلى الوراء وتدمير كل ما يمثل قيمة لهذا الشعب, بمعنى آخر تدمير اليمن أرضا وإنسانا شعبا وحضارة فاستهداف المواقع الأثرية التاريخية في عموم المحافظات الهدف منه طمس الهوية الثقافية الأصيلة لهذا الشعب التي تمثل مصدر ازعاج لآل سعود لأن اليمنيين يتفاخرون بها .
وأشار إلى أن هذا العدوان قد يكون مكملا لحالات أخرى كانوا يقومون بها في أوقات سابقة حيث يسعون إلى تدمير مواقع التاريخ اليمني بحجِة بناء مساجد جديدة على انقاض مساجد تاريخية يتم هدمها وكل ذلك بتمويل خارجي .
ولفت إلى انه تم توثيق وحصر الأضرار بالقلعة والرفع بها إلى الجهات المعنية ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الدول التي تمارس العدوان على اليمن وشعبه .