مستشفى عام يتحول إلى سوق تجاري في الضالع


الحديث بطبيعة الحال عن مستشفى النصر العام بمحافظة الضالع بحاله الذي لا يسر عدواٍ أو صديقاٍ فعن وضعه الحالي حدث ولا حرج أما عن الاعتداءات المتكررة على مبانيه, والأخير ضع عليه ألف علامة استفهام¿! حيث تحول هذا الصرح الطبي الشامخ إلى سوق تجاري لبيع السلع التجارية المختلفة في ظل غياب وصمت الجهات المعنية .
إنها باختصار تفاصيل الجريمة الشاخصة بوجهها بنذر الكارثة التي توشك أن تطبق على أبناء المحافظة.
“الثورة” ذهبت إلى عين المكان في مهمة لاستجلاء الحقيقة.. وكانت المحصلة كالتالي:

* لتكن البداية مع المواطن/ مراد حسن بليم حيث قال:
للأسف الشديد باتت الأوضاع بمستشفى النصر لا تسر عدواٍ أو صديقاٍ وما يجري اليوم من استيلاء على العديد من مرافق المستشفى عملاٍ غير حضاري ولا ينسجم مع الفعل الثوري الذي نطالب به.
وأردف: إن الصدمة الكبرى حين يتم تحويل المستشفيات إلى كانتونات يتقاسمها أشخاص وتحويلها لمصالحهم الخاصة وهو ما يحصل اليوم في مستشفى النصر العام بالضالع حيث أقدمت مجموعة من الأشخاص بالاستيلاء على مساكن الأطباء واقتحام المساحات والمنافس الخاصة بالمستشفى والبناء عليها وفتحها محلات تجارية الأمر الذي سيحرم الآلاف من المواطنين من الخدمات التي يقدمها هذا المستشفى.
واختتم حديثه بالقول: السبب الرئيسي لما آل إليه مستشفى النصر لم يأت من فراغ أو عن طريق الصدفة بل جاء نتيجة غياب الدولة الأمر الذي ترك فراغاٍ أمام مثل هذه الظواهر اللا أخلاقية والمجردة من الإنسانية وروح السلام وبصراحة إن ما يجري بهذا الصرح الطبي يعد عملاٍ فوضوياٍ يعطل مصالح الناس ويستبيح المحظور بحكم قانون غائب.
الملجأ الوحيد
* الأخ / يوسف الدرويش جاءت إجابته عن الوضع الحالي للمستشفى بالقول:
يعد مستشفى النصر العام من أهم المرافق الصحية بالضالع باعتباره الملجأ الوحيد الذي يقصده المرضى للتخفيف من معاناتهم وآلامهم وبالرغم من كونه كذلك – أي مستشفى النصر العام- قامت مجموعة مسلحة بالبسط على مساحات شاسعة للمستشفى.
مضيفاٍ: إن ما يزيد الطين بله هو تحويل المستشفى إلى سوق تجاري يقصده العديد من الناس لشراء احتياجاتهم في ظل غياب واضح وصريح للجهات المعنية في الوقت الذي يقاسي فيه المرضى الآمرين نتيجة الازدحام وإزعاج المتسوقين لذا أتمنى من الجهات المعنية سرعة التدخل للحد من هذا التصرف غير اللائق والمجرد من الإنسانية.
تهديد الأطباء
أما الدكتور عادل عباس أحد الأطباء العاملين بالمستشفى فقال:
من المفترض أن تكون المرافق الصحية بعيدة عن الإزعاج والأماكن المزدحمة بالسكان لتعطي المريض نوعاٍ من الراحة النفسية إلا أنه وللأسف تفاجأنا بتحويل مستشفى النصر العام إلى مكان خاص للتسوق.
وأضاف: في الآونة الأخيرة أقدمت مجموعة مسلحة على إخراج أحد الأطباء العاملين بالمستشفى – روسي الجنسية- والذي قد خصص له شقة خاصة لسكنه من العمارة التي خصصت كسكن للأطباء الأجانب والمحليين القادمين من خارج المحافظة للعمل بالمستشفى تحت تهديد السلاح وقامت بإخراجه من شقته بالقوة في الوقت الذي تبرر فيه العناصر المسلحة وجود أيادُ نافذة بالصحة قامت بتقاسم المباني والمساحات المخصصة للمستشفى بطرق غير شرعية.
عدم تعويضنا
* كما التقينا الأخ وجدي عبدالله مثنى أحد الأطراف الذين قاموا بالبناء في حرم المستشفى حيث قال:
إن الأرض التي تم بناء المستشفى عليه وكذا المباني الملحقة فيه هي من أملاكنا التي أخذتها الدولة وحرمتنا منها سنين طويلة بالرغم من الأحكام التي أصدرتها المحاكم والتي تقضي بتعويضنا إلا أننا وحتى اللحظة لم نجد من ينفذ هذه الأحكام.
واستطرد: هناك عدد ممن بسطوا على مباني جاهزة من ملحقات المستشفى مستغلين في ذلك أنهم يعملون في إدارة المستشفى وقاموا بتمليكها لأنفسهم ومن دون وجه حق ناهيك عن الأشخاص الذين ملكتهم الدولة سابقاٍ وهذا كله على أرضنا.
وأضاف: سبق لنا وأن وافقنا على بناء المستشفى على أملاكنا شريطة أن يتم تعويضنا وبحسب حكم محكمة الضالع الابتدائية وبشرط أن تكون مصلحة عامة للجميع أما أن يأتي الآخرون ويتقاسمون أرضنا ونحن نتفرج فهذا مرفوض فنحن أحق بأرضنا من الغير خاصة عندما رأينا الآخرين يتقاسمون أرضنا وكذا المباني التابعة للدولة المبنية عليها.
مختتماٍ: إذا لم تقم الدولة بتعويضهم عن أملاكهم وتعيد كل الأملاك المسلوبة للدولة فإنه سوف يتم إقفال المباني المتبقية بالمستشفى.
غياب الدولة
* الأخ / عبد الرقيب قزيع أحد أعضاء الغرفة التجارية بالمحافظة يقول:
الضالع بريئة من هذه الأعمال والتي تعد دخيلة على أبناء الضالع والتي ظهرت مؤخراٍ بفعل غياب النظام والقانون وتحويل الملكية العامة إلى ملكية خاصة وكما هو حاصل اليوم في العديد من المنشآت العامة ومن أهمها مستشفى النصر العام الذي قام العديد من الأشخاص بالتقاسم لمبانيه والبناء على مساحاته وتحويله إلى محلات تجارية لذا فنحن ندين ونستنكر هذه الأعمال وندعو الجهات المعنية بوضع حدُ لهذه المهزلة.
غياب هيبة الدولة
* ومن ثم عرجنا إلى مكتب مدير عام مكتب الصحة الأخ محسن الكوكبي وطرحنا عليه المشكلات التي يعاني منها مستشفى النصر العام حيث قال: البلاد أصبحت فوضى في ظل عدم احترام النظام والقانون وغياب هيبة الدولة ليصبح الملك العام مستباحاٍ في كل المناطق ليس بمحافظة الضالع فحسب بل في العديد من محافظات الجمهورية.
وأضاف: ليس على مكتب الصحة في المحافظة صرف التعويضات للمتضررين ولا للذين يدعون ملكيتهم لهذه الأرض ولا نمتلك أيضا القوة الأمنية التي يتسنى لنا من خلالها ردع المخالفين فنحن لا نستطيع حتى حماية أنفسنا حيث وقد أصبحنا مستهدفين بدرجة رئيسية وقد سبق لنا وأن رفعنا إلى الجهات المختصة لضبط ومحاسبة المعتدين ولكن للأسف لم يتم محاسبة أحد بل ما قمنا به عاد بنتائجه بالرغم من التهديدات لنا بالتصفية وغيرها من التهديدات والمشكلات التي تحملناها ونتحملها بسبب عدم قدرة الجهات المعنية في حل المشاكل.
واختتم بالقول: بالنسبة للشقة التي أعيش فيها والواقعة في سكن الأطباء العاملين في المستشفى فقد صرفت لي من قبل مدير عام المستشفى السابق بطريقة رسمية حيث كنت أعمل بالمستشفى كطبيب وحين قررت تسوير الشقة اعترضني أحد ملاك الأرض وليتسنى لي بناء السور قمت بشراء الأرض من المالك.

قد يعجبك ايضا