من صنعاء إلى الضاحية: صواريخ تنتظر الإشارة... والميدان يتّسع
الوعد الصادق 3… طهران تضرب وتغيّر وجه الشرق الأوسط وتُسقط أسطورة التفوق الصهيوني
الثورة / ماجد الكحلاني
في فجر الجمعة 13 يونيو، استيقظت طهران على أكبر هجوم جوي تتعرض له منذ الحرب العراقية-الإيرانية. أكثر من 200 طائرة مقاتلة إسرائيلية، بتخطيط استخباراتي أمريكي مباشر، نفذت عملية معقّدة تحت اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت أكثر من موقع عسكري داخل العمق الإيراني.
الضربات جاءت كثيفة ومتزامنة، وتركّزت على طهران، نطنز، أراك، شيراز، بوشهر، وقم، وأسفرت عن استشهاد أبرز قيادات الصف الأول في المؤسسة العسكرية الإيرانية، من بينهم اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، واللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان، والجنرال إسماعيل قآني، قائد فيلق القدس.
كما طالت الضربات منشآت نووية وعلماء بارزين، أبرزهم الدكتور فريدون عباسي، في ما اعتبرته طهران “محاولة مدروسة لإعدام الجمهورية الإسلامية من الرأس».
الصدمة والرد: “الوعد الصادق 3”
لم تنتظر إيران أكثر من ساعات لترد. ومع غروب شمس اليوم ذاته، انطلقت عملية “الوعد الصادق 3”، في واحدة من أكثر العمليات العسكرية تنسيقًا في تاريخ الحرس الثوري، بإشراف مباشر من العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوفضائية.
150 صاروخاً باليستياً من طراز “قيام”، “ذو الفقار”، “سجّيل”، و”خيبر شكن”، إلى جانب 100 طائرة مسيّرة انتحارية من نوع “آرش”، دكت أهدافاً في العمق الإسرائيلي بدقة غير مسبوقة.
الصواريخ الفرط صوتية من طراز “فتاح”، التي تجاوزت سرعتها 5 ماخ، اخترقت الأجواء الصهيونية، مستهدفة وزارات أمنية، قواعد عسكرية، ومطارات استراتيجية. قلب تل أبيب اهتز، وحيفا احترقت، وعسقلان غُمرت في النيران، فيما أعلن الإعلام العبري “حالة انهيار تكتيكي مؤقت في شبكة الدفاعات الجوية”.
سقوط الأسطورة: الطائرات الشبحية F-35 تسقط لأول مرة في التاريخ
في تطور استراتيجي غير مسبوق، أعلنت إيران رسمياً إسقاط طائرتين إسرائيليتين من طراز F-35I «أدير”، وهي النسخة المعدّلة خصيصًا لتفادي الرادارات.
المنظومات الإيرانية “باور 373” و”خرداد 15” كشفت الطائرتين فور دخولهما المجال الجوي الإيراني، وتعقبتهما حتى إصابتهما. الطياران، وفق مصادر إيرانية، أطلقا نداءات استغاثة قبل اختفائهما عن الرادارات. سقوط هذه المقاتلات لم يكن مجرد إنجاز عسكري، بل زلزال نفسي ضرب الصناعات الدفاعية الأمريكية، وفضح تراجع “الهيبة التكنولوجية” للغرب أمام تكنولوجيا المقاومة المصنّعة محليًا.
■ ليلة الرعب وصافرات الإنذار لا تتوقف
فجر السبت 14 يونيو، تحولت تل أبيب الكبرى إلى ساحة حرب مفتوحة. صافرات الإنذار دوّت في أكثر من 17 مدينة، والانفجارات تتابعت بوتيرة جنونية. شبكات الكهرباء انهارت، وألسنة اللهب تصاعدت من مبنى وزارة الأمن في “الكرياه”، ومنشآت في هرتسيليا وعسقلان. مشاهد الهلع في محطات القطارات والملاجئ، وتكدّس السكان في الأنفاق، رسمت صورة مقلوبة لما كان يسمى “ملاذًا آمنًا” لليهود. القبة الحديدية فشلت في اعتراض نصف الصواريخ، فيما نقل السفير الأمريكي تحت حراسة مشددة إلى ملجأ محصّن بعد سقوط صواريخ قرب مجمع السفارات.
قواعد اشتباك تغيّرت ومفاهيم عسكرية اندثرت
عملية “الوعد الصادق 3” لم تكن مجرد رد انتقامي، بل إعلان واضح أن إيران أصبحت فاعلًا مباشرًا في معادلة الردع الإقليمية. القواعد تغيّرت: أي استهداف للمنشآت النووية أو القيادات الإيرانية سيقابَل بردّ في العمق الإسرائيلي، وليس عبر وكلاء أو ساحات ثالثة. كما أن فشل أنظمة “ثاد” و”حيتس” في حماية سماء “غوش دان” أكّد أن التفوق الجوي الصهيوني بات مجرد وهم. القيادة الإيرانية أعلنت أن “الرد القادم سيكون أوسع إذا تكررت الاعتداءات”، بينما أكد الرئيس بزشكيان أن “زمن الضربات من دون عقاب قد انتهى».
تل أبيب المرتبكة: انكشاف جبهة الداخل وبداية الانهيار النفسي
المشهد داخل الكيان الصهيوني كان أشبه بانهيار جماعي. الإعلام العبري تحدث عن شلل مؤقت في السيطرة الجوية، وارتباك في اتخاذ القرار. وزير الحرب أصيب بحسب الأنباء المتداولة، وتم إخلاء مقر الحكومة إلى ملاجئ محصّنة. فيما أنباء متوترة صدرت عن نتنياهو ويسرائيل كاتس، تعكس حالة فقدان السيطرة. أكثر من 30% من الرحلات الجوية أُلغيت، وأسواق المال اهتزت، بينما سجلت أسعار النفط قفزة تجاوزت 12%. للمرة الأولى منذ عام 1948، يشعر الصهاينة بأن “ملجأهم الأخير” لم يعد آمناً.
تل أبيب تحاول فتح جبهة الاقتصاد
في محاولة لتشتيت الانتباه الإيراني، شنت طائرة مسيّرة إسرائيلية هجوماً على منشأة في حقل بارس الجنوبي في بوشهر، أحد أهم مشاريع الغاز الإيراني. الهجوم أدّى إلى انفجار محدود في أحد خطوط الإنتاج، سرعان ما تمت السيطرة عليه. إلا أن الرسالة كانت واضحة: “تل أبيب” تحاول خلط الأوراق وتوسيع رقعة المواجهة، بعدما فشلت في فرض معادلة جوية ناجحة. لكن الردّ لم يأتِ صوتيًا هذه المرة، بل عبر استمرار عمليات القصف المركّز داخل العمق الصهيوني.
المواقف الدولية: صمت غربي وتضامن إسلامي لافت
بينما التزمت الولايات المتحدة الصمت الرسمي، مكتفية بتأكيد “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، انطلقت عواصم إسلامية في مواقف تضامن غير مسبوقة. اليمن، باكستان، العراق، سوريا، لبنان، الجزائر، وحتى سلطنة عمان، التي نادرًا ما تُعلّق، عبّرت عن دعمها لطهران. روسيا والصين أدانتا العدوان الإسرائيلي محذرتين من “تفجير الإقليم بأكمله”. أما الأمم المتحدة، فاكتفت بلغة دبلوماسية هزيلة، دعت فيها إلى “ضبط النفس” دون إدانة واضحة للمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل.
تفكك الردع الإسرائيلي: القبة الحديدية تحترق مع الأكاذيب
سقوط أكثر من نصف الصواريخ الإيرانية على العمق الإسرائيلي كشف هشاشة ما كان يُسوَّق لسنوات على أنه “سور الأمن”، وأجهز على ما تبقى من ثقة الشارع الإسرائيلي بمنظومة الردع. الصحف العبرية وصفت الوضع بـ”الانهيار الرمزي للدفاعات الوطنية”، بينما تحدث قادة عسكريون سابقون عن “صيف أسود” سيبقى في ذاكرة إسرائيل لعقود.
التحولات الكبرى: هل انتهى عصر الهيمنة الصهيونية؟
المعادلة تغيّرت. لم تعد إسرائيل فوق القانون أو خارج الاستهداف. الجمهورية الإسلامية، التي حوصرت لأربعة عقود، أثبتت أنها لا تُقهر، وأن مشروع التطبيع، والمراهنات على “تفوق الجو” و”الردع من طرف واحد”، قد دُفِنَ تحت أنقاض برج الأمن في تل أبيب. صواريخ “الوعد الصادق” لم تكن مجرد أدوات تدمير، بل رسائل سياسية، إعلان قيام شرق أوسط جديد تصوغه المقاومة وتُوقّعه بمداد اللهب.
من يطرق باب طهران… فليتوقع الآذان من تحت الركام
كما قال المرشد الأعلى علي خامنئي: “من يطرق باب طهران سيُقصف في قلب تل أبيب”. هذه ليست مجرد عبارة، بل مبدأ عسكري جديد في الإقليم. لقد سقطت نظرية “الضرب والفرار”، وتحوّلت المقاومة من متلقٍ لضربات العقاب، إلى صانع لقواعد الاشتباك. ومن نطنز إلى الكرياه، ومن حيفا إلى بوشهر، ومن اليمن إلى الضاحية، بدأ فصل جديد من الصراع… تكتبه الأمة بصوت النار.
✦ النهاية مفتوحة… لكن البوصلة انحرفت عن تل أبيب
اليوم، في قلب المواجهة، لا تعود الأسئلة إلى حجم الضربات، بل إلى ما إذا كانت إسرائيل قادرة أصلًا على تحمّل استمرار هذا الشكل من الردع الذكي والعميق. الشرق الأوسط يعاد تشكيله الآن، لا عبر مؤتمرات باريس وواشنطن، بل عبر بطاريات “سجّيل” ومنصات “آرش”. ومن لا يفهم لغة الصواريخ… سيقرأ التاريخ وهو محاصر في ملجأ.