العملية التعليمية..تتأرجح!


تحقيق / هشام المحيا –
*الجامعات اليمنية تعود إلى حالة الاستقرار بعد مد وجزر الاضطرابات الأمنية

منذ العام 2011م والجامعات اليمنية تعيش حالة من الاضطراب الأمني شبه المستمر إلى درجة أن بعضها تحولت إلى ساحات للمعارك المسلحة الأمر الذي كان يستدعي بالضرورة إغلاقها ووقف الدراسة فيها بل إن بعضها كررت العملية مرات عديدة على غرار جامعة صنعاء مما أثر سلبا على سير العملية التعليمية الجامعية في اليمن وبعد التطورات الأخيرة في اليمن والتي انتهت بتوقيع اتفاق السلم والشراكة بين كافة القوى السياسية عادت أغلب الجامعات إلى حالة الاستقرار لتمارس نشاطها التعليمي بعد أن تولت اللجان الشعبية حماية أمن بعض الجامعات وقوبلت بارتياح كبير بينما تقوم قوات المنشآت بحماية جامعات أخرى .. التفاصيل في التحقيق التالي:

منذ العام 2011م وبالتحديد قبل تاريخ 11فبراير كان طلاب الجامعات اليمنية يطالبون جامعاتهم والحكومات المتعاقبة بتحسين الأوضاع التعليمية في الجامعات بدءاٍ بتوسيع البنية التحتية ومرورا بتحديث وتطوير المناهج وانتهاءٍ بتوفير مجانية التعليم والكادر الأكاديمي والمعامل غير أن السحر انقلب على الساحر فبعد حوالي أربعة أعوام من الجهر بهذه المطالب تنازل الطلاب عن كل هذه المطالب ولو مؤقتا واكتفوا بالحفاظ على ما هو الآن في أيديهم فقد عملت الصراعات بين الفرقاء على تعطيل العملية التعليمية في الجامعات في الكثير من الأوقات وأقحمتها داخل مربع الصراعات بل وحولتها إلى ساحات مفتوحة للمواجهات بين الجهات المتصارعة ولم تقتصر تداعيات الانفلات الأمني على تقطع زمن السنة الدراسية فحسب بل أدخلت الطلاب والطالبات في حالات نفسية صعبة ستؤثر على مستقبلهم المهني والعملي على المدى القريب والمتوسط وذلك حسبما أفاد به مختصون .
اليمن اليوم
في آخر موجة عنف أصابت اليمن تعرضت بعض الجامعات كالعادة لتلك الموجة وأخذت نصيبها من المعارك وتوقفت الدراسة فيها كجامعتي صنعاء وإب إلا أنه وبمجرد توقيع الأطراف السياسية لاتفاقية السلم والشراكة عاد الاستقرار إلى الجامعات المضطربة وكان آخرها جامعة إب التي أعلنت استئناف الدراسة بعد توقف المواجهات المسلحة .
انضباط وارتياح
في بادئ الأمر عندما تولت اللجان الشعبية جامعة صنعاء كان الأمر غير مرغوب لدى بعض العاملين وكذا بعض الطلاب في الجامعة على اعتبار أن اللجان الشعبية مجرد مجاميع شعبية مسلحة لن تؤدي دور أمن الجامعة كما يفترض ومع مرور الوقت تبين أن هذه اللجان هم من طلاب جامعة صنعاء قاموا بمهام حماية جامعتهم لا أقل ولا أكثر .
الدكتور سنان المرهضي نائب رئيس جامعة صنعاء لشئون الطلاب تحدث عن الاختلالات الأمنية في الجامعة ومستوى أداء اللجان الشعبية في الوقت الحالي فقال “في الحقيقة نحن في جامعة صنعاء اكتسبنا مناعة ضد الاختلالات الأمنية ولم نعد نتأثر بها كثيرا” المرهضي قال ذلك في إشارة منه إلى عمق الجرح الأمني الذي تعيشه جامعته وتكرار الانفلات الأمني فيها على الأقل خلال السنوات الأخيرة غير أنه يعود ليتحدث عن حاضر الجامعة أمنيا فيقول: “تولت اللجان الشعبية مهمة أمن الجامعة بعد أن كانت تقوم بذلك قوات المنشآت التابعة لوزارة الداخلية وعليه فإن جامعة صنعاء تعيش حالة استقرار تام ولم تحدث خلال فترة تواجد اللجان الشعبية حوادث نستطيع أن نصنفها في خانة المشاكل الأمنية فقط كان هناك نوع من التشدد في التعامل مع الكادر العامل في الجامعة أو الطلاب في بادئ الأمر وذلك بحكم محدودية الفترة التي عملوا فيها غير أنهم سرعان ما تأقلموا مع الوضع وأصبحوا يتعاملون مع الكل بمرونة وسلاسة والأمور حاليا تسير على ما يرام” وقد اختتم المرهضي حديثه بدعوته كل الأطراف السياسية في الوطن إلى نبذ خلافاتهم والتوجه نحو بناء الدولة وتطوير التعليم .
مشاكل ولكن
الجانب الأمني على الأرض في جامعة صنعاء لم يكن سهلا كما هو الحال عند الحديث عنه أو كما يعتقد الكثيرون فالواقع الأمني العام المقلق بالبلد يجعل جامعة صنعاء في دائرة الخطر وكذا إصرار “الطبقة المسلحة” على حمل السلاح حتى وإن كان المكان هو الجامعة إلى جانب ذلك تحولت جامعة صنعاء حاليا إلى ممر للمركبات التي تأتي من الدائري باتجاه الستين بعد أن استأنفت الشركة التي تحفر نفق جولة مذبح عملها وقطعت الطريق التي كانت تؤدي إلى الستين وكل ذلك جعل الهاجس الأمني للجامعة أكثر قلقا عند اللجان الشعبية وزاد الأمر لديهم أكثر صعوبة .
محمد الناصر- طالب في كلية التجارة وعضو في اللجان الشعبية ببوابة جامعة صنعاء المواجهة لجامعة العلوم والتكنولوجيا للبنات- وضعنا في صورة الوضع الأمني في الجامعة والمشاكل التي يواجهونها فيقول بشكل عام نستطيع أن نقول أن الوضع الأمني مستقر إلى حدُ كبير وذلك بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها أعضاء اللجان الشعبية فنحن نعمل على مدارالساعة بلا توقف وذلك في سبيل الحفاظ على أمن جامعتنا أما بالنسبة للمشاكل التي نواجهها فهي كثيرة لكن أهمها يكمن في موضوع حمل السلاح داخل الحرم الجامعي وقد اتخذنا بهذا الصدد قرارا بالمنع لأيُ كان بما في ذلك أعضاء اللجان الشعبية وحصل كثيرا أن جاء مسئولون ومشايخ ومعهم مرافقوهم المسلحون فقمنا بمنعهم من حمل السلاح ونخيرهم بين ترك السلاح لدينا والدخول فإن لم فنمنعهم تماما .
وأضاف: “ليس هذا القرار فحسب حتى نحن أعضاء اللجان الشعبية إذا ما أردنا الدخول إلى الحرم الجامعي نقوم بخلع السلاح وتركه حتى نعود” ويتابع قائلا “ما يثر القلق الأمني في الجامعة إغلاق الممر الذي يؤدي إلى شارع الستين تحت جسر مذبح بعد أن استأنف المقاول عمله في حفر النفق هناك الأمر الذي اضطرنا إلى فتح جامعة صنعاء كممر من الدائري إلى الستين وذلك بعد موافقة رئاسة الجامعة وهذا الإجراء سبب لنا متاعب كثيرة فلم يعد دخول الجامعة لأصحاب الشأن فقط بل لكل الناس وقد حدثت بعض المشاكل منها سرقة “حقيبة” دكتور من داخل سيارته بالجامعة كذلك حادثة اعتداء بالطعن داخل الجامعة ” وعن المدة التي ستستمر فيها اللجان الشعبية في عملها هنا يقول “هذه هي المشكلة الحقيقية بالنسبة لنا فنحن نريد أن نسلم للجامعة كي نذهب لمواصلة الدراسة على أن يكلف حرس مدني بمهام أمن الجامعة وذلك بحسب الاتفاق إلا أننا لم نجد أي تجاوب حتى اللحظة” ويبرر الناصر سبب إصرارهم على تسليم أمن الجامعة إلى حرس مدني الى حدوث انتهاكات عديدة أثناء عسكرة الجامعة مشيرا إلى أن هذا المطلب ليس بالجديد فهم يطالبون به منذ أربع سنوات حد تعبيره .
جامعة تعز
جامعة تعز هي الأخرى لم تكن بمنأى عن الصراعات مما يستدعي قلق كثيرين من تكرار ما حدث في الماضي القريب الأمر الذي استدعى رئيس الجامعة الدكتور محمد الشعيبي طمأنة الجميع وقال “أمنيا تعيش جامعة تعز حالة استقرار وأمن كبيرين فقوات المنشآت المكلفة بحماية أمن جامعة تعز تؤدي مهامها بشكل ممتاز ولم تصل إلينا أية شكاوى تحت هذا الإطار ولهذا فنحن في رئاسة الجامعة نطمئن الجميع على استقرار الجامعة وندعو أبناءنا الطلبة لمواصلة تعليمهم دون قلق”.
ما قاله الدكتور الشعيبي أكده لنا مدير عام المنشآت محمود الإرياني الذي قال ” إدارة المنشآت تولي جامعة تعز اهتماماٍ بالغاٍ وعليه فالأمور هناك تسير على أحسن حال فقوات المنشآت بالجامعة مرابطة على مدار أربعة وعشرين ساعة وأنا شخصيا أشرف على أمن الجامعة بصورة شبه يومية كما أكد الإرياني جاهزية أمن الجامعة للتصدي لأي أعمال عنف من شأنها أن تقلق العملية التعليمية في الجامعة إلى ذلك أكد عدد من طلاب جامعة تعز استتباب الأمن داخل جامعتهم وعدم وجود مشاكل أمنية.
ضريبة الجامعات
الاستقرار الأمني الذي تعيشه الجامعات اليمنية دفعت ضريبته جامعة “إب” فبين الحين والآخر تعود المواجهات المسلحة في محيطها مما اضطرها إلى تعليق الدراسة وقد قوبل هذا الوضع الأمني المقلق باستياء كبير من طلاب الجامعة الذين كانوا قد استعدوا لخوض غمار العام الدراسي الجديد وطالبوا القوى السياسية أن تنأى بالجامعات عن صراعاتها المسلحة وغير المسلحة حتى يتمكنوا من إتمام مشوارهم العلمي دون منغصات وهو ذات الأمر الذي طالب به طلاب التقينا بهم من جامعات صنعاء وعدن وتعز وذمار كما طالب به اليمنيون عموما مرارا وتكراراٍ منذ زمن .
القول الفصل
عادت الجامعات اليمنية إلى مربع الاستقرار لممارسة أنشطتها التعليمية فهل ستهب رياح الاختلاف لتعود مجددا إلى مربع العنف ودائرة الكر والفر لتخرج الجامعات مجددا عن الخدمة .. ما يأمله طلاب الجامعات عكس ذلك فهل تتحقق رغبتهم¿

قد يعجبك ايضا