مديونية المؤسسة تتجاوز المليار.. وأغلب المولدات خارج الخدمة

ضعف قدرة التوليد وارتفاع نفقات التشغيل من أبرز الصعوبات التي نواجهها

رغم بروز تحديات المديونيات المتراكمة وارتفاع نفقات التشغيل وضعف قدرة توليد الطاقة كصعوبات متراكمة تواجه المؤسسة العامة للكهرباء في محافظة شبوة من عام لآخـر إلا أن طموحات القائمين عليها ما تزال مرتفعةٍ على أمل الوصول بتوليد الطاقة بالغاز المصاحب للنفط .
قبل أربعين عاماٍ تأسست كهرباء شبوة ومنذ ذلك الحين وهي تواصل تقديم خدماتها للمشتركين برغم التحديات المذكورة آنفاٍ وغيرها من الصعوبات التي سنتعرف عليها في هذا اللقاء الذي أجريناه مع المدير العام للمؤسسة العامة للكهرباء لمنطقة شبوة / أحمد الحامد سعيد , بالإضافة إلى مناقشة العديد من المواضيع عن خطط وطموحات المؤسسة خلال الفترة الراهنة والمقبلة وطبيعة أعمالها.
● في البداية نود إعطاءنا لمحة موجزة عن كهرباء المحافظة منذ التأسيس وحتى اليوم¿
– بالنسبة لكهرباء شبوة لم تنشأ بهذه التسمية إنما كانت تسمى كهرباء عتق وقد تم إنشاء أول محطة للكهرباء في عاصمة المحافظة عتق عام 1974م, كمحطة تغذي فقط مدينة عتق, وليس بغريب أن الكهرباء قد دخلت في بعض المناطق لمحافظة شبوة في عقد الستينيات,(1970-1960م), وكانت هناك مشاريع كهربائية أهلية في مدن حبان-الصعيد- الحوطة-ميفعة- بيحان- النقوب- حيث كانت هذه المدن عواصم ومدن أيضاٍ للسلطنات والمشيخات في تلك الفترة,وقامت تلك المشاريع على نفقة الأهالي ودعم من الحكومات المحلية حينذاك, وفي الفترة ما بين عامي 1982-1974م كانت المحافظة كغيرها من المحافظات الجنوبية آنذاك قد شهدت ركودا في مختلف الجوانب التنموية نظراٍ للظروف السياسية التي مرت بها البلاد في حينها.
أما الفترة ما بين 1990-1982م فقد شهدت المحافظة قفزة نوعية على صعيد مشاريع الطاقة من خلال إقامة عدة مشاريع للكهرباء حيث أقيمت محطات توليد صغيرة وشبكات توزيع وربط جملة من المدن والقرى وكان ذلك بإسهامات من الأهالي والمغتربين والدولة ,إلا أن مشاكل تشغيل تلك المحطات الصغيرة ظل عائقاٍ لضعف الجانب الإداري والفني , لكن في ذلك الوقت لا ننكر دور كل من ساهم في المحافظة على تلك المشاريع , حيث أصبحت لبنة أساسية لمشاريع عامة للمحافظة بدءاٍ من التفكير بإقامة محطة رئيسية في عاصمة المحافظة في نهاية 1985م ومروراٍ بنجاح هذا المشروع في نهاية العام1988م وما إن بدأ بناء تلك المحطة القائمة اليوم بدأ التوسع في إقامة شبكات النقل والتوزيع إلى المديريات, اليوم ونحن في نهاية العام2014م تكاد الطاقة أن تغطي أغلب مديريات المحافظة ونأمل في السنوات القادمة ” إن شاء الله” استكمال ما تبقى من تلك المديريات بل أن تصل الكهرباء إلى كل قرية لينعم أبناء هذه المحافظة بهذه الخدمة .
وبالنسبة لمحطة توليد عتق فهي تغطي حاجة تسع مديريات من مديريات المحافظة إلى جانب محطة التوليد التي تغطي مديرية بيحان / النقوب ووصل عدد المشتركين حتى نهاية دورة أغسطس الماضي نحو 43ألف مشترك في مرخة ونصاب والصعيد وعتق وحبان والروضة وميفعة وجردان.

انقطاعات..
●وعن الوضع الراهن لكهرباء ماذا تقول عنه وكيف تقيمه¿
-الوضع الراهن للمؤسسة وضع صعب لكثير من الأسباب منها الإنقطاعات التي شهدتها المحافظة خلال صيف العام الجاري2014م نظرا لعجز قدرة التوليد والإفراط في استخدام الكهرباء من خلال تركيب أجهزة التكييف في المنازل والمحلات التجارية ونظراٍ لضعف الوازع الديني لدى الكثير من الناس عند استخدام الكهرباء والربط المباشر دون العداد كما أن أسباب العجز في التوليد هو استخدام الكهرباء دون التسديد وإذا وجدت نية للمستهلك في سداد ما عليه من اشتراك فسيكون هناك اقتصاد أو ترشيد في عملية الاستهلاك.
كما أن الوضع العام في البلد اثر على مناحي العمل في المؤسسة وعدم توفر قطع الغيار والروتين الممل جعل اغلب المولدات تخرج خارج الخدمة بسبب شحة السيولة النقدية لشراء قطع الغيار في الوقت المناسب وارتفاع أسعار قطع الغيار وكثرة وتنوع المولدات من عدة شركات وكذلك قدرتها والموديل ولو كانت من نوعية واحدة لاستسهل إحضار قطع الغيار نظرا لاستخدامها في كل المولدات  .

تحسين الشبكة
●هل لكم أن تلخصوا لنا ابرز المشاريع المنجزة خلال العامين الفائت والجاري ¿
– تم إنجاز وتحسين شبكة نقل وتوزيع الطاقة بتوفير الجهد من 11ك.ف إلى 33 ك.ف  وتركيب محطات تحويل 33/11 لخطوط : نصاب/عتق 45 كم مع تركيب محولات التوزيع للقرى الواقعة تحت الخط والصعيد/عتق 39 كم مع تركيب محولات التوزيع للقرى الواقعة تحت الخط وجردان/عتق 60 كم مع تركيب محولات التوزيع للقرى الواقعة تحت الخط وكما تم تغيير قدرات بعض المحولات لمواجهة فصل الصيف حيث تم استبدال 54 محولات ما بين 50 ك.ف ـــ 500 ويعتبر ابرز انجاز لأبناء المحافظة أن أقيمت الشبكات الرئيسية للربط بين المحطة الرئيسية والمديريات.

محطة غازية
● أين وصلتم في مشروع توليد الطاقة بالغاز المصاحب¿
-المتابعة مستمرة من العام 2012م للاستفادة من إنشاء محطة غازية في موقع العقلة “شركة o.m.v” النمساوية ” لإنشاء محطة كهربائية بقدرة 30 ميجاوات للاستفادة من كميات الغاز المصاحب للنفط الذي يحرق في الهواء دون فائدة.
واليوم لابد من التفكير في استغلال الغاز المصاحب للبترول الذي يتم إحراقه في الهواء دون الاستفادة منه..وما نطمح إليه هو استغلال هذا الغاز من خلال توليد الطاقة كون إحراقه في الهواء لا فائدة منة وكذلك إن تم توليد الطاقة من الغاز فسيتم توفير قيمة وقود الديزل الذي يصل إلى المليارات من الريالات حيث سيتم  توفير 3 ملايين و200الف ليتر ديزل شهريا تستهلك في أثناء الطاقة الكهربائية في المحافظة وهذه الفكرة بدأت منذ مطلع العام 2012م بعد أن نجحت تلك الفكرة في محافظة حضرموت , وهنا لابد أن يعطى للقطاع الخاص دوره في الاستثمار وليس المحتكر إذا لم تكن هنالك من قدرات متاحة للدولة في توفير اللازم لإقامة مثل هذه المشاريع الإستراتيجية والهامة.
وهناك توجيهات رئاسية صدرت مؤخراٍ بضرورة الإسراع في إنشاء المحطة وربطها بأسرع وقت ممكن  بعد متابعة حثيثة بذلها الأخ المحافظ أحمد علي باحاج  .

صعوبات
●ما هي أبرز المعوقات والصعوبات التي تواجهكم¿
– إن من أبرز الصعوبات التي تواجهها الكهرباء بالمحافظة حاليا تزايد الأحمال كون المنطقة ذات طبيعة صحراوية وكذلك فيها مناطق ساحلية والاعتماد على وحدات ذات قدرات ونوعيات مختلفة تتسبب في مشاكل تواجهها إدارة الكهرباء في الصيانة وعند شراء قطع الغيار وكذا عدم توفر السيولة النقدية لمجابهة شراء قطع الغيار في الأوقات المناسبة حيث أن متوسط حجم البيع لا يتناسب مع حجم التكاليف التشغيلية.
كما أن ارتفاع نفقات التشغيل من بين الصعوبات التي نواجهها حيث نتحمل أعباء مرتبات لعمال لا يؤدون 50% مما هو مطلوب منهم بالإضافة إلى عجز قدرة التوليد والاعتماد على الطاقة المشتراة التي تشغل حوالي70% من قدرة التوليد وتراكم الديون لـدى المواطنين والدوائر الحكومية أصبح عائقاٍ أمام الإدارة للإيفاء بالالتزامات التي عليها ومجابهة أعمال الصيانة ومجابهة التوسع في الشبكات وغيرها من المهام التي يتطلب توفير المال لها وثانيا إيجاد الكادر الفني الذي يقوم بتنفيذ بعض المهام -حيث أصبح للمؤسسة في المحافظة من المبالغ المالية التي على المواطنين والدوائر الحكومية مبالغ مالية كبيرة جدا  كمستحقات لمؤسسة الكهرباء مقابل الطاقة تصل إلى أكثر من مليار ريال.