اعتقالات واستقالات بالجملة في روسيا


بذل المحققون الروس أمس جهودا كبيرة لتحديد المسؤوليات بعد حادث تحطم طائرة مجموعة توتال الفرنسية النفطية العملاقة الذي أودى بحياة رئيسها من حبس مشبوه إلى توقيف موظفين واستقالات في إدارة مطار فنوكوفو.
وأعلنت لجنة التحقيق الروسية أمس وضع أربعة عاملين في مطار فنوكوفو بالقرب من موسكو قيد التوقيف الاحترازي في أطار التحقيق في مقتل رئيس مجلس إدارة مجموعة توتال كريستوف دو مار جوري. واصطدمت الطائرة الخاصة التي كانت تقل رئيس مجلس إدارة توتال ليل الاثنين الثلاثاء بكاسحة ثلوج في مطار فنوكوفو قبل أن تتحطم مما أدى إلى مقتل دو مار جوري وطاقم الطائرة المؤلف من طيارين ومضيفة.
وبعيد ذلك أكدت أن سائق كاسحة الثلوج الذي تورط في هذا الحادث وضع في الحبس الاحتياطي حتى 21 /ديسمبر بقرار من إحدى محاكم موسكو وبطلب من المحققين. وتقول لجنة التحقيق الروسية الهيئة المكلفة التحقيقات الجنائية في روسيا يبلغ هذا الموظف الذي يدعى فلاديمير مارتيننكو من العمر ستين عاما وكان في دمه 0,6 غرام من الكحول عند وقوع الحادث أي أكثر من المسموح به في فرنسا مثلا بـ0,1 غرام. لكن روسيا لا تتساهل إطلاقا في مسألة تناول الكحول قبل القيادة.
وكان محامي مارتيننكو نفى الاتهامات لموكله بالسكر وتحدث عن مشاكل صحية تمنعه من شرب الكحول لكنه اعترف بعد ذلك بأن موكله “تناول بعض الكحول”. وكان سائق كاسحة الثلوج أكد خلال استجوابه أمس الأول انه لم يكن مدركا انه دخل مدرج أقلاع الطائرات عندما اصطدمت الطائرة التي كانت تقل رئيس توتال بآليته.
ويعمل هذا الرجل في مطار فنوكوفو في موسكو منذ عشرة أعوام بحسب شبكة “برافي كانال” الروسية وظهر للمرة الأولى في مشاهد التقطها “احد الهواة” لحظة استجوابه من قبل المحققين. وقال الرجل بحسب هذه المشاهد التي التقطت على ما يبدو بواسطة هاتف نقال: “فقدت الإدراك ولم اعرف إني كنت ادخل مدرج الإقلاع وبالتالي يمكن اعتبار اني دخلته”.
وأوضح محاميه أمس الأول انه لم يكن يعمل بمفرده بل كان جزءا من طابور من الكاسحات. وقال :إن مارتيننكو اضطر إلى الخروج من الآلية للتحقق مما إذا كان اصطدم بشيء مما أدى إلى تأخره لمده 30 أو 40 ثانية كانت كافية “ليتأخر عن الطابور”.
وأكد المحامي أن “الطابور غادر المدرج إلا أن المراقب الجوي لم يلاحظ أن آلية لا تزال على المدرج”. واصطدمت الطائرة بالآلية قبل أن تنقلب رأسا على عقب وتتحطم على المدرج. والى جانب سائق كاسحة الثلوج قالت اللجنة في بيان: إن مسؤول تنظيف المدرج ومسؤول مراقبة الرحلات والمراقبة الجوية وكذلك “المتدربة” التي كانت تتابع اقلاع طائرة توتال مع المسؤول عنها أوقفوا رهن التحقيق.
وأفاد مصدر في مطار فنوكوفو رفض الكشف أمس الأول عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية بأن المراقبة الجوية التي كانت تتابع اقلاع الطائرة شابة تم توظيفها في أغسطس. إلا أن هذه الموظفة كانت تعمل تحت أشراف مراقب جوي معروف هو الكسندر كروغلوف كان وراء تفادي كارثة تحطم طائرة في المطار نفسه في 2007م.
وقال نائب رئيس مكتب التحقيق حول امن الملاحة الجوية الروسية سيرغي زايكو: إن تحليل بيانات الرحلة يفترض أن يستغرق “يومين إلى ثلاثة أيام”. وأضاف البيان: “كما يبدو من التحقيق فإن هؤلاء الأشخاص لم يحترموا معايير سلامة الرحلات والعمل على الأرض مما أدى إلى وقوع الكارثة. وقد أوقفوا للاشتباه بهم”.
وفي الوقت نفسه أعلن عن الاستقالات الأولى في إدارة المطار أمس الخميس. فقد قرر المدير العام للمطار اندريه دياكوف الذي يشغل هذا المنصب منذ 2005م الرحيل ومعه مساعدة سيرغي سولنتسيف. وكان المحققون انتقدوا الثلاثاء الماضي “الإهمال الجنائي” لإدارة المطار.
من جهة أخرى وبشأن التحقيق يواصل الخبراء الروس يساعدهم نظراؤهم الفرنسيون في مكتب التحقيقات والتحليلات تحليل معطيات “الصندوقين الأسودين” لطائرة توتال اللذين سيساعدان في توضيح ملابسات الحادث.
وقال نائب رئيس مكتب التحقيق لسلامة الطيران المدني الروسي سيرغي زايكو :إن تحليل معطيات الرحلة الذي بدأ أمس الأول “سيستغرق يومين او ثلاثة أيام”.
وحول ظروف العمل في المطارات في روسيا ذكرت صحيفة فيدوموستي أمس أن شركة الطيران الروسية يامال نشرت على موقعها الالكتروني بيانا ثم قامت بسحبه يدين “المخاطر المتكررة لحوادث اصطدام” طائراتها في مطارات روسيا منذ سنوات.

قد يعجبك ايضا