مصـالحـة..

كيف نتصالح مع العيد¿ وكم نظل على يقظة كاملة أطول فترة ممكنة¿
عندما نسأل بعضنا: كيف هو العيد هذه المرة¿ تطول الإجابات: مثل كل مرة.. لا جديد..يوم عادي.. يوم “ملخبط” مثل أي يوم……… وغيرها من الإجابات المختلفة.
غير أننا نجهل حقيقة الأمر لأننا نتقاسم لحظات ذلك اليوم لحظة بلحظة نعيش تفاصيله وابتهاجاته إلا أننا نبقى مغيبين عن الوعي تقريبا لأن الحدث مختلف عن كل يوم وبالتالي لا نعي وقتها ما تعنيه الكلمة “العيد”!
لا نستطيع أن ننكر عمليات الاستعداد المبكر والتجهيز المسبق لمتطلبات المناسبة القادمة فالكل يغزوا أسواق البيع والشراء لينال ما تتطلبه المناسبة وما يفضل اقتناءه لها.. الأطفال هم الأوفر حظا في التعايش مع العيد وأكثر تصالحا معه الابتسامة التي ترتسم على محياهم تعني لنا الكثير وارتداء الملابس الجديدة دليل على أن حدثا جديدا ومختلفا حتى الآباء هم أيضا يتصالحون مع مفردة العيد دون أن يدركوا ذلك فمنذ تهيؤهم للشراء والاقتناء والاستعداد هم يمارسون تصالحية مع العيد حتى وإن أنكروا ذلك فهم يتعايشون مع اللحظة ومفرداتها ومع الكلمة “العيد” ومدلولاتها والأمهات والبنات في المنازل يمارسن أيضا نفس المهمة فيبدأن بتجهيز الكعك والحلوى والتنظيف والتنظيم والترتيب كل ذلك من أجل الحدث الجديد.
إذا.. لماذا نتنكر ذلك الشعور¿ لماذا نجرد مشاعرنا من الذائقة¿ لماذا نجاهد أنفسنا في النسيان والفقدان¿
حتى أن أولئك من المحرومين في أكواخهم الفارغة هم أيضا يشعرون كما نشعر رغم التذمر الذي يملأ قلوبهم ومشاعرهم إلا أنهم لا يستطيعون إنكار هذا اليوم من العمر… فيعيشون لحظاته على قدر معاناتهم وأولئك الذين يرقدون على أسرة الموت لا ينكرون وجوده معهم ومصاحبته لهم لذا تغمرهم لحظات الفرح والحزن معا إشفاقا على حالهم.. حتى الحروب الجارية هي أيضا لن تنكر وجوده رغم حظر التجوال ومعاناة التشرد والتنكيل لا تزال النفوس تتصالح مع مفردة العيد!
كل عام وكل عيد واليمن بألف خير.

قد يعجبك ايضا