أمراض وأوبئة تباع على قارعة الطريق


تعد الأطعمة التي تباع على قارعة من أفضل الأغذية عند بعض المارين والأطفال ممن يجدون أنفسهم في حاجة للأكل على عجل والبعض الآخر يجد نفسه مضطرا للشراء ويعتبرها مساعدة منه للبائع الذي يبدو عليه عناء الفقر والتعب وبالطبع لا يلقي الكثيرون بالاٍ للمخاطر الصحية التي تترتب على تناول تلك الأطعمة المكشوفة والمعرضة للتلوث السريع كما يجهل الغالبية العظمى من الناس أن مثل تلك الأنواع من الأطعمة قد تنقل الكثير من الأمراض المتنوعة كما يؤكد على ذلك الأطباء المختصون.

التعاطف مع الباعة
الأطعمة التي تباع على الطرقات تعد عرضة للأتربة والهواء الملوث بعوادم السيارات ومخلفات المصانع وهي معرضة بشكل عشوائي للهواء فيختلط بعوادم السيارات مما ينذر بتعرض من يتناول هذه الأطعمة إلى التسمم والكثير من المخاطر الصحية مستقبلا ويقول الكثير من الزبائن إن ما يجعلهم يندفعون إلى الشراء هو التعاطف مع هؤلاء الباعة الذين ضاقت بهم السبل ولم يجدوا ما يسدون به قوت أطفالهم وأسرهم وأنهم يجدون أنفسهم أمام مأساة إنسانية تحتمهم الوقوف مع هؤلاء الباعة والمتجولين بالأطعمة المختلفة ويقول الأكاديمي عبدالله الحاج إنه أحياناٍ يجد نفسه مضطرا لشراء بعض الأطعمة إذا كان مستعجلا في طريقه إلى العمل وأيضا يعتبرها مساعدة للبائع الذي يقضي معظم وقته تحت أشعة الشمس الحارة .ويرجح عبدالله الإقبال الكبير على شراء هذه الأطعمة إلى رخص ثمنها ثم مساعدة لهؤلاء الباعة الذين فضلوا أن يمتهنوا اعمالا شريفة ولو أنها شاقة وخاصة في مثل هذه الظروف الصعبة والأزمة التي مرت بها البلاد
ويقول أسعد فتيني وهو بائع “مجلجل” أمام إحدى الحدائق بأن الكثير من الناس تضطرهم ظروف المعيشة إلى العمل بهذه الأعمال الحرة كبيع البطاطا أو البيض في الأماكن العامة أو المتنزهات وبدلاٍ من ذهاب الشخص هو وأطفاله إلى مهنة التسول فهو يمتهن بدلا منها عملاٍ شريفاٍ يعيش منه هو وأسرته ومعظم العاملين في هذه المهن البسيطة يحاولون أن يلتزموا بالنظافة كنظافة اليدين والأدوات المستخدمة غير أن البيع في الهواء الطلق قد يسبب انتقال بعض الغبار إلى هذه الأطعمة ويضيف اسعد أن إحدى أصدقائه يعمل منذ أكثر من عشر سنوات ببيع الإيسكريم على إحدى العربات في الشوارع العامة وانه يعيل 10 أطفال وغيره الكثير ممن يعملون بهذه الأعمال البسيطة .

مخاطر متعددة
وتقول أخصائية الأطفال الدكتورة ليلى العوامي: تحمل الأطعمة المكشوفة التي تباع على الطرقات الكثير من الأمراض المتنوعة والتي تزيد على 250 مرضاٍ منها التسمم الذي يصيب الأطفال بشكل سريع وقد جاءت الكثير من الحالات الطارئة إلى المستشفى والأغلبية كان من الأطفال الذين يعانون من التسمم أو التلوث وخاصة في فترة العيد حيث يشتري الأطفال الكثير من الأطعمة التي تباع في الشارع كالبطاط والطعمية والحلويات وغيرها.
وتضيف العوامي وهي طبيبة بمستشفى الثورة العام أن الأطعمة المكشوفة تكون معرضة للتلوث سواء تلوثها بالبكتيريا والطفيليات وحتى السموم التي تنتجها البكتيريا أو تلوثها بالغبار والمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق نتيجة تعرضها لعوادم السيارات كما أن الأطعمة المكشوفة تكون غير محفوظة بصورة صحيحة وتتعرض لدرجة حرارة عالية تساعد في نمو البكتيريا وسرعة تعفنها ومن حيث احتوائها على عناصر غذائية غير مفيدة فهي أطعمة مؤلفة معظمها من نشويات ودهون خالية من القيمة الغذائية بل وتساهم في زيادة الدهون والسمنة التي تؤدي إلى أمراض تصلب الشرايين والسكري وارتفاع ضغط الدم ومعظم الأطعمة المكشوفة تكون غير معدة بشكل صحيح خاصة الشاورما وهذه تعتبر وسائل لنقل الأمراض مثل السالمونيلا والديدان الشريطية وقد تؤدي إلى التسمم الغذائي والذي قد يؤدي إلى الوفاة .

موسم الأعياد
وتقول الدكتورة عبير الصنعاني من مستشفى 48 النموذجي بأن الكثير من الأمراض تصاحب الأطفال أثناء مواسم الأعياد ويرجع سبب ذلك إلى تناولهم الأطعمة التي تباع في الشوارع وخاصة أن بعض الباعة يقفون بجوار تجمع القمامة وتنشر الميكروبات والذباب على هذه الأطعمة وتسبب الكثير من الأمراض وخاصة للأطفال وربما قد تؤدي بالطفل إلى الوفاة إذا لم يتم معالجته مبكرا كحالات التسمم.
ويقول عادل ثامر المسئول الإعلامي بجمعية الهلال الأحمر إن أكثر إصابة الأطفال في موسم الأعياد قد تكون بسبب الأطعمة المكشوفة وعلى الوالدين مراقبة أطفالهم جيدا وخاصة في موسم الأعياد وتقيم جمعية الهلال الأحمر سنويا في حديقتي الثورة والسبعين الخيام الاسعافية المزودة بجميع المستلزمات الطبية المتنوعة لمواجهة الحالات الطارئة للأطفال في الحدائق بهدف تقديم الخمات العلاجية لمرتادي الحدائق في كل أيام العيد ونوه ثامر بالدور الكبير الذي يقع على عاتق الأسرة في تحمل كافة ما يحصل لأبنائها إذ لا بد من أن تقوم بالحرص التام على الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة وتعريفهم بمخاطر تناول الأطعمة المكشوفة وتوفير الغذاء الصحي لهم.

قد يعجبك ايضا