العيد عند الفقراء ..زائر غير مرغوب!!



(العيد عيد العافية) هذا ما يسمعه أطفال الأسر الفقيرة من قبل معيليهم في كل عيد تقريبا حتى يفرجها الله من عنده خاصة وان الفقر قد انتشر كوباء قاتل في أوساط المجتمع اليمني ليخلف وراءه أضرارا جسيمة جعلت نصف سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر … كيف لا يحدث ذلك ولغة الرحمة قد ولت وتقاعست غالبية جهود التكافل الاجتماعي عن أداء واجبها حتى بات المواطن الفقير مجبرا على التعايش مع واقع مؤلم وقضاء إجازة العيد بعيدا عن الأنظار حال الفقراء في عيد الأضحى المبارك نتعرف عليه سويأ عبر قصص سردت بلسان بعضهم في هذا الاستطلاع :

قدوم العيد بات واقعا مؤلما يعيشه الفقراء بصحبة معاناتهم التي يتعايشون معها طيلة العام هذا هو حال شريحة كبيرة من أسر اليمن الفقيرة التي تسعى بجهد لتوفير لقمة العيش دون أي كماليات حتى وان كانت كسوة العيد
فالوالد فوزي العمري الذي ينهض مع كل إشراقة يوم جديد ليجمع قوارير المياه الفارغة حتى تكاد الشمس تأكل بشرته ولكن لقمة العيش تريد كذا كما قال لنا حيث تحدث عن أن هذا هو عمله الذي يأكل منه عياله الأربعة ويدفع منه إيجار البيت كل شهر يقول لم أستطع توفير ملابس العيد لأبنائي ولا حتى من الحراج كما يفعل البعض فالحالة ضنكة.
وقال تأسرني الحسرة على أولادي حين يرون غيرهم من الأطفال يفرحون بقدوم العيد بينما ترتسم على وجوههم عبس العيش من الفقر المستفحل الذي يعيشونه ولكن ليس بيدي شيء فكل ما أقدر أن أقدمه لهم هي لقمة العيش التي بإمكانها أن تسد رمقهم ليوم آخر استعدادا للشقاء والتعب.
يعيشون اللحظة
الوالدة أم نورة التي تعمل في إحدى المدارس فراشة لتعول أسرتها تقول: يا بنتي العيد عيد العافية وليس لدي سوى أن أقول بعض الكلمات في هذه المناسبة وهي: لا زلنا نمتلك من العيد بساطته وسهولة الفرح فيه وغنى السعادة وثروة الابتسامة ولا زلنا بالصحة أغنياء وبمن حولنا سعداء فالفقر أبعد عنا من يتقربنا لأجل المال ويقرب منا من يحبنا لذاتنا فاقترب أيها العيد فكل من حولي بمجيئك سعيد.
نعمة السواق تقول: أشعر بالحسرة على أبنائي عندما يرون غيرهم من الأطفال وقد ارتسمت على وجوههم فرحة يوم قادم وهو العيد الذي ينتظره الناس أجمع بينما يشعرنا نحن الفقراء بصدمة جديدة للواقع الذي نعيشه ويشتد الألم واليأس على أبنائنا الذين لم نستطع أن نلبي لهم أقل حقوقهم بسبب شدة الغلاء ولا يعلم بالحال سوى الله إلا أننا نحاول أن نتقبله كما هو لنعيش اللحظة طالما وأننا ننعم بالصحة والعافية فليس كل غني يشعر بالسعادة.
فرحة مؤقتة
بينما تشعر سحر بفرحة لقدوم العيد لسبب بسيط وهو انتظار أهل الخير لمن يتذكرها في مثل هذه المناسبات تقول: أنا أرملة وليس لدي أطفال وعندي سرطان في الثدي وأسكن مع والدتي الكفيفة وليس لدي عمل أنتفع به سوى بيع الخبز الذي لا أقوى على صناعته إلا فيما ندر وإنما أنتظر قدوم الأعياد حتى يهل أهل الخير لـ إعطائي قليلا من اللحم الذي لا أتذوقه إلا في هذه المناسبات وبعض المال الذي أحاول الاقتصاد به لبقية العام ولكنه لا يكفي فكيف بنا أن نشعر بملاذ العيد وفرحته ونحن لا نجد قوت يومنا في أغلب الأيام.
صدام عبد الجليل الذي يسكن مع ثلاثة من أبنائه في غرفة معراة من أبسط مقومات الحياة يقول: نحن لا فرق لدينا أكان عيد أم لا. فهو يوم من أيام السنة التي نتجرعها بقساوتها وتكبد شقاكها وقال هناك من يتذكرنا ببعض من الملابس لأبنائي الصغار كل عامين أو ثلاثة أعوام في عيد الأضحى حيث يقال لنا أنها من جمعية خيرية وأنهم سيزودوننا بمعونات شهرية كنوع من المساعدة ولكن للأسف ما هي إلا كلمات يحكونها لنا علينا ليعم الفرح مؤقتا.

قد يعجبك ايضا