
> فرصة لتستريح النساء من أعمال المنزل ونوع من التوسيع على الأهل
> الزحام والفوضى يفسدان متعة كسر روتين الأكل في المنزل
> مع غياب الرقابة.. الضمير هو ما يعول عليه الزبائن
كنوع من التوسيع على الأهل في أيام العيد تتجه الأسر إلى المطاعم ويكون الأمر بالنسبة لهم نوعاٍ من الترفيه وأخذ إجازة من أعباء البيت وخصوصا للنساء ما يشكل ضغطا على هذه المطاعم ولا يغدو بمقدورها تلبية طلبات هذا الكم من الزبائن وكذا المحافظة على جودة الخدمة التي يقدمونها ومتطلبات ذلك من النظافة والحرص على إرضاء الزبون وتلبية طلبه ضمن وقت معقول.
يقول المواطن علي جمعان: عادة ما آخذ عائلتي إلى المطعم في العيد لأن هذه الأيام هي أيام فرحة وبهجة ويجب أن ترتاح الأسرة كلها من الأعباء فالنساء عادة لا يأخذن إجازة من أعمال البيت لذلك ففي العيد تكون الفرصة الوحيدة لهن لأخذ إجازة وهذا برأيي هو السبب في أن كثيراٍ من الأسر تتجه إلى المطاعم وعادة ما يكون ذلك بعد القيام بنزهة في الحدائق أو غيرها من الأماكن التي يقصدها الناس لقضاء أوقاتهم في هذه المناسبة.
ويشاركه في الرأي المواطن صالح الغانمي مضيفاٍ أن العيد يأتي وتكون الأسرة قد سئمت من تناول الطعام في المنزل ويحتاجون إلى تغيير في نوع الطعام فيتجهون إلى المطاعم كنوع من كسر الروتين في تناول أطعمة تختلف عن أطعمة البيت التي اعتادوا عليها.
ويردف الغانمي: من ناحية أخرى هو نوع من التوسيع على الأهل اتباعا للسنة النبوية الشريفة حيث أمر الرسول بالتوسيع على الأهل في أيام العيد.
الزحام سيد الموقف
كما لو كان سكان العاصمة جميعاٍ قد تركوا الأكل في المنازل واتجهوا إلى المطاعم لا تكاد تجد مطعماٍ من المطاعم الكبيرة المشهورة إلا وهو مزدحم بالناس وعليك أن تواجه أول مشكلة وهي أنك لا تجد مكاناٍ لتركن فيه سيارتك حيث أن تلك المطاعم معظمها لم تخصص مواقف للسيارات أما التي خصصت مواقف فإن مواقفها تكون قد اكتظت بالسيارات وعليك أن تبحث لك عن مكان تركن فيه سيارتك في عرض الشارع وإذا ما تسهل لك الأمر وركنت سيارتك فإن الزحام سيكون أول من يستقبلك فالمكان ممتلئ عن آخره والصراخ يعلو أكثر فأكثر حتى أنك لا تستطيع الحصول على طلبك إلا بعد جهد ومشقة من كثرة الزحام ولو أنك حصلت على مكان لتجلس فيه فإن عليك أن تنتظر لوقت طويل حتى تحصل على طلبك من الطعام بل يتطلب الأمر أحيانا قيامك من مكانك عدة مرات لاستعجال الطعام الذي طال انتظارك له.. أما إذا كان المطعم ممتلئاٍ ولم تجد مكانا لتجلس فيه أنت وعائلتك فتلك مشكلة أخرى وعليكم البقاء وقوفا بكل ما يسببه ذلك من الحرج حتى تفرغ طاولة وفي الغالب عليك أن تسارع إليها قبل أن يسبقك الآخرون حتى لو أن بقايا الطعام السابق لا يزال عليها.
يقول المواطن محمود درهم: على هذه المطاعم أن تراعي مثل هذه المواسم وتسعى لإيجاد حلول لمثل هذه المشكلة فمثلا تستأجر أماكن إضافية وتوفر مواقف للسيارات فمثل هذه الحال وخصوصا الزحام أصبح يفسد متعة العيد..
ويضيف: كما أن على هذه المطاعم أن تضاعف عدد العاملين في العيد فالإقبال الشديد عيها لا بد أن يصاحبه عجز العاملين الذين يوظفهم المطعم عادة عن تلبية طلبات كل هؤلاء الزبائن فالأعياد لها وضع خاص.
تدنُ في الخدمة والجودة
الزحام الذي تشهده المطاعم في الأعياد يقابله تدنُ في خدمتها وكذلك قصور في معايير النظافة وجودة الأكل فمع كثرة الزبائن الذين يقبلون على هذه المطاعم فإن العمال يكونون مطالبين بتلبية كل تلك الطلبات وبالتالي فإن ذلك يكون على حساب ما عرفت به هذه المطاعم من جودة وتميز.
يقول المواطن غالب مسعود: يحدث في أيام الأعياد أن يكون الأكل دون المستوى حتى بالنسبة لمطاعم مشهورة ومعروف عنها أنها تعتني بجودة الأكل الذي تقدمه وذلك ربما يرجع إلى ما يحدث على هذه المطاعم من إقبال يجعل العاملين فيها يغفلون أمر الجودة ويحاولون تلبية هذا الطلب الهائل حتى وإن كان ذلك على حساب الجودة المعروفة عن هذه المطاعم.
النظافة.. قصة أخرى
لا تستطيع أن تحكم على نظافة المطعم من النظرة الأولى فبعض المطاعم التي تهتم بالشكل الخارجي ونظافته ينطبق عليها المثل القائل “من خارج الله الله ومن داخل يعلم الله” فلو أن أحداٍ استطاع النفاذ إلى مطابخ وملحقات بعض المطاعم لا شك أنه سيكتشف مدى عدم التزام تلك المطاعم بالمعايير الصحية من نظافة وغيرها وهذا ما هو حاصل بشكل دائم فكيف نتوقع أن يكون الحال مع ما تشهده هذه المطاعم من إقبال يفوق طاقتها في أيام العيد!!
يقول ماجد داود: معروف أن كثيرا من المطاعم لا تلتزم بشروط ومعايير من هذا القبيل لكن في الأخير فإن المواطنين يكتفون بالنظر إلى الشكل الخارجي للمطعم ليحكموا على نظافته وعلى أصحاب هذه المطاعم والعاملين فيها أن يتقوا الله في هؤلاء الناس الذين وثقوا بهم وأمنوهم على أرواحهم وصحتهم هم وأسرهم فالضمير فقط هو ما يعول عليه الناس في هذه المسألة.
غياب الرقابة
الرقابة على أداء المطاعم ومدى التزامها بالمعايير والاشتراطات الصحية اللازمة قصة أخرى تبعث على القلق فلم يسبق لأحدنا أن سمع بأن مطعما أغلقته الجهات المعنية وفرضت عليه جزاء معيناٍ بسبب أنه خالف شروط ومعايير الصحة والسلامة بل إن ما نسمعه وما جربه بعضنا هو التعرض لتسمم غذائي أو آلام في البطن وحرقة في المعدة وغيرها من المشاكل الصحية وذلك بعد تناوله وجبة في مطعم ما وهنا يقتصر الأمر بالنسبة لمن تعرض لذلك على تجنب العودة لتناول الطعام في ذلك المطعم وفي أحسن الأحوال تحذير أقاربه وأصدقائه من الأكل هناك.
ومع أن الرقابة على نظافة المطاعم تكاد تكون غائبة طوال العام حيث أن الجهات المعنية بالأمر والتي عادة ما يشكوا الكثيرون من غياب دورها فإنها تكون أيام العيد في إجازة وبالتالي فإنها تكون غائبة تماماٍ.