التمويل الأصغر يحدث ثورة في الإنتاج الزراعي لليمنيين

لم يحدث أن حقق المزارع عبد الرحمن الشجاع من مديرية بني الحارث أرباحا بقيمة 3 ملايين ريال جراء إنتاجية الطماطم مثل ما حصل في الموسم الماضي إذا أن استخدامه للبيوت المحمية والبذور المحسنة وتقنيات ري بالتنقيط دفعت بمحصوله للزيادة في الكم والكيف كل ذلك بفضل تمويل صغير حصل عليه من مؤسسة تمويل أصغر نشطة بين المزارعين في المنطقة .
التمويل الأصغر في اليمن يسير بخطوات ثابتة ومدروسة في تمويلات المشاريع الصغيرة للمزارعين عبر التدخل لدعم منتجاتهم التي يحتاجها السوق وتصنف أنها ذات قيمة نسبية وتحقق عوائد مجزية إضافة إلى كونها تسهم مباشرة في الأمن الغذائي لليمن وهذا ما يكشفه التحقيق فيما يلي:
تحقيق /أحمد الطيار
الأهمية
قصة الدخول في التمويلات الزراعية للمشاريع الصغيرة لاتزال جديدة على السوق اليمني لكن الفضل لانطلاقتها يعود للصندوق الاجتماعي للتنمية عام 2005م ففي ذلك العام صمم الصندوق برامج لدعم الإنتاج الزراعي إيمانا منه للأهمية التي يحتلها القطاع الزراعي اليمني للبلد في من جانبين الأول انه يوظف 70% من سكان الريف ويوفر لهم فرص عمل وبالتالي يجب المحافظة عليه وثانيا انه قطاع الغذاء الأول للوطن بدلا عن الاعتماد على الاستيراد ولذلك حشد الصندوق الجهود لزيادة المنتجات الزراعية المحلية الأمر الذي يسهم في الحد من الفجوة الغذائية القومية بشكل عاجل هذه الرؤية تنفذها اليوم برامج ومؤسسات شبكة اليمن للتمويل الأصغر وتعمل على تنفيذها ميدانيا بالتعاون مع شركاء محليين ومنظمات دولية داعمة الهدف منها الحصول على منتجات تمويل جديدة لمشاريع الإنتاج والتصنيع الزراعي باليمن.
العمل
تحظى فرص دعم الإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي في الريف اليمني برعاية واهتمام المانحين ولهذا يركز المانحين على إقامة الشراكات مع برامج التمويل الأصغر ومؤسساتها الرسمية المعتمدة والهدف الدفع ببنوك ومؤسسات التمويل الأصغر للدخول إلى المناطق الريفية لأول مره لتقديم خدماتها التمويلية هناك حيث أن البرامج التنموية التي سيتم تنفيذها من قبل العديد من البرامج في المناطق الريفية والساحلية يتطلب وجود شراكة وثيقة مع بنوك ومؤسسات التمويل الأصغر من أجل تكامل الأدوار والمسؤوليات لتحقيق الأهداف المرسومة في هذا الإطار.
نبات
هناك عدة محاصيل زراعية احتلت مكانة في دراسات الجدوى كمنتج يمكن التدخل فيه من مؤسسات وبرامج التمويل الأصغر وقد كشفت الدراسات أن الحبحب والبصل والطماطم والكوسة والقطن والسمسم والفراولة منتجات اقتصادية لها ميزات منافسة في السوق وتحظى بطلب محلي ولها فوائد واستخدامات عديدة ومن جهة أخرى تعتبر تلك المحاصيل مواداٍ خامة تقوم عليها صناعات عدة ففي سهل تهامة وتعز وأبين والمحويت وحجة وحضرموت تدخلت عدة جهات لتمويل زراعة هذه المحاصيل وتم تدريب المزارعين المستهدفين وتقديم الإرشادات والتمويلات المناسبة لهم وكانت النتيجة كما يقول الخبير في التمويل الأصغر عبد القادر الأحمر أن الإنتاج و الإنتاجية زادت واستفاد المزارعون بشكل كبير حيث زات دخولهم السنوية بمقدار الضعف.
زراعة
المزارع أمين فاضل من مديرية بني سعد بالمحويت تمكن من التوسع في زراعة السمسم للمرة الثانية خلال عام ومع إضافة تربية قطيع من الماعز والأغنام لمشروعه الزراعي بفضل إتباعها لسياسات من جمعية محلية للتمويل الأصغر حصل على أرباح تزيد عن 850 ألف ريال خلال عام فيما تضاعف إنتاجها من السمسم واللحوم ورفد السوق المحلي بكميات جيدة فاقت 50% عما كان ينتجه سابقا وبات يدير أكثر من مائة رأس جديدة.
منظمات دولية
تشارك منظمات تمويلية دولية في عملية التمويل الأصغر في اليمن بفاعلية وهذا نتيجة جهود تقوم بها شبكة اليمن للتمويل الأصغر حيث نظمت ضمن لقائها الثالث حلقة لمشاركة المنظمات الدولية في عملية التمويل في اليمن وهناك قدمت منظمة مرسي كروبس نموذجا لتدخلاتها التمويلية في الريف اليمني ويتمثل في التركيز على السمسم ضمن برنامج يدعو للتفاؤل فهذا المحصول منخفض الكلفة نسبيا ويمكن أن ينمو في المناطق الجافة بسبب تحمله الحرارة والجفاف والأمراض والحشرات فهو محصول مثالي للنمو في المناطق شبه الجافة من اليمن.
وحسب صلاح الدين حسن يعود الفضل للاتحاد الأوربي حيث تعمل مرسي كروبس في المناطق الريفية من خلال الاستثمارات الاستراتيجية في سلسلة قيمة السمسم نتيجة القيمة الكامنة فيه كمحصول نقدي وله طلب عال في السوق بالإضافة إلى حقيقة أن السمسم يتداخل غالبا مع محاصيل أخرى.
غذاء
تقول منظمة مرسي كروبس إن السمسم غذاء ثابت للمجتمعات الريفية تقدم وشركاؤها المحليون من الشبكة اليمنية للتمويل الأصغر المساعدة في تطوير سلسلة قيمة السمسم ذات القيمة الغذائية والتجارية الكبيرة التي ستؤدي حتما إلى زيادة دخل 1000 من صغار المزارعين و500 من العصارين بالإضافة إلى تحسين الأمن الغذائي من خلال زيادة الإنتاج للمحاصيل الأخرى المتداخلة مع السمسم وتنشيط منتجات السمسم الغذائية ذات الجودة العالية في المراكز الحضرية.
التمور
كان الشاب فهمي بافطين من مدينة سيئون يعمل في مزرعته لزراعة النخيل ولكنه كان يرغب بإدخال تقنيات حديثة تمكنه من ري النخيل بسهولة فقد كانت تواجهه تكاليف باهظة للري عبر شراء صهاريج للماء من السوق فقرر البحث عن طرق تغنيه عن هذه المعاناة وان يقوم بربط المزرعة بشبكة ري بالتنقيط وعندما استعلم عن كيفية تمويل حلمه نصحه أحد العملاء بمراجعة أحد صناديق الشباب المخصصة للمشاريع الصغيرة في مؤسسة محلية للتمويل الصغير.
راجع فهمي صندوق الشباب في بنك الأمل للتمويل الأصغر فمنحه قرضاٍ بقيمة 200 ألف ريال يمني (حوالي 930 دولاراٍ أمريكياٍ). واشترى شبكة ري حديثة وتم تدريبه على كيفية استخدامها وبدأ بالري بها فاكتشف أن المياه التي يحتاجها اقل بكثير مما كانت تكلف في الرية الواحدة عندها قرر أن يزود زراعته بمحاصيل جديدة لم يكن يحلم بها فطلب تمويل جديد واشترى بيتا محميا وقرر زراعة البصل وبدأت المزرعة تنتج وتزيد الإنتاجية . وبما أنه اكتسب ثقة البنك بعد سداد القرض في الوقت المحدد فقد حصل على قرض آخر بقيمة 70 ألف ريال استثمرها في شراء أغطية للتربة لتبقي الطين رطبا حول الأشجار وتحسن عمله ودخله أكثر قبل سداد القرض في الوقت المحدد.

قد يعجبك ايضا