
واصل التحالف الدولي أمس غاراته الجوية الكثيفة ضد تنظيم داعش على محيط مدينة عين العرب الكردية السورية (كوباني) حيث تدور معارك عنيفة وشرسة بين المقاتلين الأكراد ومسلحي داعش مما أجبرت هذه الغارات والمعارك مسلحي التنظيم إلى التراجع والتحول للقتال إلى جنوب غرب المدينة ما دفع مقاتلي تنظيم داعش إلى التقهقر بعد أن أصبحوا على وشك السيطرة على مدينة كوباني في أعقاب هجوم استمر ثلاثة أسابيع.
وأكد الجيش الأميركي بأن طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذت ست ضربات جوية استهدفت فيها مواقع لداعش وأضافت القيادة المركزية الأميركية في بيان أن الضربات الجوية دمرت حاملة جند مدرعة ومركبات تحمل أسلحة وقطع مدفعية خاصة بالتنظيم وأن الضربات كانت ضمن تسع غارات جوية على عين العرب السورية جرى تنفيذها خلال اليومين الماضيين بالاشتراك مع الإمارات العربية المتحدة باستخدام قاذفات وطائرات يجري التحكم فيها عن بعد.
ووصفت الخارجية الأميركية أمس معركة كوباني التي يتابعها العالم “مباشرة” على شاشات التلفزيون بـ”المرعبة” واعتبرت أن هذه المدينة السورية الكردية الحدودية مع تركيا يجب ان لا تسقط بايدي تنظيم داعش المتطرف.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي حول المحادثات الهاتفية الاثنين والثلاثاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو أن “الجميع يعتبر متابعة ما يحدث في كوباني بشكل مباشر أمرا مرعبا”.
وأضافت “لا احد بالطبع يريد رؤية كوباني تسقط” في حين أعرب زميلها في البيت الأبيض جوش ارنست عن “القلق الشديد” حيال مصير المدنيين. وتابعت بساكي أن “هدفنا الأول هو منع داعش من تكوين ملاذات آمنة “.
من جهته يزور الرئيس الأميركي باراك اوباما البنتاجون حيث سيجتمع مع قادة القوات المسلحة ويطلع على سير الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش المتطرف في سوريا والعراق.
ويخوض المقاتلون الأكراد معارك ضارية ضد مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة عين العرب “كوباني” السورية على الحدود مع تركيا في حين يستمر القصف الجوي من جانب طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتطلق عشرات الأسلحة النار ويسمع دوي انفجار القنابل باستمرار.
وطالب مبعوث الأمم المتحدة في سوريا ستافان دي ميستورا المجتمع الدولي بالتدخل فورا لمنع التنظيم من السيطرة على هذه المدينة الهامة.
وقال دي ميستورا لـ بي بي سي إن سقوط كوباني “سيكون مذبحة ومأساة إنسانية”.
وحال سقوط المدينة سيقع جزء كبير من الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية وهو الطريق الأساسي الذي يدخل منه المسلحون للانضمام إلى التنظيم كما تدخل عبره إمدادات النفط من الحقول التي سيطر عليها التنظيم.
وأدت ثلاثة أسابيع من القتال حول المدينة الاستراتيجية إلى سقوط 400 قتيل ونزوح أكثر من 160 ألف مواطن سوري معظمهم من الأكراد عبر الحدود إلى تركيا.
من جهة أخرى قال مسؤولون محليون إن الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة دفعت مقاتلي الدولة الإسلامية للتراجع أمس إلى أطراف مدينة كوباني السورية الكردية التي أوشكوا على السيطرة عليها بعد هجوم بدأ قبل ثلاثة أسابيع.
وجذبت المدينة اهتماما دوليا بعد أن أجبر تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية 180 ألفا من سكان المنطقة الذين يغلب عليهم الأكراد على الفرار إلى تركيا المجاورة التي أثارت غضب أقليتها الكردية وشركائها في حلف شمال الأطلسي برفضها التدخل.
ورفع مقاتلو الدولة الإسلامية راية التنظيم على الأطراف الشرقية من المدينة يوم الاثنين لكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم دولا خليجية كثف هجماته الجوية منذ ذلك الحين. وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها لوقف زحف الدولة الإسلامية التي استولت على أجزاء واسعة من العراق وسوريا منذ يونيو.
وأمكن سماع دوي إطلاق نار وانفجارات قوية صباح أمس عبر الحدود التركية وارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان والتراب فوق المدينة التي تقول الأمم المتحدة إنه لم يبق فيها سوى بضع مئات من السكان.
وقال إدريس ناسان نائب وزير الخارجية في الإدارة المحلية في كوباني لرويترز “إنهم الآن خارج مداخل مدينة كوباني. كان الضرب والقصف فعالا جدا ودفع الدولة الإسلامية للتراجع عن مواقع كثيرة.”
وأضاف “هذا هو أكبر تراجع لهم منذ دخولهم المدينة ويمكن أن نعتبره بداية العد التنازلي لتراجعهم عن المنطقة.”
وكان مقاتلو الدولة الإسلامية يتقدمون صوب المدينة ذات الموقع الاستراتيجي من ثلاث جهات ويقصفونها بالمدفعية على الرغم من المقاومة الشرسة التي واجهوها من المقاتلين الأكراد الأقل تسليحا بكثير.
وقال خبراء دفاعيون إن من غير المرجح وقف تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية باستخدام الغارات الجوية وحدها وهي حقيقة جعلت واشنطن والأكراد الأتراك يطالبون بمعرفة سبب اصطفاف الدبابات التركية على مرأى من كوباني (عين العرب) دون أن تتحرك عبر الحدود.
وكان البرلمان التركي قد أقر الأسبوع الماضي التدخل عبر الحدود لكن الرئيس رجب طيب إردوغان وحكومته يحجمان عن هذا حتى الآن.
ويفضل أتراك كثيرون أن تخاطر أنقرة بإغضاب مواطنيها الأكراد على أن تنزلق إلى حرب برية في سوريا.
