محافظ ذمار: ماضون في البناء والصمود رغم العدوان والحصار
اليمن يكتب ملحمته في وجه العدوان بثبات وإرادة لا تنكسر
رئيس جامعة ذمار: عشر سنوات من الصمود رسالة واضحة لقوى الاستكبار
الجيش واللجان الشعبية.. ملحمة بطولية كسرت هيمنة العدوان
التلاحم الشعبي.. سر الانتصار في معركة الكرامة والسيادة
صمودٌ يتجدد.. اليمنيون يستقبلون العام الحادي عشر بموقف أقوى
القضية الفلسطينية والصمود اليمني.. التزام بالمبدأ ودعم لا يتوقف
على مدار عقدٍ من الزمن، ظلَّ اليمن شامخًا كجبلٍ صلدٍ، يتحدى رياح العدوان العاتية، رافعًا راية الصمود والثبات في وجه أعتى آلةٍ حربيةٍ عرفها العصر الحديث. واليوم يقف أبناء اليمن بكل شموخٍ وعزة، محتفلين بهذه المحطة التي لم تكن مجرد حدثٍ عابر، بل فصلًا خالدًا من كتاب المجد، كتبته التضحيات والبطولات بمداد الدماء الطاهرة.. عشرُ سنواتٍ من القصف والحصار والدمار، لم تفلح في أن تنال من إرادة شعبٍ قرر أن يكون حرًا، أن يكون سيدًا في أرضه، لا يقبل المساومة على كرامته ولا يبيع استقلاله في سوق المصالح السياسية. كان للثورة اليمنية أنصارها، وكان للأرض رجالها الذين أقسموا أن يذودوا عن حياضها حتى الرمق الأخير.
وفي هذه المناسبة والمحطة الهامة في تاريخ اليمن الحديث كان لـ “صحيفة الثورة” هذه اللقاءات مع قيادات محافظة ذمار في السطور التالية:
الثورة / رشاد الجمالي – ذمار
ذمار صوتٌ يصدح بالثبات
في محافظة ذمار، كان لـ”الثورة” أن تلتقي بعددٍ من المسؤولين والأكاديميين الذين عبّروا عن فخرهم واعتزازهم بهذه الذكرى التي أصبحت رمزًا للكرامة اليمنية.
وكانت البداية مع الأخ محمد ناصر البخيتي – محافظ ذمار، الذي تحدث قائلاً: “نحن اليوم نعيش محطةً مفصلية في تاريخ اليمن، حيث أثبت الشعب اليمني، على مدى عشر سنوات، أنه شعبٌ عصيٌّ على الكسر، يواجه العدوان بكل بسالةٍ وثبات، مدركًا أن معركته ليست فقط لأجل وطنه، بل لأجل قضية الأمة، ولأجل فلسطين التي كانت ولا تزال قضيتنا الأولى”.
موضحا ان شعبنا اليمني سيظل صامدا في مواجهة العدوان وبناء البلد بما يحقق الأمن والعدل والاستقرار والالتزام بالنهج الذي تسير عليه قيادتنا الثورية والسياسية نحو الاستقرار وسيادة بلدنا في مواجهة أي تحديات خارجية.
ويعيش وطننا أفراح ومباهج في وجه العدوان الذي مثل من خلاله أبناء الشعب اليمني أروع وأعظم ملاحم البطولة والانتصار والصمود الأسطوري في وجه أعتى عدوان بربري همجي وحصار جائر على مدى 10 أعوام من الثبات والتصدي لأهداف ومخططات العدوان ..
وأضاف البخيتي: 10 أعوام بما حملته من مآسٍ وآلام وصور مؤلمة للاستهداف الممنهج لليمن واليمنيين وحياتهم المعيشية وكيف واجهها أبناء الشعب في صور التلاحم والتآزر والشموخ والتحدي وتعزيز روح الإخاء وتوحيد الصفوف والجبهة الداخلية في وجه العدوان وما جسدته بطولات المجاهدين في الجيش واللجان الشعبية وتضحياتهم الكبيرة في ميادين العزة والكرامة من مآثر عظيمة في الثبات والمواقف الشجاعة للقيادة والشعب في خندق واحد حتى تحققت الانتصارات بل المعجزات..
يتحدى الزمن
أما الدكتور محمد محمد الحيفي- رئيس جامعة ذمار: فقد أكد أن الشعب اليمني ماضٍ في طريقه، ثابتٌ في مواقفه، مستعدٌ للتضحية بالغالي والنفيس دفاعًا عن سيادته واستقلاله.
وأضاف: “لقد جسّد اليمنيون خلال العقد الماضي أروع صور التحدي، متحدين الحصار والمؤامرات، في مشهدٍ أثار دهشة العالم”.. واعتبر الدكتور الحيفي أن تدشين العام 11 من الصمود ونهج الثبات في مواجهة تبعات العدوان صورة حية لعظمة إباء وصبر الشعب اليمني الذي تحرك وواجه قوى الطاغوت متسلحا بالإيمان والثقة بالله لتتحول سنوات المعاناة إلى بأس شديد في دعم ونصرة الأشقاء الفلسطينيين وإطلاق الصواريخ والمسيرات إلى المدن والموانئ الصهيونية والانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني وذلك ما يجسد تعاظم المشروع القرآني في الدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية المركزية القدس.
في السياق ذاته، أشار أحمد الضوراني، وكيل محافظة ذمار، إلى أن هذه الذكرى تجسد استمرار النضال الوطني حتى تحرير كامل التراب اليمني، قائلًا: “اليمن اليوم أقوى من أي وقتٍ مضى، وأكثر قدرةً على مواجهة التحديات، والمواقف البطولية التي أظهرها الشعب وقيادته تُثبت أن النصر قادمٌ لا محالة”.
ملحمةٌ في ميادين العزة
أما جلال الجلال، مدير رقابة وجمارك ذمار، فقد أشاد بالصمود الأسطوري لأبناء الجيش واللجان الشعبية الذين خاضوا معارك الشرف ببطولةٍ نادرة.. مؤكدًا أن اليمنيين، رغم فارق الإمكانيات العسكرية، استطاعوا أن يحققوا معجزاتٍ عسكرية، قائلًا: “لم يكن اليمن بحاجةٍ إلى ترسانة أسلحةٍ ضخمة، بل كان بحاجةٍ إلى رجالٍ يحملون الإيمان والإرادة، وهذا ما صنع الفارق”.
دروسٌ للعالم في الكرامة
من جهته، أكد المهندس محمد المداني، مدير عام الطرق والجسور في ذمار، أن الحرب لم تكن عسكريةً فقط، بل كانت أيضًا حصارًا اقتصاديًا ممنهجًا استهدف حياة الناس ومعيشتهم، ومع ذلك، وقف اليمنيون صامدين، يحولون المحن إلى فرص، ويحولون الألم إلى إبداعٍ في الصمود والتكيف مع أصعب الظروف.
صنع البدائل
أما فؤاد القواس، مدير مكتب الاتصالات في ذمار، فقد تحدث عن الصمود الاقتصادي والتقني، مشيرًا إلى أن اليمن استطاع رغم الحصار أن يبني منظومته الخاصة، قائلًا: “لقد تعلمنا كيف نصنع البدائل، وكيف نبني اقتصادًا مقاوِمًا، وكيف نحول الضغط إلى حافزٍ للإبداع والابتكار”.
نحو أفقٍ جديد
مع دخول اليمن عامه الحادي عشر من الصمود، تتجه الأنظار نحو المستقبل، حيث تتجسد آمال اليمنيين في تحقيق سلامٍ عادلٍ يحفظ السيادة والكرامة، ويفتح أبواب التنمية والاستقرار.
وكما يؤكد نبيل المتوكل- مدير منشأة الغاز في ذمار: اليمن اليوم أقوى، وأكثر وحدةً، وأكثر وعيًا بالمخاطر، ونحن على ثقةٍ بأن النصر حليفنا، وبأن التاريخ يسجل هذا الصمود كواحدٍ من أعظم ملاحم العصر”.
ويتبين ان اليوم الوطني للصمود ليس مجرد ذكرى تُحيى، بل هو عهدٌ يتجدد، ورسالةٌ للعالم أن اليمنيين لا يُهزمون، وأنهم، رغم كل التحديات، لا يزالون واقفين كجبالهم الراسخة، يكتبون تاريخهم بدماء الشهداء، ويبنون حاضرهم بإرادة الأبطال، ويصنعون مستقبلهم بإيمانٍ لا يتزعزع بأن النصر قادمٌ، وبأن الغد سيكون أكثر إشراقًا.