
لقاء أحمد الطيار –
شدد الخبير المهندس خالد علي حسين هاشم أخصائي ثروة حيوانية على أهمية فتح المجال للاستثمارات المنتظمة للثروة الحيوانية في اليمن مشيرا الى أن اليمن يمتلك بيئة طبيعية منافسة للإنتاج الزراعي ولديها مناخ طبيعي يؤهلها لزراعة الأعلاف على مدار العام .
وقال الخبير هاشم أن ضعف عملية الإنتاج الحيواني يعود إلى اهتمام المزارع اليمني في الريف بشجرة القات الأمر الذي جعلته يترك تربية المواشي وهذا سبب تدهور إنتاج الثروة الحيوانية في مديريات كثيرة من محافظات حجة وعمران وصعدة والمحويت والتي كانت في يوم ما من أكثر المناطق إنتاجا للثروة الحيوانية .
وعلل تراجع الإنتاج او تدهوره عاما بعد أخر يعود إلى أن المهنة تعتمد على صغار المزارعين الذين يربون مواشي محدودة إضافة إلى أن مشكلة الحيازات الصغيرة من الثروة الحيوانية سببت ضعف الإنتاج.
* كيف تقيمون وضع الثروة الحيوانية في اليمن حاليا¿
اليمن بشكل عام تعتمد في الثروة الحيوانية وإنتاجها على المزارعين الفرديين وهؤلاء يسمون علميا المزارعين الصغار ذوي الحيازة الزراعية الصغيرة التي لاتتعدى عشرة رؤوس من الأغنام أو الماعز او الأبقار وهذا الإنتاج سمة تتجذر في الريف اليمني وفي كل محافظات الجمهورية هؤلاء المزارعين يمكن تقسيم عمليات إنتاجهم الى قسمين الأول المناطق التي دخلت فيها زراعة القات والثانية التي لم تدخلها أو التي دخلها بسب متوسطة ففي المناطق الاولى التي باتت تزرع القات بشدة يمكننا الجزم أن الثروة الحيوانية تدهورت فيها بشدة ولم يعد لها وجود إلا ماندر هذه المناطق تقع في محافظات المحويت وحجة وعمران وصعدة وذمار فيما يمكن ان نطلق على المنطقة الثانية ان الإنتاج الحيواني فيها لايزال جيدا وإنتاجها يمكن أن يكون اقتصادي بالمعني الحرفي.
فتدهور الثروة الحيوانية في مناطق زراعة القات لم يكن السبب فيه ندرة المراعي أو فقدانها او الجفاف بل يعود الى انشغال المزارعين بزراعة القات وبالتالي لم يعودوا يزرعون الحبوب والبقوليات والأعلاف في مزارعهم وهذه المنتجات هي في الأصل المقوم الأساسي لاقتناء الثروة الحيوانية حيث انها تنتج مخلفات بكميات كبيرة هي الغذاء الذي خصه الله لتقوم عليها تربية الثروة الحيوانية ومنتجاتها.
في تلك المناطق لايتم استغلال المراعي الطبيعة من جهة ولايتم زراعة منتجات أخرى غير القات وبالتالي لايستفيد المزارع من موارد طبيعة اقتصادية متاحة له وبالتالي يخسر اقتصادية ملايين الريالات وهو لايدري .
*ما أوجه الخسارة التي يتعرض لها الاقتصاد الوطني جراء عدم استغلال الموارد الطبيعة لتربية الثروة الحيوانية ¿
أول خسارة تلقيناها في اليمن هي أننا لم نعد مكتفين ذاتيا من منتجات الثروة الحيوانية كاللحوم الحليب والاجبان والدواجن وبالتالي ارتفعت فاتورة الاستيراد ففي بعض المواد يصل الفجوة الغذائية إلى 50%.وهناك منتجات كالجبان نجد الفجوة الغذائية فيها تصل إلى 90%.
* ما تقديركم لنسبة الاكتفاء الذاتي من الثروة الحيوانية في اليمن¿
بعض المناطق في الريف اليمني لاتزال الفجوة الغذائية فيها بسيطة فالمراعين هناك ينتجون مختلف أنواع المنتجات من الثروة الحيوانية ومن خلال عمليات مسح أجريناها في برنامج استكشاف الاستثمار في الثروة الحيوانية وجدنا مناطق في تعز واب تزخر بالثروة الحيوانية بشكل اقتصادي وهي منتجة بشكل جيد لكن مناطق أخرى في مناطق زراعة القات كانت بائسة فالثروة الحيوانية متدهورة وبالتالي تعتبر الفجوة الغذائية لديها عالية .
*برأيكم هل هناك فرص للاستثمار في الإنتاج الحيواني وهل هو مجد اقتصاديا ¿
طبعا هناك فرص كبيرة للاستثمار في الثروة الحيوانية في اليمن فاليمن أسميت من زمان اليمن السعيد لأنها بيئة بها كل مقومات الاستثمار الزراعي والحيواني في المقام الأول بلادنا بلد زراعي تنتج مئات الآلاف من الأطنان من المزروعات كالحبوب والبقوليات والأعلاف وغيرها وهذه في الأصل هي المدخلات للإنتاج الثروة الحيوانية ولنا أن نتخيل بلد زراعي ينتج مئات الآلاف من الأطنان من الحبوب والبقوليات والأعلاف ومراعي لايتم استغلالها وهذه قيمتها مليارات الريالات يخسرها الاقتصاد الوطني.
هل يمكن أن يقام قطاع منظم للاستثمارات في اليمن ¿
نعم يمكن ان يقام اذا تم ضمان توافر المدخلات الرئيسية لها واعني بها وجود قطاعات جاهزة من المواشي الصغيرة التي يمكن تربيتها فئة عمر ثلاثة شهور وهذه العملية الاستثمارية هي تحسين وتسمين الثروة الحيوانية وهذه مهمة جدا حيث أننا في اليمن نواجه مشكلة في توفير هذه الرؤوس الجاهزة فحيث أن الإنتاج يعتمد على مزارعين فرديين ينتجون خمس رؤوس في السنة أو أكثر لايستطيع المستثمر أن يضمن ان يكون القطيع الذي يقوم بتسمينه موحدا وخاليا في المقام الأول من الاختلافات والتكوينات بل والنوعيات .
حين يكون هناك استثمار يجب ان تكون لدينا مزارع كبيرة تنتج لنا كميات كبيرة من الصغار ليقوم المستثمر بتسمينها وهنا أحب التأكيد ان الاستثمار في هذا النوع مجد اقتصاديا ومفيد ومربح لان مقومات توافر الأعلاف كبيرة وأيضا لدينا مناخ مناسب في كل محافظة وقدرة على إنتاج الأعلاف على مدار العام وهذه ميزة لاتتمع بها أي دولة غير اليمن.