نقص حاد في مدرسي المواد العلمية يقابله تضخم شديد في مدرسي الأدبية


أولياء أمور طلبة:
على وزارة التربية مراعاة أوضاعنا الصعبة بتوفير زي مدرسي بسعر مناسب
تربويون:
إلزام الطلاب بارتداء الزي.. مشكلة تتعقد عاماٍ بعد آخر.. وتوفير معلمين لبعض المواد ضرورة ملحة
مع إطلاق وزارة التربية والتعليم صافرة بداية العام الدراسي في السابع من سبتمبر الفائت عادت اللوحة الجمالية إلى شوارع المدن اليمنية ترسم الأمل بمشهد جموع الطلاب والطالبات المتدفقين نحو فصول العلم , يعطون في مشهدهم ذلك أملاٍ جديداٍ لليمن وبأنه قادر على تجاوز صعوباته بفضل أبنائه.
كما أكد وزير التربية والتعليم عبد الرزاق الأشول في افتتاح العام الدراسي 2014م- 2015م.
” الثورة” رصدت الصعوبات والمشكلات المرتبطة بالعملية التعليمية في محافظة المحويت التي تشمل نقص المدرسين ونقص الكتب الدراسية, وأخرى ترتبط بأولياء الأمور والوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه الأسر بالمحافظة .
وفي هذا الاطار يوضح أحمد الفقيه -وكيل مدرسة الدرة بمدينة المحويت- أن انتظام الطلاب بالزي المدرسي يواجه صعوبات كبيرة تفرض على الإدارة المدرسية التروي في تطبيق القرار .
ويقول: قرار وزارة التربية والتعليم واضح بشأن ارتداء الطلاب للزي المدرسي, ونحن نمنع أي طالب من دخول المدرسة إلا مرتديا للزي المدرسي, ولكن لانستطيع تطبيق ذلك من الأيام الأولى.
ونظل نمنح المهلة تلو الأخرى لأولياء الأمور حتى يتحقق الالتزام الكامل, وحتى ذلك الحين فهذا الأمر يستهلك جزءا من تفكير الإدارة وعملها ومتابعة أولياء الأمور حتى الانصياع لقرار ارتداء الزي المدرسي.
أسباب اقتصادية
ويرجع الفقيه حيثيات أو أسباب عدم التزام جزء من الطلاب بارتداء الزي المدرسي إلى الوضع المالي والاقتصادي لأسرة الطالب ويقول : السبب اقتصادي بالدرجة الأولى, فبالإضافة إلى ارتفاع كلفة توفير الزي الذي يصل يتراوح ثمنه مابين 3 آلاف وأربعة آلاف وقد يصل إلى خمسة آلاف, الأمر يختلف بين الذكور والإناث , فالكثير من أولياء الأمور لديهم أكثر من طفل يرتادون المدارس وبالتالي فكلفة توفير الزي المدرسي تكون كبيرة.
وحول المعالجات: أشار إلى أن التوجيهات من مكتب التربية بالمحافظة تقضي بمراعاة ظروف الناس ولكن ليس إلى أجل غير محدود .
تفقد المشكلة
من جانبها تؤكد الأستاذة سمية راجح وكيلة مدرسة عائشة أن إلزام الطلاب بالزي المدرسي مشكلة عويصة تتكرر كل عام وتسبب صداعا لإدارة المدرسة.
وتقول: بسبب تدهور الحالة الاقتصادية لكثير من أولياء الأمور والأسر وغلاء الأسعار فان المشكلة تتعقد عاما بعد آخر .
وحول الحلول ترى أن أولياء الأمور منوط بهم توفير مبالغ مالية مسبقا لأبنائهم لتوفير الزي وخلافه, لكن هذا الأمر مالا نلمسه وتلجأ الإدارة إلى منع الطالب من دخول الحصص حتى يأتي ولي الأمر ويلتزم وهكذا فرصه وراء أخرى حتى تنتهي المشكلة بعد مضي مايقرب من شهرين دراسيين أحياناٍ.
ظروف الفقراء
من جانبه أحمد الولي -والد طالب- يبدي سخطه ويرى أن على وزارة التربية مراعاة أوضاع الفقراء وتوفير أزياء مدرسية بسعر مخفض ومقبول.
ويقول: أنا جندي في الأمن العام ويصل راتبي إلى 35 ألف ريال , وتوفير الزي المدرسي دفعة واحدة يشكل معضلة كبيرة بالنسبة إلى, والمدرسة لاتحتمل أو تراعي وضعنا لفترة طويلة , واضطررت العام الماضي للذهاب إلى المدرسة أكثر من مرة لتحرير التزام بشأن الزي وهذا العام أنا استعد لفعل ذلك مجدداٍ, خاصة أن الزي للعام الماضي قد اهترأ.
ويضيف: لدي 4 أولاد في المدارس مايعني أن على توفير مبلغ مايقرب من 20 ألف ريال دفعة واحدة من راتبي لشراء زي مدرسي مقبول فقط ناهيك عن الدفاتر وخلافه من مستلزمات الدراسة.
ويضيف: أوجه دعوة إلى وزير التربية بالنظر إلى حالات الأسر الفقيرة والمعدمة وابتكار حل يراعي ظروف الفقراء ويجعل الالتزام بالزي المدرسي مقدوراٍ عليه .. وبسبب الوضع الاقتصادي فإن كثيراٍ من الأسر تلجأ لتوليف الأزياء من أبنائها الكبار للصغار منهم, وتحاول معالجة المهترئات منها بطرق عدة يجعل منها مقبولة ولعام واحد إضافي, وهذا النوع من المعالجات يظل محل قبول ورفض وأخذ ورد بين الأسرة والمدرسة حتى يرضخ أي منهما للآخر.
ويقول الأستاذ عبدالملك الطويلي: بعض أولياء الأمور يقوم بإعادة صبغ أو رقاع الزي المدرسي, لكن هذا الأمر لايجدي في عديد من الحالات خاصة إذا كان الزي مهترئاٍ بشكل كبير, أو صار قصيراٍ جداٍ.
وإذا كانت هذه هي الصورة بشأن الزي المدرسي في مدينة المحويت وحواضر محافظة فإن الأمر يختلف إلى حد ما في الأرياف حيث لا يجري التشديد بشكل كبير جداٍ في شأن الزي المدرسي حتى لا ينفر الطلاب من التعليم ويفضلون العمل إلى جانب أسرهم في الحقول بحسب مسئول في مكتب التربية والتعليم.
محدودية استيعاب الطلبة
ومع انطلاقة العام الدراسي تبرز أيضا إلى الواجهة مشكلة القدرة الاستيعابية للمدارس , وتضطر العديد من المدارس إلى إغلاق أبوابها لاكتمال طاقتها الاستيعابية أمام الطلاب , ويصبح الأمر مشكلة أكبر بالنسبة للفتيات وطلاب المراحل الأساسية الأولى والذين لا يمكن لأهاليهم البحث عن مدرسة أخرى ولو أبعد قليلاٍ.
وتقول الأخت أمة الملك النزيلي- وكيلة مدرسة الخنساء – إن طاقة مدرستها بالنسبة لاستقبال الطالبات من الصف الأول الأساسي اكتملت منذ وقت مبكر من بداية العام الدراسي الحالي, وهذا الأمر شكل معضلة كبيرة.
إذ لا يمكن فتح فصل جديد دون موافقة مكتب التربية بالمحافظة , ففتح فصل دراسي جديد ليس بالأمر الهين ويتطلب توفير مدرسين جدد وتوفر فصل متاح للرقم الجديد.
الحال في مدرسة الخنساء يكاد يكون هو ذاته في مدارس مدينة المحويت الأخرى حيث تفوق أعداد الطلاب طاقة المدارس الاستيعابية , وفي كل عام يتضخم الفارق ولا حلول جذرية لمواجهتها سوى رفع الأعداد بداخل الفصول وهذا الأمر يشكل عبئا على المدرس وعبئا على التلميذ نفسه إذ يشير الطالب محمد الخياطي – ثاني ثانوي – إلى أن عدد الطلاب في فصله الثامن الأساسي بلغ الـ70 طالباٍ وهو ما يجعل فرصة الاستيعاب تقل بكثير مما كان سابقاٍ.
وحول إذا ما كنت الدراسة أصعب في ظل أعداد كهذه في الفصل يجيب محمد بالإيجاب , ويؤكد بأن ذلك يؤثر في نفسيات الطلاب.
إرباك متواصل
ومن جانبه يؤكد الأخ خالد اللساني بأن كثافة الطلاب في الفصل الدراسي تتسبب بإرباك كبير للمدرسين ولسير العملية الدراسية برمتها ويضطر بعض المدرسين لتقديم بعض الحصص في ساحة المدرسة نظراٍ لازدحام الفصول التي يصل عدد طلابها إلى الستين طالباٍ في بعض الصفوف الدراسية, ولإتاحة الفرصة لصفوف أخرى بالدراسة في داخل الفصول .
وحول العوامل المؤدية لانخفاض الطاقة الاستيعابية للمدارس في مدينة المحويت تحديداٍ يشير الاستاذ محمد االقطمة بالمركز التعليمي لمدينة المحويت ومديريتها إلى جملة عوامل جرى اهمالها وتسببت بالوضع القائم حاليا وبات المزيد من الإهمال ينذر بمشكلة أكبر.
ويقول: اضافة إلى العامل المتمثل في النمو السكاني طبيعيا للمدينة , فإن الظروف الأقتصادية التي شهدتها البلاد وخاصة منذ التسعينيات حولت مدينة المحويت بوصفها عاصمة للمحافظة إلى قبلة للهجرة الداخلية من الأرياف والمديريات في المحافظة وخاصة مديريتي ملحان وحفاش ,حيث أصبح المهاجرون يشكلون نسبة كبيرة اليوم من سكان المدينة وكما يشكلون عبئا اقتصاديا فهم يشكلون أيضاٍ.
عبئاٍ تربويا عجزت سياسة زيادة الفصول الدراسية في المدارس القائمة أصلأ عن استيعاب أبناء المهاجرين أو القادمين إلى المدينة للبحث عن شروط تعليم افضل.
نقص يقابله تضخم
المشكلة الثالثة التي تعيشها مدارس المحافظة تتمثل في نقص المدرسين وبخاصة مدرسي المواد العلمية إذ أن أعداداهم القليلة يجعلهم مصدر صراع بين المدارس وبالكاد ينتظم الأمر مع مرور الوقت.
ويرجع يوسف السنحاني مدير مدرسة النبلاء الأمر إلى سوء التخطيط التربوي والتوظيف العشوائي , إذ تتضخم مخرجات الكليات التربوية في التخصصات الادبية بينما تقل بكثير مخرجات التخصصات العلمية , ويقول: وعلى هذا المنوال تمضي عملية التوظيف للمدرسين فبين مدرس فيزياء أو كيمياء أو رياضيات يجري توظيفه , يتم توظيف خمسة في تخصصات أدبية نعاني اصلا من وجود تضخم .
وسبب آخر يراه الأستاذ عبدالله المهدي وهو تحويل مدرسي المواد العلمية بسبب الوساطات والمحاباة إلى إدارة التوجيه التربوي برغم علم المسئولين في التربية بمعاناة المدارس من نقص المدرسين في المواد العلمية , وهو مايتسبب بالكثير من الإرباك , إذ لا يتم إشعار المدرسة مسبقاٍ أو توفير البديل.
ترافق كل عام
هي مشكلات تتكرر كل عام منها ما نستطيع تجاوزه ومنها ما يرتبط بأمور قد تتصل بالوزارة كتوفر ألكتب المدرسية مع بداية العام الدراسي أو ما يرتبط منها بالطالب نفسه كتوفر الزي المدرسي بحسب ما يقوله التربويون هنا.
وحول مشكلة نقص المدرسين بمحافظة المحويت أشار الأستاذ محمد بمكتب التربية والتعليم بمحافظة المحويت إلى أن هذه الإشكالية تعاني منها معظم محافظات الجمهورية وليس محافظة المحويت لوحدها وهي بحاجة إلى تنظيم مخرجات التعليم الجامعي وتشجيع التخصصات العلمية , حتى يجرى القضاء على هذه المشكلة .
وحول مشكلة الطاقة الاستيعابية للمدارس بداخل مدن المحافظة فأشار إلى أن مكتب التربية عمل على استحداث فترة تدريس مسائية لتحقيق قدرة استيعابية أكبر في المدارس , لافتا إلى أن مشكلة الطاقة الاستيعابية بحاجة إلى توجه محلي ومركزي لإنشاء مدأرس جديدة تراعي تنامي أعداد السكان بمدينة المحويت عاصمة للمحافظة وكونها وجهة للهجرة الداخلية من الأرياف , مع ما يعنيه ذلك من زيادة سريعة في أعداد الطلاب الملتحقين بصفوف التعليم الأساسي والثانوي .

قد يعجبك ايضا