
المناضل السبتمبري محمد محمد اليازلي أصغر سجين سياسي في اليمن إبان ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 كان عمره حينها لم يتجاوز 17 عاما.
بدأ اليازلي نشاطه السياسي المناوئ للحكم الإمامي في اليمن في مدينة تعز من خلال الانخراط في صفوف الجمعية الوطنية الثورية الديمقراطية التي تكونت عام 1958م.
يؤكد اليازلي في حوار مع"الثورة" أجراه الزميل محمد القراري أن اعتقاله تم قبل 11 يوما من عملية اللقية والعلفي في الحديدة عندما أطلقوا النار على الإمام أحمد أما سجنه فقد تم فعلا بعد محاولة الاغتيال.
وأشار إلى أن اعتقاله تم بسبب رسالة كان قد كتبها إلى الشيخ سنان أبو لحوم المتواجد حينها في عدن ذكر له فيها أن العملية نجحت والشخص الذي أخذ الرسالة سلم الرسالة إلى مدير الأمن في تعز محمد التركي الذي أعطى توجيهاته باعتقاله حينها.
وأضاف: في الحوار الذي نشر اليوم "بعد التحقيق معي تم إطلاقي بكفالة وتعهد مني بالبقاء في تعز وإثبات حضوري لدى الشرطة كل يوم".
وذكر اليازلي أن من قام بالتحقيق معه هو عبدالله عبد الكريم زوج بنت الإمام أحمد وتم تكبيله بالقيود ونقله على متن طائرة إلى صنعاء حيث حكم عليه بالسجن بتهمة القيام بتفجيرات في مدينة تعز وبمحاربة الله ورسوله والسعي في الأرض فسادا.
وأشار إلى أن الحكم الصادر عليه كان إقامة حد الحرابة إلا أن أحمد زبارة عضو لجنة التحقيق لم يقر ذلك نظرا لصغر سنه حينها إذا لم يتجاوز الـ17 سنة ولا يوجد دليل يثبت قيامه بالتفجيرات.
وقال اليازلي إنه دخل السجن تسع مرات خلال الأعوام 6364 65 بسبب مواقفه التي كانت تعارض الممارسات الخاطئة والسياسات التي لا تخدم الثورة ولا تساعد على تحقيق التغيير المنشود.
وأكد المناضل اليازلي أن ثورة 26 سبتمبر حققت جزءا كبيرا من أهدافها وحالت الظروف والتحديات التي واجهتها دون تحقيق بعض الأهداف ولكن تحقق الهدف الأهم للثورة وهو القضاء على النظام الامامي وإقامة نظام جمهوري تحقق.
وعن المشاكل التي ظلت تواجه ثورة سبتمبر أكد أن أهم مشكلة هو عدم التمكن من الحفاظ على السيادة الوطنية واستقلال القرار اليمني نتيجة للتدخل الخارجي في شئون اليمن الداخلية بشكل مباشر وغير مباشر.
وقال: "حاجة ثورة 26 لدعم ومساندة الأشقاء اقتضى فتح الباب للتدخل الخارجي ومن حينها لم نتمكن من إغلاق باب البيت اليمني وصارت اليمن ساحة للصراعات الإقليمية والدولية ولا تزال".
وعن دوره في إصدار صحيفة الثورة أكد اليازلي أنه تم إصدار صحيفة الثورة بموجب تكليف من قبل فرع القيادة العسكرية-تنظيم الضباط الأحرار في تعز.
وقال: "كان التكليف موجه لي وللأخ المناضل الثوري الأستاذ يحيى بهران بإصدار صحيفة ناطقة باسم ثورة26 سبتمبر" .. مشيرا إلى أنه تم إصدار العدد الأول من الصحيفة يوم التاسع والعشرين من سبتمبر 1962 ولديه صورة للأعداد ا2 56 و10.
وأكد أنه تم نقل مقر صحيفة الثورة من تعز إلى صنعاء في 8 سبتمبر 1963 يوم اختتام مؤتمر عمران.
وانتقد اليازلي عدم مواكبة الإعلام الرسمي للتطورات التي حصلت المجال الإعلام وعدم استغلالها هامش الحرية التي توفر بعد ثورة 2011 الشعبية لإرساء قواعد عمل جديدة تواكب التطورات السياسية والإعلامية التي تشهدها البلاد.
وقال: "الإعلام الرسمي لا زال يعمل بالطريقة النمطية التي اعتاد عليها غير مستوعب أنه لم يعد الوحيد في الساحة ولم يحدث حتى الآن أي تغيير في رسالته من حيث الشكل والمضمون".
تفاصيل على الرابط التالي:
https://www.althawranews.net/portal/news-96963.htm