الحاجة للسلم والشراكة الوطنية
لم يعد السلم والشراكة الوطنية شعارا تتحمل به الجرعات السياسية بل أصبح حاجة ماسة من أجل أمن واستقرار اليمن في ظل ظروف عربية شديدة الحساسية والتعقيد.
لقد غدت الشراكة الوطنية بحق العلاج الناجع للكثير من المشاكل التي يعانيها الوطن وللخروج من مرحلة التحشيد والتحشيد المضاد التي تستطيع أن تعرض الوطن إلى مرحلة الانزلاق إلى الحرب الأهلية.
ولهذا كان توقيع اتفاق السلم والشراكة الوطنية الجسر الذي عبر منه اليمنيون وتنازلوا لبعضهم البعض وهذا يعتبر خيرا من هدم المعبد فوق رؤوس ساكنيه.
نعم يتبعه ظواهر تقلق السكنية العامة وتضعف من هيبة الدولة لكن لا أزال أنظر إليها باعتبارها أعراض مخاض عسير لولادة الدولة القوية والعادلة مخاض يولد من رحم تراكمات ومظالم وخلافات وأيديولوجيات وحروب للأسف خاضها اليمني ضد أخوه وكان لها تجارها وسماسرتها الذين أرادوا منها أن تكسر شوكة الرأي الآخر وبعد سلسلة الحروب تلك كان الحل هو بالاعتراف بالآخر والابتعاد عن الإقصاء والتهميش.
الحروب وطول ديمومتها لا تصنع واقعا جديدا بل واقعا مأساويا ومن يرى عكس ذلك فهو يعاند نفسه ويقف عكس منطق الأشياء.
ولا بد أن تتعلم كافة الأطراف السياسية مما حدث وأن تغادر مرحلة اتهام الآخر وصبغه بكل مفردات التخوين وأن يساهم الجميع في تحريك بوصلة الحياة السياسية في اتجاهات آمنة تستهدف خلق تنمية حقيقة لمجتمع أنهكته الصراعات .
إن الشراكة الوطنية في إدارة الدولة وصنع القرار غدت سياجا لكثير من المشاكل التي يعاني منها الوطن العربي أبرزها الإرهاب وخاصة فكر داعش.
إذا الشراكة الوطنية حماية للحاضر وكذلك المستقبل إذا تحولت صيغ الاتفاق إلى واقع يفرض نفسه ووثق كل طرف بالآخر وفتح صفحة جديدة من التعامل من أجل هذا الكيان الوطني الذي نريده أن يسير إلى الأمام بحكم أبنائه المخلصين من مختلف مشاربهم السياسية والاجتماعية.