الواقع المؤلم الذي نعيشه يشكل تحديا علينا تجاوزه للاقتراب من مفهوم الثورة (2-2)

مؤتمر الحوار الوطني الشامل جاء كخلاصة راقية للتراكم المعرفي الذي أنتجته الحوارات السابقة

مفهومنا للثورة بأنها ثورة شعب ومفهومنا للحوار بأنه حوار وطني شامل يفرض على كل المتحاورين أن يدافعوا عن مفهوم هذه الشراكة

كل أبناء شعبنا وطنيون ويحق لكل واحد منهم أن يشارك في النظام السياسي وفي صنع القرار

مثلت الثورة اليمنية نقطة الضوء وبارقة الأمل التي انبثقت من مجاهيل ظلام عصر بئيس جثم على صدور اليمنيين سنين طويلة ظلوا فيها حبيسي ذلك الواقع الكارثي الذي كان عنوانه الأبرز هو الفقر والجهل والمرض.
لقد ثار اليمنيون وبذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل ثورتهم كيما ينعم وطنهم بالحرية ويعانق النور الذي حجبته عن أعينهم أسمال الطغاة المستبدين وينطلق نحو آفاق أرحب من التطور والرخاء.. وها هي ثورتهم بعد بضع وخمسين عاماٍ لا تزال تحطم ما يعترض طريقها من العوائق منطلقة إلى غايتها بعزم لا يعرف الوهن.
مسيرة ثورة دائمة لا تزال تجدد نفسها بتعابير شتى اشتمل عليها هذا اللقاء الذي أجريناه مع الدكتور/ أحمد الأصبحي عضو مجلس الشورى عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام فإلى التفاصيل..

* أين نقف اليوم من المبادئ التي قامت عليها ثورة 26 سبتمبر¿
– عند النظر إلى واقعنا وتقييمه فأنا أرى أن هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه يشكل تحديا أمامنا في أن نتجاوزه للاقتراب من مفهوم الثورة للاقتراب من روح الثورة ومبادئها.. عندما أقيم نفسي بعد 52 سنة وعلى الرغم من كل المنجزات التي تم التطرق إليها أنظر إلى أن هناك أساسيات فالفقر مثلا لم يختف بل إنها اتسعت قاعدته وكذلك الأمية فبرغم من أننا أدخلنا في برامج التربية والتعليم وفي الخطط التربية فما زالت الأمية موجودة أيضا العدل الاجتماعي لا تزال هناك مفارقات وليس هناك نتوءات كثيرة برزت وهي لا تمثل الثورة اليمنية وهذه هي المعوقات التي ينبغي أن تشكل عنصر التحدي للشعب في عملية التغيير.. هناك من يحاول أن يعمل تغييراٍ في الاتجاه المضاد ونحن لسنا مع هذه المفاهيم بل علينا أن نصحح أنفسنا فأول الأولويات هو كيف نبحث عن حكم رشيد من خلال تصحيح مسار الدولة بإدارتها بوعيها للشئون المالية والإدارية بوعيها للقضية السياسية العامة بمفهوم الوحدة الوطنية بمفهوم العدالة الاجتماعية بمفهوم تكافؤ الفرص.. هذه الأساسيات عندما يشعر المواطن أنها موجودة سيعطي عطاء أكثر ولا ننسى أنه إذا اختل العدل الاجتماعي برزت هذه النتوءات فلا أمن ولا استقرار ولا التنمية التي ننشدها.. لن أكون مخطئا إذا ما قلت أن هناك تنمية وأن هناك منجزات تحققت لكنها ليست بالمستوى الذي يحقق مفهوم العدل الاجتماعي على مستوى الوطن فلا يزال هناك من المواطنين من لم يصل إليه خير الثورة وهذه الاختلالات الموجودة على عموم الوطن ولكن كل واحد يعتقد أنه وحده المظلوم أو أن مظلوميته أكثر من غيره.. والمساواة في الظلم للأسف الشديد تعاسة.
تعبير ثوري
* لا جدال في أن ثورة 26 سبتمبر هي الثورة الأم وتبقى التحركات الشعبية التي أعقبتها بمثابة استكمال لها أو استمرارا لمسيرتها.. اليوم ونحن على أعتاب مرحلة جديدة سيما بعد ثورة فبراير 2011 وما أعقبها من تسوية سياسية ومؤتمر الحوار الوطني الشامل وما تمخض عنه من وثيقة الحوار ومخرجاته كيف حافظ كل ذلك على روح الثورة¿
– ليسمح لي القارئ بأن لا أقف أمام المصطلحات هكذا كما عْرفِت هذا احتجاج أكثر منه ثورة لأن تراكم الفساد والعيوب الأخرى مثل عدم وجود تكافؤ فرص دفع العاطلين من الخريجين ومن مضى عليهم سنوات بلا وظيفة وقلة قليلة ممن لا يملك شهادة ولا خبرة ويتصدرون مواقع كبيرة في الدولة وأغناهم الله من حيث لا يرون أو يدرون هنا تتحول إلى عامل إحباط فالثورة أن تثور وعندك برنامج أما لحظة فورة احتجاجية ثم يختلفون مع بعضهم ويتصارعون فيما بينهم فهذه لا تسمى ثورة بالمعنى الحقيقي لكن من غير شك أن وجود عملية احتجاجية بخد ذاتها يعد تعبيرا بطريقة أو بأخرى عن أنه كان لنا ثورة في الأصل فأين الثورة بمعالمها وقيمها..
ومن إيجابيات هذا الاحتجاج أننا توصلنا بفضله إلى حوار ضم الجميع للتحاور حول ماذا نريد للمستقبل.. وخرجنا بكمية كبيرة من التوصيات والقرارات سميناها مخرجات الحوار الوطني وإلى هذه اللحظة مضت أشهر ولم نجد أي أثر لهذه المخرجات على الواقع باستثناء تشكيل اللجان وهذه اللجان لا تزال مستمرة في عملها وأنا أرى أن إنجاز مشروع الدستور هو الأبرز حتى الآن ومشروع الدستور يفترض أن ينزل إلى جموع الشعب أولا ليناقشوه وليس مسلماٍ من خلال لجنة ولم نكن متفقين على ما يطرح الآن في الإعلام(كلفتة) بل ينزل أولا إلى جموع الشعب ليقدموا آراءهم بكل حرية مثلما أنزلنا مشروع الميثاق الوطني ومن ثم يعاد لتصيغه لجنة صياغة مشروع الدستور ومن ثم يكون في الصياغة ما يشبه الاقتراب من إنزاله بعد ذلك للاستفتاء عليه أما إنزاله هكذا فأنا أخشى عليه ستكون (كلفتة) وبالتالي سيثير ذلك الكثير من الإشكالات على مستوى الوطن لأنه لا ينبغي أن يطرح لـ(نعم) أو (لا) إلا بعد وعي المواطن وأقوى أنواع الدساتير هو الدستور البريطاني وهو دستور عرفي غير مكتوب فأنا لما أنزل مشروع الدستور على عموم المواطنين ليعطوا آراءهم فإنهم بذلك يكونون قد اكتسبوا معرفة مسبقة وبالتالي يمثل اقتناعهم وعندما يقول نعم أو لا يقولها وهو يعرف لماذا أما أن آتي بمشروع دستور أعد من قبل مجموعة طبعا لها احترامها ولها قدرتها ولكنها في الأخير ليست كل الشعب.. ومن هنا فإن العملية الاحتجاجية التي قامت زكاتها واحترامها بأن يكون هناك دستور يمثل اقتناع الجميع من خلال الاستفتاء عليه ومن ثم يتوقف على الاستفتاء الشروع في عملية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وسوف ندخل عصرا جديدا إذا سرنا بطريقة واضحة أما بطريقة الكلفتة فسنهدم كل شيء وعلينا أن ندرك أن المجتمع المحلي والإقليمي والدولي يراقب وبالتالي هناك من يريد ومن لا يريد وما دامت إرادتي الشعبية أقوى من أي إرادة أخرى فسيحترمني الجميع إذا ما مشيت بطريقة واضحة.
الحوار كقيمة حضارية
* إذا ما نظرنا إلى مسألة الحوار كقيمة لدى اليمنيين وكان له الفضل في تجاوز الكثير من الأزمات كيف تنظرون إلى ذلك سيما وأنتم لكم باع في هذا الجانب¿
– من المعروف أن اليمنيين هم أهل الإيمان والحكمة كما نعتهم الرسول عليه الصلاة والسلام والحكمة هي تحكيم العقل في نطاق القدرات التي تنظر إلى أي حدث ما كيف تخرج منه بطريقة سلمية فالمؤتمرات الشعبية السابقة في بداية الستينيات بعد الثورة كانت تمثل حجر الزاوية وقد تنامت العملية في الحوارات إلى أن وصلنا إلى الحوار الوطني قبل الوحدة والذي دام أربع سنوات وأنا اعتبر هذا الحوار نقطة الانطلاق التي أعطت وعيا شعبيا متكاملاٍ حيث لم نكتف بعملية الحوار الذي أنجز الميثاق الوطني والذي أقام المؤتمر الشعبي العام والذي توقف عليه حوار مع إخواننا في الشطر الجنوبي من الوطن آن ذاك لنعلن قيام دولة الوحدة الأكثر أهمية هو أنه بعد إقرار الميثاق الوطني تحول الموضوع إلى تثقيف مستمر أسبوعي بما ورد في الميثاق الوطني وهو ما عود الناس على مفاهيم الديمقراطية والحرية والحقوق والواجبات والمواثيق الدولية ومفاهيم الإدارة والعدل الاجتماعي والاقتصاد كيف أقرأ تاريخي من خلال المقدمة كيف أقرأ ديني بطريقة معتدلة لا تطرف فيها ولا انغلاق.. كانت كل هذه القيم يتم تداولها في توعية شعبية أسبوعية على نطاق واسع وتعود الناس من خلال هذا الحوار على أن يتحولوا إلى أناس يعرفون حقوقهم وكيف يطالبون بها وكيف يدافعون عنها ثم أخرجتنا من أزمة خانقة ولا ننسى أن تلك الفترة شهدت اغتيال ثلاثة زعماء وكانت حالة الاحتراب بيننا شمالا وجنوبا في حربين وهذا الحوار جاء ينتشلنا من ذلك التفكير الذي يؤمن بالعنف على حساب الحوار والمحبة والتسامح لتأتي ومن بعدها الفترة الانتقالية بعد قيام دولة الوحدة حيث كان يحدث أن تلتهب بتبادل المفاهيم المغلوطة فيأتي مجموعة الأحزاب ليدعوا إلى الحوار ولكن أحيانا وللأسف الشديد يغلب الخطأ على الصواب فحدثت حرب 94 وبغض النظر عن التوقف عندها لأننا نريد البحث عن القيم الإيجابية.
بعد ذلك جاءت عملية الحوار وإنشاء اللقاء المشترك حيث جاء إنشاؤه نتيجة لحوار فيما بين تلك الأحزاب فالتقوا مع بعضهم البعض وهي ظاهرة عظيمة جدا لمفهوم الديمقراطية التعددية والتي تعني أن هناك حزب يحكم ومعارضة وهو ما كان حاصل عندنا السلطة لها جناحان الحزب الحاكم والمعارضة عندما وجد اللقاء المشترك أعطى قوة لمفهوم الديمقراطية بمعنى أن الحزب الحاكم سيظل تحت الرقابة الشيء الآخر في اللقاء المشترك هو أن هذه الأحزاب بدلا من أن يظلوا واقفين في وجه بعضهم البعض يمين ويسار… إلخ التقوا مع بعضهم البعض ما أعطى ظاهرة لقيت تقديرا من المراقب الدولي وبالمقابل كان المؤتمر الشعبي العام في عمله من خلال السلطة يصحح نفسه فالمؤتمر حكم مع الحزب الاشتراكي ثم حكم مع الحزب الاشتراكي والتجمع اليمني للإصلاح ثم حكم وهو لوحده وكان المعمول به هو أنهم كلما اختلفوا تأتي عملية الحوارات إلى أن وصلنا إلى الحوار الذي سبق الفترة الاحتجاجية في فبراير 2011 بين المؤتمر الشعبي العام والمعارضة المتمثلة في أحزاب اللقاء المشترك وفعلا أعدت دراسات وبرامج عمل وشكلت لجان ثم جاء فبراير 2011 فتغيرت المعالم كثيرا في إطار ما حدث في المنطقة العربية وكان أيضا من الأمور العظيمة التي تميزت بها اليمن عن كثير من البلدان التي حدثت فيها ثورات الربيع أننا عدنا إلى الحوار الوطني الشامل لجميع الفئات وبدلا من أن تكون العملية السياسية محتكرة بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه واللقاء المشترك اتسعت دائرة الحوار لتدخل منظمات المجتمع المدني وعنصر المرأة والشباب وهذه العملية بحد ذاتها أعطت مفهوما راقيا جدا بأن الحوار هو السبيل لتهدئة الأمور ولإعطاء صورة أمام العالم في مفهوم التسوية السياسية لحل المنازعات الداخلية وأنه بدلا من أن نتقاتل كما هو حاصل في المحيط الدولي من حولنا في العراق أو سوريا أو ليبيا أو ما كان أوشك أن يحدث في مصر والله أعلم من سيرشح للمصائب غيرهم لكن بالنسبة لنا الحمد لله تجاوزنا هذه المحنة بتسوية سياسية نظر إليها بعين الاحترام والتقدير ولهذا جاءت المبادرة الخليجية بإرادة يمنية وتوقيع جميع الأطراف اليمنية بل إنها جاءت بمقترحات وصياغة أولية يمنية ولهذا الآن ما زال الناس متمسكين بها في مفهوم التسوية السياسية وقطعنا شوطا رائعا في أننا وصلنا إلى مخرجات الحوار الوطني الشامل وهي خارطة طريق لبناء المستقبل بناء اليمن الحديث المتطور إن شاء الله إذا ما توفرت هناك العزيمة لتسير الأمور بنفس الوتيرة التي سار عليها مؤتمر الحوار ونتغلب على نتوءات في الطريق بالحكمة وبالفعل والحوار.
مبدأ الشراكة
*مبدأ الشراكة الذي ضمنته مخرجات الحوار الوطني كيف يمكن أن نحافظ على هذا المبدأ بحيث أن لا يحدث هناك انقلاب على مخرجات الحوار¿
– مفهومنا للثورة بأنها ثورة شعب ومفهومنا للحوار بأنه حوار وطني شامل هو الذي يفرض على كل المتحاورين أن يدافعوا عن مفهوم هذه الشراكة ولا يسمحوا لأي تيار يريد أن ينحرف بها فمشاكلنا معظمها جاء من عملية الإقصاءات وهذه الإقصاءات إذا ما وعينا أنفسنا بأن الإقصاء لا يأتي بخير وإنما يأتي بشر اسمه الحروب فبالتالي بقدر وعينا لهذا المفهوم علينا أن ندافع عنه وأن لا نعطي فرصة لأن يعزل أي طرف من الأطراف علينا أن نحترم الشراكة طبعا الشراكة في البناء الشراكة في تحمل المسؤولية الشراكة في صنع القرار القرار الذي لا يتخذ بمواربة بين عشية وضحاها لأنه يصنع لنا المصائب وعندما لا تعود في صناعة القرار إلى المعلومة الصحيحة وإلى المستشارين الجديرين بالاستشارة وإلى المشارك في صنع القرار فإنك تظلم نفسك وتظلم شعبك.
* وماذا عمِن يفكر بالاستئثار أو القفز على مبدأ الشراكة¿
– هناك من نفسيته في الأصل لم تبنِ على مفهوم الشراكة يحاول أن يستخدم بعض المصطلحات والمفاهيم ليستأثر بها لاحقا فهذا نقول أنه مغفل بمعنى الكلمة لأن الشعب صحا من سباته ووعى وأنا تحدثت عن الشعب اليمني من خلال سلسلة الحديث التي دارت بيني وبينك بأنه لا مجال لمن يريد أن يحتال.
* بناء على ما طرحتموه في حديثكم نختتم هذا اللقاء باستيضاح رؤيتكم لما يدور في واقع اليوم والأحداث الاحتجاجية التي يشهدها الشارع وما قد تفضي إليه من مآلات..
– ما يحدث اليوم في الشارع علينا أن ندرك أولا أنه ليس في صالح شعبنا هذا أولا وأن هناك من يريد أن يجهض ما توصلنا إليه في مفهوم الثورة التي قامت في 1962 والتي تجدد نفسها بتعبيرات مختلفة احتجاجية وغيرها فهناك من يريد أن يجهضها بأي وسيلة من الوسائل وأحيانا «عدو عدوي صديقي» هذه في الأنظمة الإقليمية والدولية يتصادق مع من لا يؤمن به فقط لحظيا يدعمه ويريد أن يدمر به ويعطيه معلومات خاطئة.
أنا أقول كل أبناء شعبنا بلا استثناء وطنيون والجميع أبناء وطن ويحق لكل واحد منهم أن يشارك في النظام السياسي وفي صنع القرار ولكن نطلب من الجميع أن لا يفتحوا آذانهم لأي تسريبات من أي قوى خارجية وما يحدث الآن من إشكالات ومفاهيم مغلوطة على أطرافها جميعاٍ أن يعوا أن ذلك ليس في مصلحة أحد.. وبالنسبة للقوى الداعمة للصراع وأنا لا أريد أن أصنفها كما يفعل البعض حين يصفونها بأنها قوى تقليدية والتي مع الأسف مرة تقوي قوة تقليدية على قوة تقليدية أخرى فإذا تغلبت عليها وبرزت بشكل قوي ومنظم خافوا منها وعادوا إلى القوة الأخرى المناوئة لها فيقوونها ضدها وبعدها تتوازن الأمور بينهم ولكن على حساب المجتمع والأمن والسلام والاستقرار وأنا أدعوا كل القوى سواء التي تمثل أطرافاٍ لهذه الصراعات أو التي تسهم في إذكائها أن يتقوا الله في أنفسهم وفي هذا الوطن والشعب وأن يعرفوا أن كل واحد منهم قد يكون محقاٍ ولكن لا يمتلك كل الحقيقة وعلى كل هؤلاء أن يعرفوا أن الوطن لا يبنى إلا بهم جميعاٍ لا إقصاء على الإطلاق ولا ينبغي لأي جهة من الجهات أن تبرئ نفسها أو تشعر أنها صاحبة الحق الأول والآخرين على خطأ.
*تلك القوى التي تحاول إجهاض المشروع الوطني المتمثل بالثورة اليمنية والتي هي عبارة عن سلسلة من التصحيحات كما أشرتم سابقاٍ كان آخرها ما تمخض عنه مؤتمر الحوار الوطني الشامل من مخرجات.. ما الدعوة التي تود أن توجهها إلى تلك القوى سواء الدولية والإقليمية أو أياديها وأدواتها في الداخل¿
– هم يعلمون جيداٍ وأنا لا أقول الداخل اليمني بل القوى الدولية والإقليمية ولا ننسى النظام الدولي القائم على الفوضى الخلاقة والمشروع التفتيتي للمنطقة ككل بما فيها دول الإقليم لا أحد منا في المنطقة العربية بمنجاة عن هذا المشروع التفتيتي الدولي وخاصة المشروع الصهيوني الغربي وهذا ليس من منطلق الادعاء أو الحديث عن نظرية المؤامرة بل هي حقائق ووقائع موجودة ومغفل من يجهلها نقول لهؤلاء علاقتنا بكم إقليميا أو دولياٍ تأتي من خلال احترامكم القرار اليمني البحت الداخلي لترسيخ الأمن والسلام والاستقرار والحفاظ على الوحدة اليمنية التي يصرح الكل بأنه يريد لليمن أن يكون في سلام وأمن واستقرار ووحدة فعليهم أن يضعوا ذلك أمام أعينهم للتنفيذ الحقيقي هذا أولا ونريد أيضا أن يفهموا أن الشعب اليمني وعى نفسه لأن هذه العملية التراكمية من حالة الوعي ليس من السهولة بمكان أن تنسف في لحظة من اللحظات أو يتم تجاهلها وأن تتم علاقتنا معهم في تبادل المصالح على أساس من الوضوح أقوى وأفضل من اللعب الكيدية ونحن لا نعني هنا دولة بعينها بل أنا أحيي أشقاءنا في دول الخليج العربية الذين وقفوا معنا من خلال المبادرة الخليجية وأنا أقول هذا درءا للاشتباه وكي لا يفهم أن كلامي موجه لها ونحن كلنا أهل وموطن العرب الأول فليس غريبا أن تكون قلوبنا على بعضنا وأن يقف بعضنا إلى جانب بعض.
*وبالنسبة لأيادي تلك القوى وأدواتها في الداخل ¿
– في الحقيقة المواطن اليمني صار يعرف من هي القوى الخارجية التي تريد أن تلعب ومن هي أياديها في الداخل وأنا لا أريد للمعادلات السياسية في الخارج أن تنعكس علينا في اليمن اليمن دولة لها استقلاليتها ولها كرامتها وكل من يحاول أن يلعب بطريقة أو بأخرى نتيجة نزوعات خاطئة عليه أن يراجع نفسه وأن يشعر أن ضميره اليمني أكبر من أي مؤثر خارجي.

قد يعجبك ايضا