تحذيرات أممية وعالمية من نتائج إغلاق العدو لمعابر غزة ومنع دخول المساعدات وانتهاجه سياسة التهجير القسري
الثورة /متابعة/ محمد الجبري
أطلقت المقاومة الفلسطينية، أمس الجمعة، صواريخ باتجاه مدينة عسقلان غداة استهدافها تل أبيب، بينما أوقع قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم الرابع شهداء بينهم أطفال في عدة مناطق في قطاع غزة.
وأعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أنها قصفت عسقلان عصر أمس، برشقة صاروخية ردا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين.
وبالمقابل أعلن الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخين أطلقا من غزة، بينما قال الإسعاف الإسرائيلي إنه لم يتلق بلاغات عن مصابين في هذا الحادث.
وقد دوّت صفارات الإنذار في أجواء عسقلان بعد أقل من 24 ساعة على استهداف كتائب القسام تل أبيب بـ3 صواريخ بعيدة المدى.
وبُعيد القصف الصاروخي، أنذر الجيش الإسرائيلي سكان مناطق في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة بإخلائها متذرعا بإطلاق صواريخ منها، حيث أصدر الاحتلال الإسرائيلي، “أوامر إخلاء” جديدة للمواطنين في مناطق شمال قطاع غزة، تطالبهم بالانتقال إلى جنوب القطاع فورا.
وشملت “أوامر الإخلاء” مناطق السلاطين والكرامة والعودة في شمال القطاع، وترافقت مع تهديد للاحتلال بقصف تلك المناطق.
وأعلن وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، أنه أوعز لقواته باحتلال مناطق جديدة في قطاع غزة وإخلائها من الفلسطينيين، وتوسيع “المناطق العازلة” المحيطة بها، بذريعة “حماية التجمعات السكنية الإسرائيلية”.
وهدد كاتس باحتلال المزيد من أراضي قطاع غزة، وبتصعيد عدوانه على القطاع، حتى يتم الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين.
في غضون ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي قصف المناطق السكنية بالطائرات والمدفعية بالتوازي مع توغل قواته في بعض المحاور وسط وجنوبي وشمالي القطاع الفلسطيني.
وأفادت مصادر محلية بأن قصف الاحتلال الصهيوني خلال الـ24 ساعة الماضية نتج عنه ما لا يقل عن 12 شهيدا بينهم 6 أطفال استشهدوا بغارة على شقة في حي التفاح شرقي مدينة غزة، مؤكدة أن حصيلة الغارات الإسرائيلية ارتفعت إلى 605 شهداء منذ فجر الثلاثاء الماضي.
كما استهدفت الغارات الإسرائيلية رفح بالجنوب وبيت لاهيا شمالا، وتزامنت الغارات على بيت لاهيا قصف مدفعي، كي يساعد قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتوغل في المنطقة.
وأضاف المصادر أن هذا القصف أدى إلى موجة نزوح من بيت لاهيا باتجاه غربي مدينة غزة، مضيفة أن القصف المدفعي الذي يتم من وراء السياج الحدودي طال حي الشغف شرقي مدينة غزة.
كما طال القصف المدفعي الإسرائيلي المناطق الشرقية لخان يونس ومنطقتي الشابورة والجنينة في رفح.
وفي وسط القطاع، أصيب فلسطينيون في غارة إسرائيلية على بلدة المغراقة.
من جهة أخرى حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن كمية الطحين التي لديها في غزة لا تكفي إلا للتوزيع خلال الأيام الستة المقبلة.
وقال المسؤول بالوكالة سام روز إنه يمكن تمديد ذلك عبر إعطاء الناس كميات أقل من الطحين، مشيرا إلى أنّ الوضع في قطاع غزة مقلق للغاية في ظل الخفض الهائل في توزيع المساعدات.
وأضاف أن 6 مخابز من أصل 25 يدعمها برنامج الأغذية العالمي قد أغلقت، وأن هناك حشودا كبيرة في الشوارع خارج المخابز.
فيما أكد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، أن إغلاق “إسرائيل” للمعابر إلى غزة دخل يومه العشرين، وهو الأطول منذ 7 أكتوبر الماضي، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي.
وأوضح حق، في تصريحات إعلامية، أن تأثير الإغلاق المدمر يزيد من معاناة سكان غزة الذين يواجهون ظروفًا مأسوية.
وأشار إلى أن كل يوم إضافي من الإغلاق يساهم في تقويض التقدم الذي حققته الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني منذ وقف إطلاق النار، كما حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن استمرار الأعمال العدائية يعرقل بشكل كبير العمليات الإنسانية في المنطقة.
وأعرب حق، عن قلق الأمم المتحدة بشأن سلامة موظفيها في غزة، مطالبًا بضمانات ملموسة بعد مقتل 6 منهم، كما طالب بإجابات حول الهجوم الذي استهدف مجمعًا تابعًا للأمم المتحدة في غزة، رغم تحديده بوضوح في المواقع.
وفي سياق متصل، شدد على أن الأمم المتحدة تعارض بشدة أي هجوم على البنية التحتية الطبية في غزة، وأفادت بتعرض جميع المستشفيات في القطاع لأضرار، مما يزيد من تفاقم الوضع الذي لا يمكن تحمله بالنسبة للسكان.
من جهته، قال الصليب الأحمر إن أقل من نصف عربات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني هي التي تعمل في غزة، وذلك بسبب نقص الوقود.
ويزيد الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني المدمر سوءا في ظل إغلاق جيش الاحتلال المعابر ومنع دخول المساعدات.
من جهته حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من التداعيات الكارثية المترتبة على استئناف جيش الاحتلال “الإسرائيلي” هجماته البرية في قطاع غزة، بالتزامن مع فرض تهجير قسري تحت ستار أوامر الإخلاء واستمرار القصف الجوي العنيف، ما يدفع مئات الآلاف إلى النزوح مجددًا دون أي مأوى، بعدما دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي الغالبية العظمى من المنازل والملاجئ والمباني في القطاع.
وقال المرصد في بيان له على موقعه الإلكتروني ، إنّ فريقه الميداني تابع بدء قوات جيش الاحتلال “الإسرائيلي” عملية توغل غربي بيت لاهيا، مساء أمس الأول بالتزامن مع شن غارات جوية وقصف مدفعي مكثف في ساعات الليل، ما أجبر الآلاف من السكان المقيمين في خيام ومنازل آيلة للسقوط على النزوح قسرًا دون أي حماية وتحت القصف إلى مناطق تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
سياسيا، نددت حركة حماس أمس الجمعة، بتصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، معتبرةً أنها منحازة بالكامل وتتبنى رواية الاحتلال، في موقف يساوي بين الجلاد والضحية.
وأكدت الحركة في بيان صحفي، أن الحديث عن “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” هو تحريف للواقع، مشددةً على أن المحتل لا يملك هذا الحق، بل هو المعتدي الأساسي. كما حملت الحركة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن العدوان المستمر وجرائم الإبادة في غزة، مطالبةً بضرورة محاسبته بدلًا من منحه الغطاء والدعم الدولي.
وفيما يتعلق بالرهائن، أكدت حماس أن الادعاء بأنها اختارت الحرب بدل إطلاق سراحهم هو تشويه للحقائق، مشيرةً إلى أنها قدمت مبادرات واضحة لوقف إطلاق النار وتنفيذ صفقة تبادل شاملة، إلا أن الاحتلال، بقيادة بنيامين نتنياهو، هو من أفشل هذه الجهود لتحقيق مصالحه السياسية، باعتراف مسؤوليه الأمنيين أنفسهم.
وأوضحت الحركة أن الحديث عن إمكانية تمديد التهدئة مقابل إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين يتجاهل حقيقة أن الاحتلال لم يكن جادًا في تنفيذ الاتفاقات، حيث واصل القتل والتجويع والحصار، مما أدى إلى إفشال أي جهود للتمديد.
كما اعتبرت حماس أن التصريحات الأمريكية الأخيرة تكشف مجددًا الشراكة الكاملة في العدوان على الشعب الفلسطيني، مؤكدةً أن واشنطن تتواطأ مع الاحتلال في جرائم الإبادة والتجويع والحصار بحق أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، من بينهم آلاف الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء.
وأكدت أن المقاومة الفلسطينية تمارس حقها المشروع في الدفاع عن شعبها وأرضها ومقدساتها، مشددةً على أن محاولات قلب الحقائق لن تنجح في تبرئة الاحتلال من جرائمه أو منح الغطاء الأخلاقي للسياسات الأمريكية المنحازة.