اتفاق السلم والشراكة الوطنية .. تأسيس لدولة القانون والعدل والمساواة


أكد نخبة من السياسيين لصحيفة (الثورة)بأن توقيع كافة القوى السياسية على وثيقة السلم والشراكة الوطنية يعد مؤشرا واضحا على ادراك هذه القوى بأن السلم والشراكة يعد الخيار الأمثل لتجنيب اليمن الانزلاق في متاهات الانقسام والحرب.
وأشاروا في أحاديثهم الى أن حكمة الرئيس عبدربه منصور هادي تجلت في هذه المرحلة بوضوح تام حرصا منه على العبور بالوطن إلى بر الأمان.
واعتبروا تشكيل حكومة كفاءات وطنية خطوة مهمة من أجل نجاح المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ..وهنا آراؤهم:

كانت البداية مع العالم اليمني الدكتور خالد نشوان والذي قال: أي اتفاقية تؤدي إلى حقن الدماء وبث السلام والوئام في البلد هي بلا شك فرصة هامة وعلى الجميع أن يغتنمها وأن يسعى جميع ابناء الوطن إلى تحقيق مضامينها وأنا اعتبرها محطة تعبر في كل الأحوال عن الحكمة اليمانية التي تميز بها الإنسان اليمني عبر التاريخ وفي حقيقة الأمر ماشهدته اليمن يعتبر ظاهرة غير مسبوقة على الرغم من الأحداث التي حصلت والدماء التي سالت من كل الأطراف وكلهم عزيزون على قلوبنا من المهرة إلى صعدة فكلهم متساوون في نظري وكلهم ابناء وطن واحد ودين واحد .
وتابع بالقول : وبالرغم مما حصل إلا أن اليمنيين لايزالون يتحلون بالحكمة التي وصفهم بها نبي الإنسانية محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وقد تجلت ملامحها في أصعب اللحظات
واضاف بالقول : الكارثة الكبرى أننا لا ندرك” أننا نقتل بعضنا بالنيابة عن العدو” وبالتالي اصبح لزاما على كل القوى السياسية أن تستغل هذه الفرصة وأن تسعى إلى تطبيق محتوى الوثيقة التي بلا شك أنها هامة اذا ما تم تطبيقها في سبيل المصلحة العليا للوطن بعيدا عن المصالح الضيقة.
وقال :قد ربما ادركت الأحزاب السياسية بأن مصلحة الوطن تتجاوز مصالحها إلا أنها أدركت ذلك في الوقت الضائع مع الأسف الشديد لايزال لدى الكثير من الأطراف السياسية في اليمن جهل سياسي مدقع ومخيف وباعتقادي بأنه ?بد من ثورة تصحيحية فكرية حقيقة للوصول بالسياسة إلى الأدوار المأمولة منها وجعلها مهنة شريفة تخدم البلد لا أن تكون مهنة للاسترزاق من خلال معاول الهدم وماشهدته اليمن من آلام مزمنة وتأخر في التنميه إلى اليوم لم يكن إلا نتيجة لهذا الجهل السياسي.
ويواصل نشوان حديثة :من يظن أن بإمكانه استغفال الناس واستغلالهم من اجل مصالحه الضيقة دون أن يقدم لهم ما يرضي طموحاتهم وتطلعاتهم فهو واهم ولابد أن تنقض عليه الجماهير المغلوبة على امرها ذات يوم ومن يظن أن تجهيل الناس اداة ناجحه في سبيل الامساك بالسلطة أو الحفاظ عليها فهو واهم لان الجاهل عدو نفسه اولا وبالتالي لا يمكن الإعتماد عليه للحفاظ على أي مقدرات ثمينة.
لافتا الى أن الشعب المتسلح بالوعي والمعرفة هو الذي يستطيع صناعة المنجزات وحمايتها وحماية كل من يساعده في نموه وازدهاره وهذا ما لم تدركه الكثير من النخب الحاكمة التي حكمت في الوطن العربي عامة وفي اليمن خاصة. ..ولهذا نحن الآن محتاجون إلى تضميد جروحنا ومنحها فرصة للاستشفاء ونحتاج إلى البدء بزرع الزهوروالإعتناء بها في حدائق المستقبل اليمني كي تتمتع بها أجيالنا القادمة.
تجنب السلبيات
أحمد الكحلاني عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام تحدث بالقول:هذه الوثيقة استطاعت أن توقف اند?ع أي حرب أهلية والشيء الرائع أن كل القوى السياسية وقعت على هذه الوثيقة واتفقوا جميعهم على الانتقال إلى المرحلة الجديدة التي سيسودها النظام والقانون ودولة المؤسسات وأعتقد بأن كل السلبيات سوف تتجنبها الحكومة الجديدة والتي ?بد أن تدركها لكي ?تكررها في المستقبل وعلينا أن نعلم بأن البلد بحاجة إلى الجميع ولايمكن أن تفرض أي جماعة آراءها على أي جماعة أخرى فكلنا ابناء بلد واحد.
ويضيف :أثبتت التجارب بأن أي حزب أو مكون سياسي يعتقد بأنه سيحكم بمفرده أن هذا أمر مستحيل وهو ليس في مصلحة الحزب وليس في مصلحة الوطن ولهذا ?بد أن يشارك الجميع في إدارة شؤون البلد لكن ?يجب أن تكون هذه المشاركة على سبيل المحاصصة أو تقاسم الكعكة وإنما تأتي من خلال آليات ديمقراطية وانتخابات حقيقية .
وتابع :وطالما ونحن في المرحلة الانتقالية فالبلد يحتاج إلى جهود الجميع ولكي ?يظهر بأن هناك طرف مشارك وطرف غير مشارك علما بأن المرحلة الانتقالية هي التي ستؤسس لعملية ديمقراطية حرة وبالتالي تؤدي إلى قيام دولة النظام والقانون.
اتفاق هام
ويعبر زيد الشامي رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للاصلاح بالقول: رغم أن الاتفاق جاء متأخرا لكنه في حقيقة الأمر كان اتفاقا ضروريا لإيقاف المواجهات والصراعات من أجل الدخول في مرحلة جديدة من التعاون وبناء البلد والابتعاد عن صراعات الماضي ونتمنى أن تعود المياه إلى مجاريها الطبيعية وتنتهي كل مظاهر التوتر.
ويرى الشامي أن أي تنازل يقدم من أجل المصلحة العامة ومن أجل حقن الدماء إنما يقدم أيضا من أجل تجنب تكرار تجارب دول كالعراق وسوريا وليبيا التي دمرت بأيدي أبنائها فلا بد أن نقبل ببعضنا البعض حتى ولو تحملنا بعض الخسارات الخاصة لأن هذا هو التفكير السليم والمنطقي الذي سيجنب اليمن ويلات الحرب والصراع ونحن الآن لايجب أن ننظر من سيكسب من الأحزاب فالمهم أن تكسب اليمن السلام.
انتصار تاريخي
الدكتورة خديجة عليوه عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار تحدثت عن وجهة نظرها بالقول: توقيع الاتفاقية انتصار تاريخي حقيقي بتوافق الجميع وبقيادة قائد السلام فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي عمل ولا زال يعمل جاهداٍ حتى تشرق شمس اليمن الاتحادي الجديد بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل لنطوي مرحلة العوائق والمؤامرات على تلك المخرجات التي شهد لها العالم اجمع بملامستها معاناة الشعب .
وقالت :كما إن الاتفاقية انتصرت لمخرجات مؤتمر الحوار وجاءت كداعم قوي للهيئة الوطنية للإشراف والرقابة المعنية بتنفيذ تلك المخرجات الملبية لمطالب واحتياج الشعب وفيها نصرته وقوته وكرامته وتحقق له الرفاه الاقتصادي كما انها أعادت للهيئة الوطنية هيبتها ومكانتها ودورها الحقيقي فقد أقرت مخرجات مؤتمر الحوار بعد إكمال مؤتمر الحوار تشكيل حكومة كفاءات وشراكة وطنية تمثل فيها كافة المكونات في مؤتمر الحوار الوطني .
كما شكلت الاتفاقية أهمية بالغة من حيث المعايير واختيار رئيس الوزراء الجديد على أن يكون شخصية وطنية محايدة وغير حزبية يمتاز بدرجة عالية من النزاهة والكفاءة وهذا يعتبر انتصاراٍ آخر وهاماٍ
صص للإرادة الشعبية فأغلبية الشعب مستقل ولا ينتمي لأي حزب ويعاني من الإقصاء والتهميش بل والمحاربة الفعلية لتلك الفئة المستقلة والمحايدة كذلك وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والمالية التأكيد على عدم انتمائهم أو ولائهم لأي طرف سياسي .
وتواصل حديثها بالقول :كما اعتمدت الاتفاقية في مضمونها معايير النزاهة والكفاءة والخبرة والالتزام بحماية حقوق الإنسان وليس الحقوق الذاتية لشخص أو حزب أو مصالح ذاتيه.. أيضا سيادة القانون والحياد في إدارة شؤون البلاد فلا تمييز بين المحافظات كما ضمنت مشاركة المرأة والشباب حسب ما جاء في مخرجات مؤتمر الحوار واعتمدت مبدأ تعزيز الشراكة الوطنية كما أكدت على توسيع مجلس الشورى بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبما يحقق الشراكة الوطنية .
وأضافت عليوه: لقد حقق الاتفاق أهم مطلب وهو تجفيف منابع الفساد في جميع القطاعات ومعالجة الاختلالات في الموازنة العامة والإصلاحات الشاملة في أهم قطاعين هما النفط والطاقة وضمان جباية عائداته … كذلك عائدات الضرائب والجمارك والإصلاح الضريبي والجمركي وتحصيل المديونية العامة لكافة مؤسسات الدولة مع التركيز على فئة كبار الملاك كذلك إلغاء الازدواج الوظيفي والوظائف الوهمية في جميع مؤسسات الدولة وهذا بدوره سوف يرفد خزينة الدولة بمبالغ كبيرة ويجعلها قادرة على إدارة مواردها وملبية لاحتياج المواطن ورفع مستواه الاقتصادي.
سيادة القانون
وتابعت عليوه: كما إن الاتفاقية تؤسس لدولة الحكم الرشيد وسيادة القانون والعدالة والمساواة كما اتفق عليه من خلال فريق الحكم الرشيد ضمن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومن خلال التوقيع على الاتفاقية فقد غلبت القوى السياسية الحكمة على مصالحها و اعتبرت مصالح الشعب هي الأهم..فتلك المخرجات الهامة أمانة في أعناق الجميع .
وطالبت القوى السياسية أن تسعى جاهدة لتنفيذ الاتفاقية حرفياٍ على أرض الواقع. و قالت :رسالتي إلى الحكومة الجديدة أن تأخذ دروساٍ وعبراٍ من أخطاء الأمس وأن تتقي الله في هذا الشعب المطحون وتعمل جاهدة على إسعاده.
الحل الأمثل
الدكتور محمد الشعيبي رئيس جامعة تعز يقول: لم يكن هناك بديل لاتفاقية الشراكة الوطنية سوى سفك الدماء فتوقيع هذه الاتفاقية سيعزز من أمن واستقرار البلد كما أن تنفيذ ماجاء في بنود ومضامين هذه الاتفاقية يعتبر نصرا كبيراٍ للبلد بشكل عام وإذا تحدثنا بمنطق العقل فإنه قد حصلت حروب كثيرة وصل بها الأمر إلى القتل والتنكيل وكان ذلك نتيجة للإقصاء والتهميش واليوم ادرك اليمنيون بأن لامجال أمامهم إلا أن يتعايشوا بسلام .
وزاد بالقول :اعتقد ومعي كثيرون أن الحكمة اليمنية تجلت في هذه الاتفاقية وكان الأفضل والأنسب أن تتجلى هذه الحكمة منذ أول الأحداث لكن أقول أن تأتي متأخرا خير من أن لاتأتي ونؤكد على كل الأطراف أن يجعلوا من السياسية أداة للبناء لا معولاٍ للهدم .
وبتفاؤل كبير يقول : كلنا متفائلون بنجاح العملية الانتقالية ونرجو من الحكومة الوطنية أن تذهب بكل حزم وقوة الى تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني كونها الحل الوحيد لانتشال البلد مما هو فيه .
وقال :كلي يقين بأن حكومة الكفاءات الوطنية سوف تنجح وهو ما أكدته تجارب دول عديدة وعمليا الحكومة القادمة تحتاج إلى الإرادة السياسية المدعومة بالإرادة الشعبية بحيث لايقف أمامها أحد وتنطلق من صلب مصلحة الوطن العليا ونقول لكل الأطراف كفاكم تناحراٍ وعراكاٍ فالوطن يتسع للجميع.

قد يعجبك ايضا