تعامل مع نفسك بذكاء

* يفوت الكثير من الناس أن “الساعة التي تمر لن تعود” وأن اليوم الذي ينتهي هو مؤشر لقربهم من النهاية.
ومن الحقائق أن نجد الناجحين من أشد أعداء التسويف وعلى النقيض من ذلك نجد التسويف صفة من صفات الفاشلين.
ويعتبر خبراء التنمية البشرية” التسويف آفة من الآفات المعادية للهمة حيث تجد الإنسان المسوف يؤجل عمل يومه إلى الغد أو بعد الغد وقد يكون مصمما فعلا على إنجاز هذا العمل غدا أو بعد غد ولكنه لم يأخذ الظروف والعوامل الخارجية أو الظروف النفسية الذاتية الداخلية في الحسبان والتي قد تعيقه عن القيام بالعمل الذي كان في استطاعته إنجازه لو قام به في وقـته المحـدد ولم يلجأ فيه إلى التسويف.
ويستند هؤلاء الخبراء لمقولة شهيرة لـ “وليم كناوس” أحد علماء النفس في كتابه “افعل الآن “إن في وسع الإنسان أن يتخلص من عادة التأجيل التي تمتص طاقته وأحاسيسه ووقته”.
ويرجع أسباب التأجيل بحسب خبراء منتدى الموارد البشرية وتطوير القدرات الذاتية” الى الخوف وعدم الثقة بالنفس وصعوبة احتمال تنفيذ أعمال مقيتة وهذه الأسباب قد تؤدي إلى إدمان أعمال سيئة والقلق كما يعد التأجيل مشكلة نفسانية معقدة نادرا ما تحل بمداواة سهلة بسيطة.
وللتخلص منه ينبغي أولا معرفة أسباب التأجيل والطريقة التي نؤجل بها تنفيذ الأعمال لأن الأشخاص الذين يؤجلون أعمالهم يشعرون بعدم كفايتهم وهذا يشل إنجازهم خوفا من الخيبة المرتقبة فهم يؤجلون عملا يتوقعون له الإخفاق.
وينصح خبراء بالثقة بالنفس وعدم الارتياب لأن الشك قد يصل مع التأجيل إلى القدرة وعدم الثقة في النفس إلى أقصى الحدود عند الأشخاص الذين يضعون نصب عيونهم أهدافا مثالية فيخافون تنفيذ أي عمل خشية الفشل.
وتتضمن سلسلة النصائح التي يحثون عليها “تعامل مع نفسك بذكاء.. كأن تضع لنفسك برنامجا ممتعا عقب إنجاز عمل شاق وحاول أن تمحي من ذاكرتك الكلمات المعينة على التسويف مثل “سأقوم بعمله غدا”.
أيضا لا تضع في ذهنك إلا ما يجب إنجازه اليوم ولا تشغله بما يجب عملـه في الغد إلا بعد إنجاز عمل اليوم وجنب نفسك اختلاق الأعذار وعدم تحميل نفسك المسؤولية الحقيقية عن تقصيرك في إنجاز الأعمال.
بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالتخطيط الصحيح والفعال والذي تحدد فيه غاياتك وأهدافك تحديدا واضحا فضلا عن تحديد وسائل تنفيذ هذه الأهداف.
وبحسب هؤلاء الخبراء فإن المتهربين من الأعمال يقومون بتأجيل هذه الأعمال خوفا من القلق أو الانقباض الذي يشعرون به مع بداية أي عمل جديد وبما أن جميع أعباء الحياة تشكل قلقا أو ضغطا وتتضمن خيبات أمل فإنهم يصبحون مدمنين على التأجيل.

قد يعجبك ايضا